آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:13م

دولية وعالمية


أمريكا ودول عربية تشن غارات جوية على الدولة الإسلامية في سوريا

الثلاثاء - 23 سبتمبر 2014 - 07:05 م بتوقيت عدن

أمريكا ودول عربية تشن غارات جوية على الدولة الإسلامية في سوريا
صاروخ من طراز توماهوك ينطلق من حاملة الطائرات الامريكية جورج واشنطن يوم الثلاثاء. صورة لرويترز من البحرية الامريكية تستخدم في الأغراض التحريرية فقط ويحظر بيعها لحملات تسويقة او اعلانية. لم تتمكن رويترز من التحقق بصورة مستقلة من صحة او تاريخ او مكان الصورة.

واشنطن/بيروت ((عدن الغد)) رويترز:

بدأت الولايات المتحدة وعدة دول خليجية حليفة يوم الثلاثاء ضربات جوية وصاروخية ضد أهداف تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا وقتلت عشرات من مقاتلي التنظيم واعضاء بجبهة النصرة التابعة للقاعدة.

وقال الأميرال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاجون) في بيان "أستطيع تأكيد أن قوات الجيش الأمريكي وقوات دول شريكة تقوم بعمل عسكري ضد الإرهابيين (من الدولة الإسلامية) في سوريا باستخدام المقاتلات والقاذفات وصواريخ توماهوك الهجومية."

وقالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي إن الأردن والبحرين والمملكة العربية السعودية وقطر والامارات العربية المتحدة شاركت في الهجمات على تنظيم الدولة الإسلامية او دعمته. والاهداف التي هوجمت في محيط مدن الرقة ودير الزور والحسكة والبوكمال في شرق سوريا.

وذكرت ان الاهداف شملت مقاتلين ومراكز تدريب ومقار قيادة ومنشآت قيادة وتحكم ومركز تمويل وشاحنات ومركبات مدرعة.

وأضافت في بيان أن الجيش الأمريكي نفذ وحده ضربات جوية في منطقة اخرى من سوريا ضد جبهة النصرة التابعة للقاعدة لتعطيل "هجوم وشيك" على مصالح أمريكية وغربية من جانب "مقاتلين متمرسين من تنظيم القاعدة" وجدوا ملاذا آمنا في سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يراقب الحرب في سوريا إن ما لا يقل عن 20 من مقاتلي الدولة الإسلامية قتلوا في هجمات على ما لا يقل عن 50 هدفا في محافظتي الرقة ودير الزور في شرق سوريا.

وتابع أن عدد القتلى في الضربات الجوية الامريكية لمواقع جبهة النصرة في حلب وإدلب في الشمال ارتفع إلى 50 قتيلا. واضاف ان غالبية القتلى في الضربات الجوية هناك كانوا أجانب.

وقال مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية لرويترز عبر سكايب من سوريا إن التنظيم سيرد على الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة في سوريا وألقى باللوم على السعودية في السماح بحدوث ذلك.

وجاءت الضربات قبل ساعات من توجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث سيحاول حشد المزيد من الدول وراء سعيه للتصدي للدولة الإسلامية.

وتلقي الهجمات بواشنطن لاول مرة في خضم الحرب الاهلية الدائرة في سوريا منذ ثلاثة اعوام والتي أودت بحياة 200 ألف شخص وشردت الملايين.

وهاجمت القوات الامريكية من قبل أهدافا للدولة الإسلامية في العراق ولكنها امتنعت عن التورط عسكريا في سوريا. وتدعم واشنطن الحكومة في العراق في حين تعارض الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت الحكومة السورية إن الولايات المتحدة ابلغتها بالغارات قبل ساعات من ضرب أهداف للدولة الإسلامية.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان "وزير الخارجية تلقى رسالة من نظيره الأمريكي عبر وزير خارجية العراق يبلغه فيها أن أمريكا ستستهدف قواعد داعش (الدولة الإسلامية) وبعضها موجود في سوريا قبل الغارات بساعات."

وقالت الحكومة السورية في البيان الذي أذاعه التلفزيون إنها ستستمر في مهاجمة الدولة الإسلامية.

وقالت الحكومة السورية إن "التنسيق مع ‭العراق مستمر وعلى أ‭على المستويات لضرب الارهاب‬."

وفي السابق أكدت الولايات المتحدة انه لن يكون ثمة تنسيق مع حكومة الأسد. ويصر اوباما على ضرورة رحيل الأسد لاسيما بعد اتهامه باستخدام اسلحة كيماوية ضد مواطنيه العام الماضي.

وتنظيم الدولة الإسلامية -المزود حاليا بأسلحة امريكية استولى عليها اثناء تقدمه في العراق- من اقوي معارضي الأسد في الوقت الراهن. ويقاتل التنظيم ايضا جماعات سنية اخرى في سوريا والحكومة الشيعية في العراق والقوات الكردية على جانبي الحدود بين سوريا والعراق.

وفي الأيام الاخيرة استولت الدولة الإسلامية علي قرى كردية قرب الحدود السورية مع تركيا مما دفع نحو 140 الف لاجيء لعبور الحدود منذ الاسبوع الماضي. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة انها تضع خططا لوجستية لفرار نحو 400 ألف إلى تركيا.

وتعقد الولايات المتحدة العزم على هزيمة الدولة الإسلامية دون ان تساعد الاسد وهي سياسة تتطلب مهارة دبلوماسية في حرب تنطوي على قدر من المخاطرة لكل دول المنطقة تقريبا.

ورحب الائتلاف الوطني السوري المعارض المدعوم من الغرب بالضربات الجوية قائلا إنها ستساعد في معركته ضد الرئيس السوري. ويحارب الائتلاف الحكومة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية في آن واحد.

وأظهرت صور التقطت في مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية حطاما قال مقاتل من الدولة الاسلامية انه لطائرة بدون طيار جرى اسقاطها. وكان الحطام محمولا على سيارة فان.

كما أظهرت لقطات فيديو على الانترنت تم تصويرها من خلال اجهزة رؤية ليلية اضواء طائرات نفاثة اثناء تحليقها واطلاقها قذائف على الارض. ولم يتضح توقيت او مكان تصوير اللقطات.

وأكد الاردن مشاركته في الحملة. وذكر بيان للجيش "قامت تشكيلات من طائرات سلاح الجو الملكي الاردني بتدمير عدد من الاهداف المنتخبة والتي تعود لبعض الجماعات الارهابية والتي دأبت على ارسال بعض عناصرها الارهابية لتنفيذ اعمال تخريبية داخل المملكة الأردنية الهاشمية."

ولم يحدد البيان موقع الهجمات.

واسقطت إسرائيل طائرة سورية فوق مرتفعات الجولان المحتلة ولكن ليس هناك ما يشير إلى ان الحادث الذي أكدته سوريا مرتبط بالتحرك الامريكي.

وقال مسؤولون امريكيون والمرصد السوري لحقوق الانسان إن الهجمات في الرقة استهدفت مبان يستخدمها المسلحون وامدادات الاسلحة ونقاط التفتيش. كما استهدفت مناطق على الحدود العراقية السورية.

وقال سكان في الرقة الاسبوع الماضي إن تنظيم الدولة الإسلامية عمد للاختباء بعدما أشار الرئيس الامريكي في 11 سبتمبر ايلول إلى ان الهجمات الجوية ضد التنظيم قد تمتد من العراق إلى سوريا.

وتابعوا ان التنظيم أخلى المباني التي كان يستخدمها وأعاد نشر اسلحته الثقيلة ونقل أسر المقاتلين خارج المدينة.

وتعتبر مشاركة الحلفاء العرب ضرورية من أجل مصداقية الحملة التي تقودها الولايات المتحدة. ويشك حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط في مدى التزام واشنطن بالدخول في صراع ينطوي على مخاطر لكل دول المنطقة تقريبا على خلفية صراع قديم بين السنة والشيعة.

وبدعم الاردن ودول الخليج كسبت واشنطن مساندة دول سنية معادية للأسد.

وامتنع حتى الان عدد من الحلفاء الغربيين التقليديين عن المشاركة ومن بينهم بريطانيا التي حاربت مع الولايات المتحدة في العراق وافغانستان.

وهاجمت فرنسا اهدافا للدولة الإسلامية في العراق ولكن ليس في سوريا. وهددت جماعة اسلامية متشددة خطفت مواطنا فرنسيا في الجزائر يوم الأحد الماضي بقتله في لقطات فيديو إذا لم توقف باريس تدخلها في العراق.

ورفضت تركيا عضو حلف الاطلسي القيام بدور عسكري في التحالف رغم مخاوفها من تقدم الدولة الإسلامية وهي تخشى في ذات الوقت المقاتلين الاكراد وتعارض اي عمل قد يساعد الأسد.

وقالت روسيا حليفة الأسد ان اي ضربات في سوريا لن تكتسب شرعية بدون موافقة الاسد او قرار من مجلس الأمن. وتتمتع روسيا بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن.