آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-10:02م

أخبار وتقارير


لماذا رفض (عبدالملك الحوثي ) الاعتراف بحق الجنوبيين بتقرير المصير؟

الثلاثاء - 23 سبتمبر 2014 - 07:13 م بتوقيت عدن

لماذا رفض (عبدالملك الحوثي ) الاعتراف بحق الجنوبيين بتقرير المصير؟

صنعاء ((عدن الغد)) خاص:

تجاهل زعيم جماعة الحوثيين في اليمن "عبدالملك الحوثي" أي حديث عن امكانية منح الجنوبيين حق تقرير المصير رغم ان جماعته نادت بذلك علانية خلال فعاليات مؤتمر وطني للحوار في اليمن في العام 2013 .

والقى "الحوثي" كلمة مطولة مساء يوم الثلاثاء بمناسبة تمكن ميلشياته من السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء لكنه تجاهل أي حديث عن ذكر منح الجنوبيين حق تقرير مصير بلادهم .

وذهب الحوثي خلافا لتصريحات سابقة واطلقتها جماعته وتعهدت بدعم أي جهود لطرح استفتاء شعبي في الجنوب حول الوحدة اليمنية إلى الحديث عن عدالة اجتماعية يجب ان يقابل بها الجنوبيون .

وقال الحوثي في كلمة القاها  عبر قناة المسيرة ان الجنوبيين مثل غيرهم ظلموا وحان الوقت لرفع الظلم عنهم .

واعاد إلى الاذهان خطاب "عبدالملك الحوثي" إلى الاذهان في الجنوب حديث سابق القاه "علي محسن الأحمر" عقب ثورة التغيير في اليمن العام 2011 حينما اتهم نظام صالح بانه حكم الجنوب بالاستعمار لكن الرجل رفض أي اعتراف بحقوق الجنوبيين السياسية .

وعلى مايبدو ان القضية الجنوبية ومنذ العام  2007 باتت محل استخدام سياسي واسع النطاق من قبل كل القوى السياسية المعارضة في الشمال حيث استخدمها حزب الإصلاح في العام 2007 وحتى العام 2011 على نطاق واسع ووصل الأمر بقيادات منه إلى ابرام اتفاقات تلتزم فيها بانتهاج نظام فيدرالي بين الشمال والجنوب قبل ان تنقلب لاحقا .

وعقب 2011 انقلبت قيادات حزب الإصلاح تجاه قضية الجنوب وتحول موقفها إلى موقف معارض لاي حل لقضية الجنوب في حدوده الدنيا وذهب الحزب إلى تنظيم فعاليات سياسية مناوئة للجنوبيين في عدن .

ومنذ العام 2011 صعدت حركة الحوثي لهجتها السياسية المتعاطفة مع قضية الجنوب وخلال فعاليات مؤتمر الحوار الوطني في العام 2013 دعت قيادات حوثية إلى منح حق الجنوبيين حق تقرير المصير .

وتصاعدت في الجنوب اصوات سياسية تقول ان القوى السياسية الشمالية باتت تتاجر بقضية الجنوب حيث تبدي حالة من التعاطف مع هذه القضية عندما تكون قوة معارضة لكنها ما ان تتسلم الحكم حتى تبدي موقفا سياسيا معارضا .

ويرى كثيرون ان "عبدالملك الحوثي" سار على نهج حزب الإصلاح في طريقة تعاطيه مع قضية الجنوب حيث ينظر إليها الطرفين بأنها قضية حقوقية وليست سياسية.

وبحسب محللين فان القوى السياسية الشمالية باتت تستخدم القضية الجنوبية كاحدى ورقات التعاطف الشعبية التي تستخدمها للوصول إلى الحكم وهو ماقام به حزب الإصلاح ولحقت به جماعة الحوثيين .

يدرك "عبدالملك الحوثي" ان اي اعتراف سياسي بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم يمكن ان يستخدم ضده شعبيا حيث تجمع جميع القوى على رفض هذه المطالب كما يدرك الرجل بان دعم جهود استقلال الجنوب عن الشمال تعني سيطرته على منطقة شمالية خالية من الثروات .

سياسيا يتعارض اي تأييد لدعوات استقلال الجنوب مع توجهات الحكومة الايرانية التي دعمت لسنوات طويلة حركة الحوثي وقدمت لها الدعم الكبير بهدف فرض سيطرتها على الحكم في اليمن لذلك فان اي عملية انفصال للجنوب ستذهب به صوب حالة من التقارب مع الخليج وهو مايتعارض مع المصالح الايرانية .