آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-08:03م

أخبار وتقارير


تحذير سعودي من تأثير تدهور الأوضاع في اليمن على الأمن الدولي ((مكرر))

الإثنين - 29 سبتمبر 2014 - 03:38 م بتوقيت عدن

تحذير سعودي من تأثير تدهور الأوضاع في اليمن على الأمن الدولي ((مكرر))
ربما يؤدي ذلك الى تدخل دولي مباشر ومؤقت في اليمن لدعم الرئيس الحالي ونظامه من خلال تواجد عسكري دولي الى حين اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تأتي بنظام متفق عليه داخليا ومؤيد عربيا ودوليا

الرياض(عدن الغد)«القدس العربي»:

بدا واضحا من ماجاء بشأن الاوضاع في اليمن بكلمة وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل امام الجمعية العامة للامم المتحدة ان السعودية تشعر باستياء وغضب شديدين من تطورات الاحداث الاخيرة في اليمن وسقوط صنعاء بيد الحوثيين واستيلائهم على مراكز السلطة والجيش هناك .
فما ورد في كلمة المسؤول الاول عن السياسة الخارجية السعودية ـ الامير الفيصل ـ هو تحذير من ان استمرار «احتلال» الحوثيين لصنعاء وعدم انسحابهم منها وسيطرتهم على مراكز السلطة، وعدم تنفيذهم لاتفاق «السلم والشراكة الوطنية» وملحقه الأمني، سيؤدي الى عدم استقرار اليمن وهذا بالتالي «قد يؤدي الى تهديد الامن الدولي».
ويرى مراقبون ان التحذير السعودي هو مقدمة لسعي سعودي في الامم المتحدة لاخذ قرار دولي بعدم الاعتراف بنتائج التطورات الاخيرة في اليمن وسيطرة الحوثيين على الحكم استنادا لقرار مجلس الأمن السابق رقم 2140 الذي صدر بموجب البند السابع من مبادئ الامم المتحدة وبالتالي ستؤكد الرياض عدم شرعية اي نظام قد ينشأ بفعل السيطرة الحوثية على صنعاء وعلى مواقع السلطة.
وربما يؤدي ذلك الى تدخل دولي مباشر ومؤقت في اليمن لدعم الرئيس الحالي ونظامه من خلال تواجد عسكري دولي الى حين اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تأتي بنظام متفق عليه داخليا ومؤيد عربيا ودوليا.
وتخشى الرياض من ان تسفر السيطرة الحوثية على العاصمة اليمنية عن قيام دولة حوثية (في شمال اليمن على الاقل) الامر الذي سيكون مبعث قلق وتهديد لها .
ومن اجل ذلك يتوقع ان تسعى السعودية الى الاعتراض على اي مكتسبات سياسية للحوثيين في اليمن تؤدي الى قيام نظام تابع لهم، بل وستسعى الرياض الى مقاومة اي مكتسبات جغرافية حصل عليها الحوثيون ولكن كيف وعن طريق من ؟ وهي قد فقدت حلفاءها التقليديين (من آل الاحمر زعماء قبائل حاشد القوية النفوذ في التركيبة القبلية والسياسية اليمنية).
الرياض، كما بدا من كلمة وزير الخارجية السعودي، لازالت تدعم وتؤيد الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي وترى انه يمثل الشرعية السياسية في البلاد، رغم انه اثبت «ضعف شخصيته» في بلاد تحتاج الى رجل يتمتع بدهاء سياسي قادر على «اللعب مع الثعابين» ـ على حد تعبير الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ـ.
والرياض مرتاحة للتعاون الذي تعزز مع اليمن خلال فترة الرئيس هادي ،خصوصا
التعاون الامني لملاحقة تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، ويقولون في العاصمة السعودية انهم عملوا كل ما يستطيعون من اجل دعم النظام والسلطة الحكومية وقدموا مئات الملايين من الدولارات كمساعدات مالية وعسكرية وامنية للحكومة اليمنية حتى تكون قادرة على مواجهة المشاكل التي خلفها النظام السابق، ولكن الرياض ـ كما يقول ديبلوماسي عربي ـ تركت الامور للمبعوث الاممي لليمن جمال بن عمر، الذي يبدو انه لم يكن على ود شديد مع الرياض، والاهم انه اثبت انه ليس مؤهلا تماما للتعامل مع أوضاع اليمن القبلية والاجتماعية المعقدة، وتركت ملف المبادرة الخليجية ايضا للامين العام لمجلس التعاون الخليجي الذي ليس بصاحب خبرة سياسية كافية تؤهله للتعامل مع المبادرة الخليجية التي حظيت بدعم خليجي وعربي ودولي كان من الممكن ان تساعده لفرض بنودها، ويرى مسؤولون يمنيون ان المبادرة اساسا كان بها الكثير من العيوب والاخطاء، ولكن لو كان المسؤولان الدولي جمال بن عمر والخليجي عبد اللطيف الزياني عندهما الحنكة السياسية الكافية لعملا على تصحيح بنودها واصلاح الخلل فيها، مجلس التعاون الخليجي سحب ملف المبادرة الخليجية من أمينه العام في اجتماعه قبل نحو شهر في جدة وعين مبعوثا خاصا ذا دراية بالموضوع اليمني.
فهل يتم تغيير المبعوث الاممي الحالي لليمن جمال بن عمر؟
هذا امر محتمل ولكن لايبدو ان ذلك سيكون كافيا لاعادة النظر بكيفية معالجة تدهور الامور في اليمن وما يعنيه ذلك من فشل للمبادرة الخليجية.
ولاشك ان السعودية الان تعمل على اعادة النظر في اسلوب التعامل مع الملف اليمني، لا سيما ان الامر اصبح يهدد بوجود دولة حوثية ستكون معادية على حدودها .
فهل سيكون ذلك من خلال تدخل دولي مباشر ام من خلال تدخلها مباشرة؟