آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-05:44م

ملفات وتحقيقات


مرض إيبولا الفيروسي (مع التذكير بحكاية البرفيسور صاموئيل جونسون)

الإثنين - 13 أكتوبر 2014 - 03:27 م بتوقيت عدن

مرض إيبولا الفيروسي (مع التذكير بحكاية البرفيسور صاموئيل جونسون)
مرض إيبولا الفيروسي (مع التذكير بحكاية البرفيسور صاموئيل جونسون)

كتب / عبدالله احمد السياري

مرض فيروس إيبولا ليس بوباء جديد فقد سجلت اول حالة لهذا المرض في جنوب السودان في عام  1976 الجديد هو الخوف الشديد من انتشاره وبشكل واسع على مستوى العالم والخوف هنا يأتي من ان اوبئة إيبولا السابقة كانت محدودة  من حيث مكان حدوثها (الذي كان عادة في بلد افريقية) او من حيث عدد المصابين بها.

 

بلغ عدد اجمالي الوفيات من هذا المرض بين عامي 1976 و 2013  بلغ 1700 حالة. 

 

وفي المقابل فان الوباء الحالي احدث  اكثر من 4000 وفيٌة حتى الان في ثلاث بلدان أفريقية ( ليبيريا وسيراليون ونيجيريا ) كما سُجٌلت حالات في الولايات المتحدة واسبانيا وغيرها. وكما راينا في امراض وبائية معدية سابقة فان هذا الانتشار في الغرب سينتج عنه اهتمام اكبر من بلدان العالم المتقدمة في  صد انتشار المرض واكتشاف علاج او حتى مصل له بينما ان بقي محدود المكان في افريقيا لما اثار اهتماما عالمي ذا شأن.

 

 من اكثر الأوبئة المسجلة  فتكا وانتشارا عبر التاريخ كان وباء الانفلونزا لعام 1918 والذي اصاب 500 مليون شخص في كل العالم  نتج عنه  اكثر من 100 مليون  وفيٌة اي ما يقارب 5% من سكان العالم وقتها فبذا بات يُعرف بانه اكبر كارثة طبيعية في تاريخ الإنسانية.

 

منظمة الصحة العالمية والاطباء وجلة وباستمرار من  حصول وباء مماثل لذلك الوباء فتكا وانتشار هذا المرض المروع (مرض إيبولا الفيروسي)– اسأل الله ان يجنب الانسان وباله وانتشاره – يبدأ بارتفاع في الحرارة وصداع، والتهاب في الحلق، وألم بالعضلات  ويلي ذلك تقيؤ واسهال وطفح جلدي ونزيف داخلي او خارجي  يصاحب ذلك فشل كلوي وكبدي.

 

الأوبئة المعدية تنتشر بعدة طرق منها عن طريق الرذاذ او عن طريق الانتشار الجوي (الهوائي) او عن طريق الاتصال الجسدي او عن طريق مفرزات وسوائل الجسم او الدم من شخص او حيوان مصابا بهذا السقم (ومرض إيبولا الفيروسي ينتشر بالطريقة الأخيرة تلك) .

 

احد الوسائل المهمة في صد انتشار وبائي هو تشخيص المصاب به بأسرع وقت ممكن وعزله وعلاجه وتحديد وكشف الحالات التي كانت على اتصال يه ( كالذين يسكنون معه في نفس البيت او يعملون معه في نفس العمل ) ومن ثم عزلهم لمده كافيه قبل " اطلاق سراحهم" للعودة الى المجتمع بعد اطمئنان على انهم لم يصابوا به خلال  تلك المدة .

 

ومدة العزل هذه تعتمد على ما نسميه بـ"فترة الحضانة" لذلك الوباء وتلك هي المدة بين الإصابة  بالوباء وبداية ظهور الاعراض. في فتره الحضانة تلك يكون المريض معديا لغيره دون ان تكون لديه اي من اعراض المرض على الاطلاق.

 

الان في كثير من مطارات الغرب يتم قياس حرارة القادمين من البلدان حيث يوجد الوباء ( وهم يقومون بقياس الحرارة بجهاز خاص عن بعد بحيث لا يلامسون او يقربون من جسم المريض "المحتمل" " فتره الحضانة " هذه تختلف من وباء لأخر وتصل الى 3 اسابيع في حالة وباء الايبولا ماذا يعني ذلك؟

 

تأمل في الحكاية الخيالية التحذيرية التالية

برفيسور الجراحة الشهير صاموئيل جونسون  وصل الى مطار عدن عن طريق الجو من نيجيريا وفي الاسبوعين التاليين قام بمحاضرات كثيرة في كليات عديدة في جامعة عدن وفروعها في الحوطة وزنجبار كما انه فحص وعالج عشرات المرضى في مستشفى الجمهورية في خورمكسر ومستشفى الصداقة في الشيخ عثمان وعاش في فندق عدن خلال تلك الفترة وكان رجلا اجتماعيا ودودا ويصافح ويعانق كل من يقابله (الذكور منهم , على اي حال).

 

بعد اسبوعين غادر الاستاذ جونسون عدن متوجها الى لندن لحضور مؤتمر طبي هناك وفي الطائرة اشتكى من حرارة عالية والم في العضلات والتهاب في الحق ونزيف قب الجلد، اعلنت حالة الطوارئ مطار هيئرو وفي لمح العين توافد عشرات العاملين في الرعاية الصحية مرتدين ملابس تشبه ما يرتديه رواد الفضاء وعزل البروفيسور من بقية الناس في المطار على الفور ونقل الى مستشفى قريب من المطار اعد خاصة لمثل هذه الحالات.

 

كما انهم طوقوا كل الركاب الذين كانوا على متن الطائرة وفحصوهم وطلبوا منهم (خاصة الذين لديهم ارتفاع في الحرارة) ان يعزلوا انفسهم بالكامل في بيوتهم للأسابيع الثلاثة التالية مع تزويدهم بكل المؤن التي يحتاجونها  وكانوا على اتصال بهم يوميا .

 

اما البروفيسور فان من حظه الكبير ان مرضه اكتشف في لندن وليس في عدن اذ انه تمكن من الحصول على العلاج التجريبي حال وصوله الى المستشفى وعاش ليحكي حكايته بما فيها مدى حبه لعدن وأهلها بالرغم انه لم يزرها الا مرة واحده فقط.

 

بعد شهر من مغادرة الاستاذ جونسون لعدن استنجدت الشئون الصحية في عدن بمنظمة الصحة العالمية طالبة في مصيبة الوباء العظيم الذي انتشر فيها وذلك بعد ان فقدت الأمل من أي معونة او مشورة من وزارة الصحة في صنعاء.

 

الآثار الشرعية المترتبة على طبيعة هذا المرض :

1- ما ذا سيكون رأي الشرع حول منع المسلمين من تلك البلدان الأفريقية الثلاث من الذهاب للعمرة والحج لمنع انتشار الوباء ؟ (في حالة اوصى بذلك اطباء مسلمون ثقاة)

2- ما ذا سيكون  رأي الشرع حول افضلية عدم غسل المريض بعد وفاته لمنع انتشار الوباء ؟(في حالة اوصى بذلك اطباء مسلمون ثقاة)

3- ما ذا سيكون  راي الشرع حول افضلية الصلاة عليه غيابيا بعد وفاته لمنع انتشار الوباء ؟(في حالة اوصى بذلك اطباء مسلمون ثقاة).