آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:11ص

ملفات وتحقيقات


شباب وأطفال بشوارع عدن.. يشيبون في العمل وأرواحهم تتمنى دلال الطفولة

الجمعة - 17 أكتوبر 2014 - 05:08 م بتوقيت عدن

شباب وأطفال بشوارع عدن.. يشيبون في العمل وأرواحهم تتمنى دلال الطفولة

عدن ((عدن الغد)) خاص:

حينما تولي وجهك في هذا الشارع أو ذاك وخصوصا بالمدينة الاقتصادية عدن أو غيرها  إلا ويقع  ناظرك  على  طفل يعمل ويكدح  وكأنة  في الأربعين  من عمرة  سوء  في  مطعم  أو بقاله  أو بسطة خضار وفاكهة أو سوق  الصيد أو في البناء  أو النظافة أو في بسطة ملابس  وفي كل الأعمال  والسبب ليس  أن هذا  الطفل  تخلى بمحض إرادته  عن مرح ولعب  وشقاوة الطفولة  ودلالها من الأهل  والأقارب  للطفل  لكن الواقع  المرير  هو من  فرض  على هذا  الطفل  أن يشيب  ويكدح  ويواجه قساوة الحياة  ومراراتها  رغم أن عودة لم يقوى فا أما أن يكون  اليتم هو السبب أو الطلاق  وذهاب  الأب إلى أسرة جديدة ونسيان الأسرة القديمة دون عائل  وإما إن يكون  الفقر المدقع  والظروف  المادية  هي من جعلت  الطفل  يواجه  مصاعب  الحياة  بالعمل  ليعمل  على توفير  مصروفات  تعينه  على مواصلة  الدراسة  الذي عجزت عنها  الأسرة  وفي جميع الأحوال تبقى الدولة متخلية عن هذه الشريحة  الاجتماعية دون أعانتهم وتغيرمن  أحوالهم ،فإلى التفاصيل :
 
تقرير/محمد المسيحي
 
* جهات غائبة 
في بعض الأحيان نلاحظ ملامح اليأس تتدفق لدى الأسر ممن لحق بهم هذا الفقر وجعلهم يلازمون المنزل  كما يلازم المريض فراش المرض،فالدولة لم تكن عونا لهم وتعمل على توفير  مراكز  للأطفال اليتامى  وغيرهم من الشرائح المحتاجه لهذا الدعم ،وان تكون قريبة منهم حتى على الأقل بتوفير  أعانة تساعدهم حتى بتوفير  أعانة شهرية وليس فصلية  هذه  الإعانة  قد يستطيعون من خلالها  توفير متطلبات  الحياة  الكريمة  دون  الموت  من الفاقة  أو التسول  والشحاذة  كما  أن  الأسر  الفقيرة   هي بحاجة  أيضا  إلى زيادة  الإعانة   الاجتماعية  وتحويلها  من فصلية إلى شهرية  حتى يستطيعون  العيش  بكرامة  إضافة إلى ذلك  فان الأطفال في  الجنوب  يفتقدون ذلك  النظام  الذي  كان سائدا  قبل التشطير  والذي  عملت  فيه  الدولة  على توفير  الأقسام  الداخلية  من اجل  أن يسكن  أبناء  الفقراء  ويتغذوا  ويتعلموا  أما أن يترك  هذا الطفل  وهو  يحب العلم  فيضطر  إلى العمل  لتوفير  مصرفات  التعليم  فهذا شي  مهيب في  حق الدولة  ضف إلى ذلك فأنة يفترض  من الجهات  القضائية  أن  تشدد  في مسالة  استقطاع  نفقة  على الأب المطلق لزوجته هذا إذا كان الطفل  لجا للعمل لتلك الظروف  التي لحقت بأسرته ،وفي جميع الأحوال  فان  الألم يعتصر  القلوب  على  هؤلاء  الأطفال  العاملين  في شتى ميادين  الحياة  فريما  هذه الأعمال  وقسوة  الحياة  تصنع  منهم رجالا  أشداء  يستطيعون  أن  يخدموا  أسرهم  وأوطانهم  رغم أن الطفل  مكانة  الحقيقي  المدرسة  ليتعلم  والملعب ليلعب ويلهوا  ويتذوق  طلاوة  الطفولة  وأريجها  لكن  الخوف  أن يذهب  هؤلاء  الأطفال  للأنظام  إلى الجماعات  المسلحة  والإرهابية فتعمل  هذه  الجماعات  على حشوا أفكارهم  بالمفاهيم  الهدامة  والمتطرفة  ليطلع  هذا الطفل  إرهابي  بامتياز  فيضر نفسه  ويضر  وطنه ناهيك عن قبول  هؤلاء  الأطفال  في السلك  العسكري  والأمني  فهذا مخالف  لكل القوانين  الدولية  الخاصة  بحماية  الطفولة.
 
* ليس عيبا 
الحالة المعيشية هي من فرضت أن تجعل حتى طلاب دارسون في المعاهد للممارسة العمل وبكل كرامة ،فعندما توسطنا إحدى شوارع الشيخ عثمان بمحافظة عدن اتجهت نظراتي  إلى احد الشباب ولدية بسطة متواضعة ،ودائما يمر أمامي متجها إلى معهد الدكتور أمين ناشر للعلوم الصحي  فباشر علية السلام فرد علي بأفضل من ذلك وقال تفضل،ماذا  تريد عندنا هنا ملابس للعيد ونساعدك إذا أنت  ناوي أن تشتري مننا،فسألته عن أسمة ومستواه رغم أني أدرك انه ذو ثقافة و شاب متعلم وطالب في معهد الدكتور أمين ناشر ،فأجابني  أنا اسمي مصعب محمد الزريقي احد طلبة أمين ناشر بمحافظة عدن ومتخصص تخدير وفي المستوى الثاني ولكن الظروف المعيشية الصعبة من جعلتنا أن اعمل لي بسطة  لبيع الملابس  والبحث أيضا  عن الحياة الكريمة  ،مضيفا"أكثر أيامي اقضيها في العمل والشاق وفي افتتاح الدراسة  هنا يكون العمل علي في تعب أكثر لأنة يزيد من الإرهاق وخصوصا عندما اخلص محاضراتي  بعدها اتجه للعمل فالواجهة هنا تكون صعبة وللغاية وهذا اعتبره ليس عيبا ، وسبب خروجنا للعمل هو الحياة الصعبة التي أرهقت الكثير من الأسر وأيضا ما جعلنا نلجا لعمل ونحن في هذه الأعمار  الهموم وتحمل المسئولية ،فأكثر ما وجدناه في هذا الشاب أنة ذو عزيمة ومثابرة وحب للعلم والعمل فحياته في جهاد لكي يوفر متطلبات الدراسة ويكون حينها من المثابرين والممتازين الذين اظهروا أنفسهم  رغم الحياة التعيسة إلا أن هناك من يواجها بصلابة  اصلب منها  وبكثير،فأتمنى من  الشاب  الدارسون أو غير الدارسين أن تكون لديهم قوة العزيمة والصبر والاجتهاد في طريق العلم ليشرفوا أهاليهم بمراتب  شريفة  وتكون فخرا لهم .
 
* ورثوا الشقاء
الأمر ليس بغريب عن احد حينما نلاحظ أن هناك طفلا أو عدد من الأطفال  يعملون لكي تكون أسرهم ذو شرف بما حصد أبنائهم ،فندما مررت  بقرب  مسجد النور  بالشيخ عثمان  لم اقتنع بما لاحظته لدى العديد من الأطفال وما هز بالي وجعلني اتجه إلى احد الأطفال  هو لباقة الكلام لدى هذا الطفل الذي يقطع المسافات البعيدة من محافظة لحج ووصولا إلى مديرية الشيخ عثمان وهذا الطفل يدعى"وليد عبده عزّي"لا يزيد عن الثانية عشر من عمرة يقوم بيع العطور ليساعد والدة رغم صغر سنة إلا انه يتحلى  بأخلاق عالية ولدية لغة التخاطب في حديثة مع المشتريين من الناس فعندما سألته عن دراسته فرد لي انه في الصف الخامس وهو مواصل للدراسة ولدية عدد من الأخوان وهو أكبرهم ومن يقوم بجلب المال إليهم  يغيب عن المنطقة وأهل بيته لبعض من الأسابيع  ويعود إليهم بطيب المال  فحياته شبيهة بسابقيه  وهو  أنموذجا للأطفال الذين  يعملون طوال أيامه  في شتى الأعمال والمتنوعة.
 
* مصعب ووليد أنموذجا 
وتبدوا تلك الأعمال التي يعمل بها كلا من الشاب مصعب والطفل وليد هي النموذج الأمثل لعشرات الشباب والأطفال بل لمئات من الشباب والأطفال  الذين تجدهم منتشرين  في كل أزقة الشوارع والحوافي والجولات  وفي  أعمال مختلفة  فهذه هي مشاهد يدل على  حجم  المأساة التي  يعاني هؤلاء  ووسط الظروف  المعيشية القاسية،وقبل كل هذا  وبحجم الظاهرة  التي اعتاد عليها الكثير  من الأطفال  وذهبوا للعمل  وأصبحوا في مرحلتين صعبة مرحلة التعليم  ومرحلة الشقاء  وغير قادرون على التمام   مرحلتين وبشكل سليم،ولكن أكثر ما نريد أن نوصل إليهم هل هناك جهات تعمل  على تخفيف  المعاناة لدى طالب العلم ومن لجاء للعمل  وأصبح  في مرحلة صعبة  أولها  اهتمامه  بدارسته وثانيا  بالعمل ما يزيد من العزيمة والقوى المثلى .
 
* أخيرا
وفي الأخير تبقى عمالة  ظاهرة ممقوتة  قانونيا وشعبيا وكون أسبابها  تنحصر  في أمور  تخلت  الدولة  عن القيام  بها فاضطر هذا الطفل  أن يواجه  أعباء الحياة وقسوتها بالعمل  عندما لم يجد من يعينه ويساعده في مواصلة تعليمة  سوء في المرحلة الابتدائية أو الأساسية أو الثانوية أو الجامعية .