آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-10:58م

ملفات وتحقيقات


مشاهدات من ساحة العروض بخورمكسر

الإثنين - 20 أكتوبر 2014 - 11:42 م بتوقيت عدن

مشاهدات من ساحة العروض بخورمكسر
مسن جنوبي يقرأ القران بخيمته بساحة العروض بخور مكسر يوم الاثنين -عدن الغد

عدن ((عدن الغد)) خاص:

شاهد لكم : حافظ مصطفى عوبلي

زرت ساحة العروض ووقفت امام عدد من الخيمات وتفرست في وجوه المعتصمين ، كان الوقت ظهيرة والجو عادة في عدن في 20اكتوبر مقبول اذ تذاعب الرياح اجنحة الخيام المبوطة بحبال على وتد مغروس في الارض المرصوفة بين فواصل القطع المستطيلة الصغيرة من الاحجار الاسمنتية ، بعضهم نائم على فراش اسفنج والبعض الاخر يقرا صحف جنوبية مثل عدن الغد والامناء والايام، بيمنا اخذ البعض يتجول بين الخيمات (يتجابر) مع اخوته الجنوبيين .

 خيمات بها الاعداد كبيرة واخرى بها الاعدد قليلة ونادرة ، خيمات كبيرة واخرى صغيرة ، بعضم الخيم عليها شعار الامم المتحدة التي تمنح للنازحين وبعضها عسكرية والعدد الاوفر منها صناعة محلية بمعنى تم تركيبها من الاخشاب والطرابيل الخفيفة لاتقاء المطر او الحر والرياح ويمكن رفعها من كل جانب ليمر الهواء بيسر .

 كان الجو اشبه بعيد او رحلة او مهرجان تذكرت معرض المعارض التي كانت تقيمه الدولة في الجنوب بعد عشر سنوات من الاستقلال ، الابتسامة في شفاه البعض رغم القسمات التي تدل على البؤس والحرمان ، لكن عدد قليل من بين هؤلاء تبدو ملامحة رغدة ووجهة ناعم وهندامة مرتب ولاحظت احدهم يلبس على راسة (برنيطة او قبعة امريكية) وبيده عصا وتبدو على ملامحة النعمة .

 وفجأة وبينما كنت اتجول بين الخيمات انطلقت رصاصات دفعة واحدة من باب معسكر بدر المجاور لاسمعصوت من احدى الخيمات المجاورة : ( كل واحد يبقى في مكانه ) بينما شاهدت نفر من المعتصمين يهرول نحو مصدر الرصاص.. وتعلو القهقهة من احدهم واصفا اندفاع هؤلاء الى مصدر النيران وبعضهم يحمل الي كلاشنكوف بانهم (مجانين ) .. اتضح ان احد الجنود راحت يده عفوا على الزناد فانطلقت الصليات ، وعندما سألت احدى الخيمات عن هذه الطلقات اجابوا بسخرية ثورية انها حفلة عرس في الجوار قالوها بسخرية وعدم اكتراث ..

 لاحظت في احدى الخيمات صورة للقائد قطن التي ذهب ضحية تفجير انتحاري غادر ، وصور كثيرة لعدد كبير جدا من الشهداء، ومدون على كل خيمة رقم والجهة الممثلة كابنا حالمين وابنا العند وابنا يافع الذين كان لهم اكثر من خمس خيمات ربما اكثر، وكانت اعمار المعتصمين في اثناء زيارتي بين الخمسين والستين في الاغلب والشباب تحت سن العشرين اقلية واضحة بينما الفئة بين الثلاثين والاربعين لا باس بها طبعا انعدمت الساحة من العنصر النسائي في هذا الوقت من النهار بينما شاهدت امراة تعالج هاتفها الجوال بالقرب من احدى الخيمات القريبة من المنصة والملاصقة للجذار .

 وفي الجانب المقابل القريب لخط المركبات شاهدت خيمة كتب عليها خيمة خاصة بالنساء وهي خالية تماما واجنحتها مرفوعة الى سطحها ! سألت اكثر من خيمة عن المعنويات اجابوا عالية ومرتفعة ، سألتهم عن الوجبات قالوا تصلنا بالاوقات الثلاث وبينما كنت اسالهم مر احد القائمين على تنظيم الدعم وبيده رزمة من الاوراق قائلا كل خيمة تكتب النواقص وبيكون في العصر عندكم كل شيء .

 

 سالت احد المعتصمين وكان شابا في العشرينات ، هل وفروا لكم هذه الفرشان الاسفنج قال لي : (لا لقد وفرها لنا احد التجار مع هذه الخيمة ) اذا العملية تكاملية حتى البيوت في محافظة عدن تقدم وجبات للمعتصمين ، بينما شاهدت احدهم يقدم الماء والترموز لاحدى الخيم ، وقبل الساعة 12 ضهرا بدا البعض يصله الطعام وهو عبارة عن ارز مع الدجاج ،انتظم التوزيع بطريقة تعتمد على المناديب لكل خيمة لها مندوبها .

 

سالت احد الكبار الى متى تستطيعون البقاء هنا قال بحماس سنة سنتين الى ان نتحرر وسوف يزيد الناس غدا الى قريب المطار ومستشفى الجمهورية .. هذا مؤكد ) كان اصرارهم قوي جدا وقد توفرت لهم البنية التحتية خاصة وان هناك سعي لبناء خمسين حمام لا ستيعاب اتجاه المعتصمين لقضاء حاجاتهم ..

هو مهرجان جنوبي يذكرنا بذلك الزمن الجميل الذي لم نكن نشعر فيه بالقهر وكانت البساطة واليسر عنوان لحياتنا