كتبت/ شفاء الناصر
لو كبلوا يديك يا ( علي ) ما لجموا فمك
ولو لوثوا صفاك ما شوهوا أصلك ومعدنك
وحين زرتني خلسةً والتقى وجهي المكسوف بوجهك ظلت مشاعري معك .
أتدري لماذا !
لأنك الحياة .. ولأنك الزمن
فأرسم بأناملك فوق شواطئ حضرموت وعدن ما يلهب الشعور ويشعل الهمم
وهب لي في زمن الانهيار فرحة
وفي زمن الزيف صدقاً
وفي زمن الكرامة حباً
وحول أرضي الجدباء خضرة ، والهجير ظلالاً
وحول الجفاف مطرا ، والعطش ارتواء
والبحر الأجاج نهر فرات
وتعال لنرسم معاً على ضوء القمر
حبنا .. وعشقنا .. وجنوننا
ونجعل منه آية للحب الطاهر
المستكين بأرواحنا
ولنجعل حبنا للجنوب بدرا يتوسط
كبد سماوات أيامنا
وضوءً ينير طريق قلوبنا
***
ولا تخجل إن كان عندك بعض الرفاق
وجئتُك بثوبي العاري
و جلست بباب خيمتك انتظر !
لكنه حزن الصقيع يا ( علي )
ووحشة الغرباء في ليل المطر
فالناس حولي يهرعون
يبحثون عن وطن
وأنا وحيدة وفي ثيابي نهر ماء
وفي عيوني بحر دمع
وبين أعماقي حجر !
وابحث عن وطناً يحتضنني
لا يساومني على عمري
ولا يأسى على ماض عبر
فالعري لا أعرفه
إلا حين جردوني عنوةً من ثيابي
ومن هويتي وارضي وبلادي
ولا زلت رغم ذلك جميلة
الفت نظر كل من على شطيء عبر
ولا تزال شموعي نيرة
و أملي لا زال مشرق
وقلبي ينبض بالشجاعة رغم المخاااوف
ولكن حرصي على نفسي دونك لن يجدي
ولن يغني الحذر !
