آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-01:43م

ملفات وتحقيقات


استطلاع : المدرسة المحسنية بلحج .. عراقة في الماضي .. واهمال في الحاضر

الثلاثاء - 21 أكتوبر 2014 - 04:25 م بتوقيت عدن

استطلاع : المدرسة المحسنية بلحج .. عراقة في الماضي .. واهمال في الحاضر
مدرسة المحسنية بلحج

استطلاع وتصوير / صدام اللحجي

تعد المدرسة المحسنية من أهم الصروح العلمية والثقافية الشامخة في محافظة لحج تأسست بعد مطلع انتهاء الحرب العالمية الثانية في مدينة الحوطة بلحج سميت بمدرسة المحسنية نسبة إلى الأمير محسن بن فضل بن علي العبدلي الذي انشأها وأوقف عليها..

 

مدرسة المحسنية تعتبر رائدة في استقدام أول بعثة تعليمية من جهمورية مصر العربية كان ذلك في عام 1937م لتسهم بذلك وفي وقت مبكر لخدمة ولنهوض المجتمع اللحجي وتقدمه في شتى العلوم..

 

صحيفة (عدن الغد) رصدت واقع المدرسة المحسنية بلحج الحالي وكيف وصل الحال بها على ما هو عليه حاليا من اهمال ودمار وخراب بل ونهب وتكسير وغيرها من الأمور التي نعجز عن وصفها،،الكل يعرف القاصي والداني في محافظة لحج على وجه الخصوص والجنوب عامة كيف لعبت المدرسة المحسنية دوراً كبيراً في تنوير العقول وتثقيف الذات..

 

ان مدينة الحوطة تاريخ عريق وكبير على مستوى المعمورة فلحج في مطلع القرن العشرين شهدت نهضة كبيرة على كل المستويات خاصة في الجانب التعليمي فقد لعبة المدرسة المحسنية في مطلع العشرينات دورا اساسيا وكبير في العلم والمعرفة..

 

فقد سميت بالمحسنية نسبة الى مؤسسها الأمير محسن فضل العبدلي أحد الاشقاء الثلاثة للسلطنة العبدلية والذي رأى أنه من الضرورة إقامة مدرسة لتعليم الناس وتنويرهم بالعلم والمعرفة في تلك الحقبة الزمنية،، مكنته من ذلك أراضيه الواسعة التي يملكها والتي قام وسارع الى ايقاف أراضي زراعية تابعة له وذلك لخدمة العلم والتعليم..

 

مراحل تطور المدرسة المحسنية :

للمدرسة المحسنية أهم مراحل لتطورها وازدهارها فقد كان دور الأموال الوقفية التي تركها مؤسس المدرسة وهو الأمير محسن فضل قد لعبت دورا كبير في تطوير التعليم،،فأخرجت المدرسة خيرة الكوادر من المتعلمين والمدرسين بل وفي شتى المجالات العلمية،، فقد تخرج منها الطبيب والطيار والمهندس وغيرهم من مراتب العلم،، لقد استفادت المدرسة المحسنية من البعثات التي كانت تأتي للتدريس والتعليم وخاصة البعثة المصرية..

 

المدرسة المحسنية رفدت المجتمع بنخبة كبيرة من الكوادر في مجالات شتى تخرجوا منها،، حيث كانت لحج عبارة عن منارة في حقبة وفترة كان عدد المتعلمون بعدد الاصابع..

 

لقد لعبت المحسنية دورا بارزا في هذا المضمار خاصة في الجانب التعليمي فهي انعكاس للوضع المستقر في تلك الفترة في ما كانت تعرف بالسلطنة العبدلية بلحج فلولا الاستقرار السياسي والاجتماعي لما حدثت هذه النهضة فالتعليم كان عاملا مساعدا لسلطنة تعتمد مبدئيا على الزراعة..

 

المدرسة تعاني الاهمال والدمار والخراب:

عند زيارتنا الى مدرسة المحسنية الواقعة امام مبنى إدارة امن محافظة لحج بمدينة الحوطة كان ابرز ما شاهدناه هو تعرض المدرسة للدمار والخراب بالكامل حيث تعرضت للسرقة والنهب في كثير من المرات، بحسب ما افاد مواطنون ،،بل بدت جدران المدرسة بالتأكل مع مرور الزمن في ضل غياب جهات الاختصاص بإعطاء حق هذه المدرسة من ترميم والحفاظ على معالمها التاريخية العريقة..

 

نداءات عاجلة لإنقاذ ما تبقى من مدرسة المحسنية :

 أطلق العديد من المثقفين والمعلمين  وكافة شرائح المجتمع المدني  في مدينة الحوطة بلحج نداءات عاجله عبر صحيفة (عدن الغد) الى السلطة المحلية في محافظة لحج ممثلة بمحافظ المحافظة الاستاذ أحمد عبدالله المجيدي بأن يتم الاسراع لانقاض ما تبقى من إرث وعراقة هذه المدرسة الكبيرة التي تخرج منها الكثير والكثير من الكوادر العلمية التي تفتخر بهم محافظة لحج،، للحفاظ على تراثها العريق والنادر والذي لن يتكرر يوما ماء،، حسب تعبيرهم..

 

ختاما:

تبقى المدرسة المحسنية نموذجا لمدارس كثيرة خدمة الحركة التعليمية كغيرها من المدارس في وقت مبكر وكانت منتشرة على طول البلاد .. غيران مدرسة المحسنية بلحج صاحبة فضل كبير تخرج منها الشعراء والادباء والسياسيين فهي بحاجه اليوم من الجهات المختصة في المحافظة الى لفته كريمة لإنقاذ ما تبقى منها،، فهل يستجيب النداء؟؟