آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-07:29ص

أدب وثقافة


عبدالله باكداده .. وحظه العاثر

الثلاثاء - 21 أكتوبر 2014 - 10:49 م بتوقيت عدن

عبدالله باكداده .. وحظه العاثر
عبدالله باكداده .. وحظه العاثر.

عدن((عدن الغد))خاص:

 

            

كتب: كمال محمود علي اليماني



قال الشاعر قديما :

إن حظي كدقيقٍ بين شوكٍ نثروه ُ

ثم قالوا لحفاةٍ يوم ريحٍ ، اجمعوه ُ
صعُب الأمر عليهم ، قال قومٌ اتركوه
إن من أشقاه ربي .. كيف أنت تسعدوهُ .



تذكرت هذه الأبيات ، وقد جالت بخاطري حالة العزيز االشاعر والإعلامي الجميل عبدالله باكداده ، بعد أن أتت نيران الحريق على بيته ، وماتركته إلا حيطانا يعلوها السخام ، تذكرتها  وقد تنكّر له بعض ممن كان يعدهم أصحابا  ، وتولى عنه ذوو الشأن الثقافي في البلد . وتساءلت –بيني وبين نفسي – هل إن الظروف التي تمر بها البلاد من أقصاها إلى أقصاها من مؤامرات داخلية وخارجية ، واحترابات ونزاعات مبثوثة هنا وهنا ، وتفجيرات وعمليات إرهابية تخلّف ضحايا برئية ،  تهز الضمير اليمني بين الحين والآخر ، وفتائل منثورة في هذه المدينة وتلك ، تنتظر من يشعلها لتنتشر النار في الهشيم ؛ فتأكل الأخضر واليابس ، فلا تبقي ولاتذر ؛

 

هل إن كل هذا قد ألقى بظلاله الكئيبة على حالة العزيز باكداده ، حتى جعلها تتوارى بالحجاب ، أما من  أحد يقيظه الله ليقول (( ردوها علي )) ؟ أهو ذات الحظ العاثر الذي واكب رحيل الفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم قبل واحد وعشرين عاما ،إبان الأزمة الطاحنة بين قيادتي الشطرين ، وقبيل حرب عام 1994م ، فغدا رحيله خبرا تتناقله وكالات الأنباء والإعلام  والصحف ، كأنه رحيل واحد يتكرر كل عام ؟ أهو ذات الحظ العاثر الذي وافى رحيل القامة الوطنية عبدالله عبدالمجيد الأصنج ، حتى أنه مر ولم يعلم به الكثيرون من أبناء وطنه ، إذ غطت عليه أنباء الحوثي وأعوانه وحروبهم مع السلطة قبيل اجتياحهم العاصمة صنعاء؟ وهب أن الظروف لم تخدم الشاعر الباكداده في محنته ، أتراها تصلح لأن تكون شماعة نوقفها في وجهه ، ونعلق عليها خيباتنا ، ونكراننا ، وجحدونا له ؟

 


أتقوى تلكم الشماعة على أن تقف ثابتة أمام نظرات السخرية التي ستطلقها عليها شزرا عين الحقيقة ، حين تنظر إليها معرية إياها مما يستر عورها ؟ هل مايحيق بالبلاد من مكر ، و دسائس ، ومن مخاطر محدقة ، يمنع إدارة الثقافة على أن تتلمس أوضاع الباكداده ؟ وهل يقف كل هذا حاجزا منيعا أمام قيادة المحافظة في عدن فيحرمها فرصة أن تسأل لتعرف ، ثم للتحرك لتأدية مايمكنها تأديته في حال كهذه ؟ هل يعجز اتحاد الأدباء والكتاب اليمني بأمانته العامه ، وهل يعجز الفرع عن إطلاق ولو مناشدة تضامنية مع هذا الشاعر الجميل ، لاباعتباره شاعرا جميلا ، ولكن باعتباره واحدا ممن يحملون بطاقة عضوية هذا الإتحاد ؟ مناشدة فقط ، وبيان توصية ، أهذا كثير على الإتحاد أو فرعه ؟


وماذا عن قيادة وزارة الثقافة ، أتقف هي عاجزة أيضا ، متحججة بالأوضاع ، كأنما أوقفت تلكم الأوضاع سريان الدم في أو صالها ، فتركتها جثة هامدة لاحراك لها ؟ تساؤلات كثيرة دارت بخلدي ، أحببت أن تقفوا معي على بعضها ، فلعل في وقوفكم عليها ، مايحرك ركود ماء بركة التجاهل الآسنة ... فهل منكم من يرمي الماء الآسن بحجر ؟؟؟ ليت أحدكم يفعل ...