آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

دولية وعالمية


الجيش الليبي يحرر بلدة اشباح في بنغازي

الأربعاء - 22 أكتوبر 2014 - 10:16 ص بتوقيت عدن

الجيش الليبي يحرر بلدة اشباح في بنغازي
شاحنة مدمرة بعد اشتباكات في بنغازي يوم 18 اكتوبر تشرين الاول 2014. تصوير: عصام عمران الفيتوري - رويترز.

رويترز - من ايمن الورفلي

يجلس قائد القوات الخاصة بالجيش الليبي ونيس بوخمادة فوق مشهد مدمر في واحد من آخر مبان ما زالت سليمة بعد عدة أشهر من القتال قرب مطار بنغازي.

وتمكنت قواته من وقف هجوم جماعات مسلحة اسلامية تحاول السيطرة على المطار في بنينا على مسافة نحو 25 كيلومترا الى الجنوب من المدينة التي تقع في شرق البلاد. وكانت مجرد معركة واحدة في فوضى واسعة تهيمن على البلد المنتج للنفط بعد ثلاث سنوات من الاطاحة بمعمر القذافي.

وقال بوخمادة "حررنا بنينا" وهو يجلس في مكتب كان في السابق مزرعة لكنه مجهز بماكينة فاكس وهاتف من نوع ثريا الذي يستخدم الاقمار الصناعية.

وكانت اشتباكات بنغازي التي استخدمت فيها الطائرات الحربية والدبابات والمدفعية من أسوأ المعارك منذ عام 2011 . وعزز هذا العنف مخاوف الغربيين بأن ليبيا قد تنزلق الى حرب أهلية بينما تستخدم جماعات منافسة سابقة ساعدت في الاطاحة بالقذافي اسلحتها الثقيلة لاقتطاع مناطق نفوذ.

واستولت جماعة مسلحة لها علاقة بمدينة مصراتة الغربية على العاصمة طرابلس بعد طرد جماعات مسلحة منافسة. وشكلت منذ ذلك الحين حكومة بديلة بينما يتحصن البرلمان المنتخب والحكومة المعترف بها دوليا في مدينة طبرق الشرقية.

وتدور المعركة من أجل السيطرة على بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية والمنطقة المحيطة بالتوازي مع الصراع في طرابلس. ودفع الصراع الفوضوي من أجل السيطرة على المدينة بعد طرد القوات الخاصة القوات الحكومية والوحدات غير النظامية الى خوض قتال ضد تحالف من ألوية اسلامية على مدار عدة أشهر.

وانضم الجيش النظامي - مثل مؤسسات ليبية اخرى تعاني من الضعف الى درجة لا يمكنها عندها السيطرة على فصائل مسلحة منافسة - في بنغازي الى قوات اللواء السابق خليفة حفتر الضابط السابق بجيش القذافي الذي بدأ حملته ضد الاسلاميين في مايو ايار.

لكن الانتصار النادر للقوات الموالية للحكومة بعد هجوم شن يوم الاربعاء جاء بثمن باهظ فقد بدت بنينا بلدة أشباح.

وشاهد مراسل لرويترز كان في جولة نظمها الجيش لهذه الضاحية كل المباني السكنية تقريبا والمدارس والمستشفى بل والمسجد وقد لحق بها جميعا ضرر شديد أو دمرت.

وقتل أكثر من 70 شخصا في الاشتباكات منذ يوم الاربعاء. وما زال القتال مستمرا يوم الثلاثاء في أجزاء أخرى من بنغازي مهد انتفاضة 2011 التي تحولت الى حرب أهلية بدعم من حلف شمال الاطلسي ضد حكم الرجل الواحد القذافي.

الضربات الجوية

وتقف الاسقف المنهارة في العديد من المباني السكنية والمسجد في بنينا شاهدا على الضربات الجوية. وقال حفتر إن قواته الجوية انضمت الى المعركة عندما اقتربت جماعة أنصار الشريعة من البلدة من عدة جبهات. وتلقي واشنطن باللوم على أنصار الشريعة في هجوم على قنصليتها عام 2012 قتل فيه السفير الامريكي.

ويتهم الاسلاميون مصر بتنفيذ ضربات جوية في بنغازي لدعم حفتر وهو ما ينفيه المسؤولون المصريون.

وقالت الحكومة الأمريكية إن القاهرة والإمارات العربية المتحدة وراء هجمات على طرابلس وقعت في أغسطس آب وأخفقت في وقف استيلاء الجماعة المسلحة من مصراتة على العاصمة.

ولحقت اضرار شديدة بالقوات الجوية الصغيرة والعتيقة اثناء الانتفاضة المدعومة من حلف شمال الاطلسي في عام 2011 .

وفي بنينا التي أهملت مثل معظم المدن في شرق البلاد في عهد القذافي عقابا لها على معارضتها لحكمه الذي استمر 42 عاما كانت أعمدة الانارة في الشارع منزوعة من أماكنها. والطرق ممتلئة بالحفر ومقذوفات منصات اطلاق صواريخ جراد والمدفعية وبنادق الكلاشنيكوف.

وأقامت القوات الخاصة وهي الاكثر خبرة في الجيش الليبي نقاط تفتيش بالشاحنات المركب عليها مدافع مضادة للطائرات بعد قتال من شارع الى شارع لاستعادة الارض المفقودة. ولم يتسن مشاهدة أي شخص آخر.

وقال فضل الحاسي وهو من كبار ضباط بوخمادة إن منطقة بنينا أصبحت منطقة كوارث.

وعند المطار المدني المغلق منذ ان بدأ حفتر حملته في مايو ايار كانت صالة الركاب مدمرة بشدة إذ دمر زجاج النوافذ وتوجد فتحات بالسقف ويبدو المبنى مثل صالة الركاب في مطار طرابلس الدولي التي دمرت بدرجة كبيرة بعد أكثر من شهر من القتال بين الجماعات المسلحة اثناء الصيف.

وقال جنود ان المطار - الذي كان يستخدم حتى وقت قريب بواسطة شركات الطيران العالمية - اصيب عدة مرات بصواريخ جراد. وكان مركز المراقبة في قاعدة القوات الجوية المجاورة مازال سليما.

وبينما بدا ان الجيش يسيطر على بلدة بنينا يوم الثلاثاء كان القتال مستمرا داخل بنغازي. وقال سكان إن الجيش المدعوم بشبان مسلحين يطارد الاسلاميين داخل مجمع جامعة بنغازي وأماكن اخرى.

لكن بوخمادة مازال متفائلا بأن قواته ستنتصر في المعركة من اجل السيطرة على المدينة. وقال "سنعود الى ثكناتنا التي فقدناها".