آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

أدب وثقافة


عن الشاعر علي با مهدي: ((الكلام المعسل من طرف اللسان مايودي مكان))

الأربعاء - 22 أكتوبر 2014 - 11:05 ص بتوقيت عدن

عن الشاعر علي با مهدي: ((الكلام المعسل من طرف اللسان مايودي مكان))
الشاعر الراحل علي بامهدي باقروان.

عدن((عدن الغد))خاص:

 

كتب: عمار باطويل

المكان الذي كان يبحث عنه الشاعر علي بامهدي هو القلب وليس اللسان ( الكلام) الذي قال عنه : الكلام المعسل من طرف اللسان مايودي مكان. فالقاعدة والإنطلاقة تبدأ من القلب، فمشاعر القلب هي الطريق الوحيد إلى سمو الأخلاق وبدونه لا شيء يبنأ عليه على الإطلاق.  أما كلام اللسان عبارة عن حبل ينقطع في بداية الطريق ولا يؤدي إلى حياة ود بين الناس، مجرد كلام يتلاشى مع الأيام ولا يؤدي إلى مكان كما يقول: الشاعر الكلام المعسل من طرف اللسان ما يودي مكان، والكلام المعسل شبيه بـــ«كلام الليل يمحوه النهار» فالمكان الذي يستحقه هو القلب وأفعال القلب وغير هذا المكان لا يريده الشاعر، وأيضاً الإبتسامة الماكرة ينفر منها الشاعر فهي إبتسامة ناقصة وخاصة من يبتسم وعينه على غيره، فهنا تبدأ نفاق المشاعر والأحاسيس الكاذبة، وكما يقول في أبياته:

 

تبتسم لي وتضحك وأنت عينك على غيري

وغايتك بس قهري و أنشغالي وتأثيري

يوم أنا سرت بعدك ولك ظهرت الحنان

 

 وسار بامهدي في قصيدته وظهر كل الحنان للجانب الآخر لكي يعرف نواياه ، وبعد ما سار أو بعد بامهدي مع الطرف الذي يخاطبه في القصيدة، فأتضح أن المكان الذي يبحث عنه الشاعر غير موجود، فعاد يخاطبه، بأن يثبت كل مايدعيه من حب، ومن كلام معسل ،وإبتسامة التي تنقضها العيون التي تنظر إلى غير الشاعر، وكذلك من الحب الزائف الذي طال المزح فيه وكأنه لعبه وهي مقادير رمت بالشاعر في مكان غير مكانه.

«وأثبت اليوم نصحك لو ضميرك كما ضميري»

 

وإذا لم يحصل الشاعر على أثبات على المشاعر الصادقة، فعلى الطرف الآخر أن يقف عند حده ويروح لأن الشاعر طفح عنده الكيل، كما قال باللهجة الحضرمية «شف حالي ملان» وهنا تبدأ نهاية حكاية حب مزيف بكلام معسل، وإبتسامة ماكرة،  «طال بالحب مزحك وأنا رمتني مقاديري»، وبعد كل هذا الخداع يقرر الشاعر أن يرتقي إلى المكانة التي يستحقها وهي صدق المشاعر، أما غير هذا فهي عبارة عن عرقلة كل المشاوير، وخلط المشاعر، واللعب بها، وهي تكدر بحال بامهدي الشاعر الكبير الذي حاله ملان ( مكدر) من الكلام المعسل الذي لا يؤدي إلى مكان. ومات يرحمه الله ومازال الكلام المعسل لا يؤدي إلى مكان، وأكتشفت كل الوجوه للشاعر الصادقة والكاذبة منها، وبقيت مكانة كبيرة في قلوب من يحبه ويعشق شعره وكلماته الصادقة.