آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:22م

أدب وثقافة


الإبداع وحرية الراي والتعبير

الأربعاء - 22 أكتوبر 2014 - 11:55 ص بتوقيت عدن

الإبداع وحرية الراي والتعبير
الإبداع وحرية الراي والتعبير.

عدن((عدن الغد))خاص:

 

 

 

كتب: محمد صالح الجدي

 

لقد اتسم العقل الخلاق والمبدع , بنزعة مطلقة نحو البحث والتحليل في مختلف نواحي الحياة الانسانية , لمعرفة الكثير من الاحداث والظواهر والمتغيرات , فالعقل هو مصدر الابداع  والذي من خلاله يمكن ان تصل البشرية الى غاياتها في الدنيا والاخرة . ونظراً للأهمية البالغة للإبداع في المرحلة الراهنة , والتي تأتي من استثمار القدرات العقلية الناضجة ,حيث تمثل حجر الزاوية في تطور المجتمع الانساني وهذا بحد ذاته يستدعي فتح آفاق الابداع بشكل اوسع واعمق وادق والتي قد ينجم عنها صورة معينة تتجسد من خلال العلاقات التطويرية غير المحسوسة في ادراكها لا شعورية والقائمة على الحدس والفراسة .

 

ان عملية تفجير الطاقات الابداعية وتنمية ملكات الابداع ,وفتح الباب لحرية التعبير وابداع الراي , الى جانب قدرة التأثير الابداعي على اخراج المجتمع الى آفاق جديدة تلبي طموحات وتطلعات الجماهير . كل هذا ينجم عن نجاح العملية الابداعية برمتها . ان حرية الراي والتعبير  لا تعني الاختلاف بين الافراد ولا تكريس النظرة الضيقة , ولا تعني ايضاً فرض الراي بالقوة والتسلط والسيطرة ,وما يحدث اليوم هو نتيجة للتفكير الاحادي الجانب , وسيطرته على وسائل الاعلام .

 

كما ان الحرية لم تعد كما كانت في الماضي محصورة , بل اصبحت بحكم توفير وسائل الاتصالات الحديثة والمتعددة تجعل الفرد قادراً على ان يُصل افكاره وقناعاته الى الاخرين بسهولة وفي اسرع وقت ممكن مع ان هناك لا زالت العديد من التحديات والعوائق التي تعترض حرية الراي والتعبير , حيث تمارس بعض القوى العنف والقمع والاحتجاز ضد المبدعين وتحت مبررات واهية وغير قانونية , رغم ان الحرية اصبحت اليوم ضرورة من ضرورات الحياة وللفرد كامل الحرية في ابداء الراي والتعبير عن مواقفه وقناعاته الفكرية والسياسية  وفي الحدود المتفق عليها , وقد يعمل البعض على اطلاق الحرية والغاء جميع الضوابط والشروط الموضوعية , ويسمح باستفزاز الاخرين والمساس بالقيم والاخلاق والمبادئ والمصالح العليا للبلاد , واثارة النعرات القبلية والمناطقة والعنصرية والطائفية والمذهبية والسلالية او يمس كرامة الانسان .

 

حتى لا تعطى الفرصة لانصار الشذوذ الفكري ليتطاولون ويستهزؤون بقيم المجتمع واخلاقياته باعتبار ذلك الطريق الى الشهرة والمال ونيل الاهتمام وشد الانتباه اليهم من وسائل الاعلام والتي تصور هؤلاء على انهم قادة الفكر وطليعته . لذا ينبغي اتخاذ الضوابط اللازمة والمنظمة لممارسة الحريات مع مراعاتها لضمان الحقوق الخاصة والعامة للمواطنين .

 

والجدير بالإشارة الى ضرورة تلازم حرية التعبير مع عملية الابداع السارية في المجتمع , بحيث تتناسب تناسباً طردياً (كلما زادت نسبة الحريات زادت نسبة عملية الابداع) وهذا يعكس الترابط المنطقي بين الحريات والابداع . وعليه يتطلب من الجهات المسؤولة والمعنية الاهتمام بالمبدعين في كافة المجالات وتشجيعهم ومساندتهم وتهيئة الاجواء المناسبة لهم لتقديم افضل الاعمال الابداعية .