آخر تحديث :السبت-11 مايو 2024-01:51ص

أدب وثقافة


شاعرة عراقية تلجأ للتدوينات والتسجيلات المصورة والشعر لمداواة الوطن

الأربعاء - 22 أكتوبر 2014 - 05:46 م بتوقيت عدن

شاعرة عراقية تلجأ للتدوينات والتسجيلات المصورة والشعر لمداواة الوطن

لندن ((عدن الغد)) رويترز:

قد لا تكون الشاعرة العراقية المولد أمل الجبوري بنفس شهرة نجمة هوليوود انجلينا جولي لكن الاثنتين تنتميان الى عالم الفن والأدب ويربط بينهما أيضا رغبة في تسخير موهبتهما لمساعدة ضحايا الحرب.

حين التقت الجبوري بجولي هذا العام دعت الشاعرة العربية الممثلة الامريكية ومبعوثة الامم المتحدة للقضايا الانسانية الى الذهاب معها لتفقد المحن التي يعيشها الوطن. وكانت جولي زارت بالفعل العراق خلال السنوات القليلة الماضية.

وقالت الجبوري عن لقائها مع جولي وهي مبعوثة خاصة لمفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين "قلت.. انجلينا.. العراق يحترق."

وأضافت الجبوري لرويترز في لندن حيث تعيش الان "أحب ان أنضم اليها في رحلة الى العراق.. لا في زيارة رسمية حيث لن يسمحوا لها برؤية الواقع بل كامرأة وأم سيكون صوتها مهما في هذه اللحظة المأسوية لتشريد تاريخي."

وكانت الجبوري (47 عاما) التي فرت من نظام صدام حسين ولجأت سياسيا الى المانيا عام 1998 من أول الكتاب الذين يعيشون في المنفى وعادوا الى العراق بعد سقوطه.

وحصل ديوانها (هاجر قبل الاحتلال‭‭ ‬‬.. هاجر بعد الاحتلال) عن تبعات الغزو الذي قادته أمريكا للعراق على جوائز للطبعة العربية والانجليزية.

واليوم وبالاضافة الى الشعر تلجأ الجبوري الى المدونات والتسجيلات المصورة لمساعدة العراقيين الذين يعانون من الصدمة على التعامل مع الأهوال التي يلقونها وأسست قناة تلفزيونية على الانترنت لتعرض ما يحدث داخل العراق وتسعى لتخطي الانقسامات الطائفية التي تهدد بتقسيم البلاد.

وتعرض قناة (صوتنا) تسجيلات مصورة لجماعات متباينة عن تجربتها في الصراع وتوثق حياة وثقافة الاقليات التي لا تجد من يرفع صوتها.

وقالت الجبوري ان قناة "صوتنا أصبحت وسيلة لتمكين الناس وبناء الأمل في مجتمع جديد."

كما تعرض الجبوري أيضا شهادات عراقيين على مدونة على فيسبوك تشمل روايات عن مذبحة حدثت في يونيو حزيران في قاعدة سبايكر الأمريكية السابقة حيث قال تقرير للامم المتحدة ان تنظيم الدولة الاسلامية قتل نحو 1500 فرد من قوات الجيش والامن العراقية.

والصعود السريع لتنظيم الدولة الاسلامية الذي انشق عن تنظيم القاعدة وأعلن الخلافة في المناطق الذي يسيطر عليها في العراق وسوريا موثق بشكل جيد بما في ذلك سياسة التنظيم المتشدد في قتل كل من يخالفه في تفسيره المتشدد للاسلام.

اما ما لم يحصل على تغطية كافية فهي قصص عراقيين عاديين تجاوزوا العنف الطائفي وهو ما تطمح الجبوري الى اصلاحه.

* رواية مختلفة

قالت "كنت في اربيل والتقيت هناك بناس من تكريت حكوا لي كيف ان سنيين كانوا يخفون مواطنين شيعة رغم ما يمثله ذلك من خطر الموت على أيدي داعش (الدولة الاسلامية) اذا اكتشف أمرهم في مذبحة سبايكر. هناك رواية مختلفة.

"داعش حركة عالمية لا تقتصر على حدود العراق والصراع السني الشيعي. شعب العراق يريد ان يتجاوز ذلك ويتجاوز أيضا الطائفية التي تسببت في معاناة كبيرة."

ورغم كونها شاعرة لم تجد الجبوري كلمات تعبر بها عن بعض ما سمعت مثل تجربة اليزيديين الذين فروا من مقاتلي الدولة الاسلامية.

وقالت "داعش خطف زوجة وأطفال أحد الشبان. اتصلوا به وأبلغوه انهم ذبحوهم. كل ما كان بوسعي ان أفعله هو ان احتضن الرجل. أخذنا نبكي معا واحتضنني كأخته.

"أنا عازمة على ان أوفر صوتا لمن لا صوت له."

وهذا يشمل بالقطع شعرها. فمجموعتها الجديدة باسم (أنا والجنة تحت قدميك) هي عن أمهات يفقدن فلذات أكبادهن في العراق في الصراع الطائفي وعمليات الاعدام والمقابر الجماعية والحروب.

وتقول "الشعر في العالم العربي خاصة الشعر الحديث مرتبط بالحس والبلاغة."

وتحدثت عن اسلوبها في الشعر قائلة "انه يحتاج الى شيء ملموس ومباشر جدا.. هو اسلوب ليس له تاريخ طويل في الشعر العربي مثل الشعر الانجليزي."

وتؤمن الجبوري بقوة كلمة الشعر وتقول انها نجتها حين لفتت انتباه صدام حسين وكانت بعد فتاة مراهقة عام 1984.

وقالت "صديق مقرب وهو كاتب أيضا سجل لي (الشعر) وقدمه الى صدام حسين. لم أكن اتعدى الثامنة عشرة وتقريبا اصبحت مهددة بالقتل وخضعت للمساءلة والتحقيق والحياة تحت الرقابة.

"الشعر طوال كل هذه الفترة كان منقذي. حاولت الانتحار خمس مرات. ومكنني هذا أيضا من فهم معنى الخوف."