آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-05:01ص

ملفات وتحقيقات


دبلوماسيون يتوقعون نتائج سيطرة الحوثيين على اليمن.. محلل متخصص في الشأن الخليجي: مخطط إيراني يهدد أمن الخليج العربي

الخميس - 23 أكتوبر 2014 - 11:05 م بتوقيت عدن

دبلوماسيون يتوقعون نتائج سيطرة الحوثيين على اليمن.. محلل متخصص في الشأن الخليجي: مخطط إيراني يهدد أمن الخليج العربي
مسلحون قبليون مناوئون للحوثي في إب- وسائل اعلام يمينة

كتب:دانيا العربي

 

يقترب اليمن من حافة هاوية كبرى قد تؤدي به وبتاريخه، ليغرق في بحر من الظلمات، الأمر الذي يشكل تهديدا كبيرا للأمن الإقليمي العربي، وخاصة دول الخليج والسعودية.

ففي ظل الصعود الحوثي والسيطرة الإيرانية على مستجدات الأوضاع في اليمن، بدأت العديد من التكهنات حول مستقبل دول الجوار ومدى إمكانية تهديد التواجد الحوثي في اليمن عليهم، لاسيما المملكة العربية السعودية.

وتأتي هذه التخوفات بعد أن أعلنت إيران بصيغة مباشرة دعمها للحوثيين ولما أسمته بـ"النضال العادل لأنصار الله في اليمن"، وكان على أكبر ولايتي، الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية، كبير مستشاري المرشد، قال قبل أيام إن "انتصار الحوثيين في اليمن بات أمرًا وشيكًا، لأنه يشير إلى عمل مدروس ومستلهم من التجارب السابقة"، واصفًا حركة الحوثيين بالفريدة في تاريخ اليمن، معربًا عن أمله بأن يؤدوا دورًا في اليمن مشابها لدور حزب الله في لبنان.

وبدأت التخوفات تتصاعد من هذا الدور، لاسيما في ظل ما اعتبره البعض صمتًا من جانب دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية، التي أعربت، الإثنين الماضي، في بيان صادر عن مجلس الوزراء، عن أسفها للأحداث الأمنية في اليمن، مجددة الدعوة لجميع أطيافهم السياسية والمذهبية إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة والحرص على عدم المساس بالشرعية وعدم خدمة مصالح من لا يريد خيرًا لليمن الشقيق وشعبه.

 
مجلس التعاون الخليجي

وأكد مجلس التعاون الخليجي، قبل أسبوع، في بيان مقتضب له أيضا، أن السياسة الإيرانية لا تزال بكل أسف، تنتهج مبدأ التدخل في الشئون الداخلية في عدد من الدول العربية، بصورة تزعزع أمن هذه الدول وأمن المنطقة واستقرارها، وتهدد العلاقات والروابط التاريخية بين شعوبها.

 
الدكتور عبداللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون

واستنكر الدكتور عبداللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون، في البيان التصريحات الإيرانية المتكررة وغير المسئولة التي تصدر من بعض المسئولين الإيرانيين تجاه دول مجلس التعاون.

وأكد مصدر دبلوماسي يمني أن دول الخليج لم تقدم الدعم الكافي لليمن، منذ بدء أزمتها الأمر الذي أدى بها إلى الوضع الراهن.

وأوضح المصدر اليمني، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن دول الخليج لم تقف داعمة لليمن كما وقفت مع البحرين، ودعمته أمام التحرك الشيعي على أراضيه، وقصر في حقه، ولم تقدم أي دعم للحكومة اليمنية.

ولفت المصدر إلى أن الانتشار الحوثي في اليمن الآن سيلقي بظلاله مستقبلا على الوضع في دول الخليج، وخاصة المملكة السعودية، حيث من المرجح أن تتأثر هذه الدول بالحالة اليمنية الجارية.

وفيما يتعلق بسيطرة الحوثيين على محافظة "حجة الحدودية"، ومدى تأثير ذلك على المملكة السعودية، لفت المصدر الدبلوماسي إلى أن هذا الأمر لن يكون له تأثير كبير، ولن تزداد درجة التأثير، خاصة أن "صعدة" تقع على الحدود مع المملكة، وكان هناك صراع مسلح مشتعل منذ 2004.

وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن الجديد في الأمر هو الدخول الحوثي لعمران وصنعاء، إضافة إلى تمدده في بعض المناطق والمحافظات السنية، الأمر الذي يشكل تهديدًا كبيرًا للمنطقة ككل وخاصة اليمن التي يثار فيها تخوفات من اشتعال حرب أهلية لن تخرج منها اليمن بسهولة.

 
الحوثيين

وبدوه، قال أسامة عجاج، الكاتب والمحلل المتخصص في الشأن الخليجي، إن الحوثيين هم رأس الحربة لمخطط إيراني يستهدف دول الخليج بصفة أساسية، وفي القلب منها المملكة العربية السعودية، ومحاصرتها من الشمال حيث النفوذ الإيراني في كل من لبنان، سوريا العراق، ومن الجنوب اليمن.

وأضاف عجاج، في تصريحاته لـ"البوابة نيوز": "أعتقد أن إيران نجحت بالفعل من خلال الحوثيين في استنساخ تجربة حزب الله، ونقله من لبنان إلى اليمن عن طريق الحوثيين، لدرجة أنهم اختاروا لحزبهم اسم (أنصار الله)، ولم يعد خافيا على أحد تورط إيران بالأدلة والأسانيد في تهريب أسلحة، وكان الهم الأكبر للحوثيين بعد دخولهم العاصمة صنعاء مهاجمة مقرات الأمن القومي للإفراج عن العناصر الإيرانية وبعض المدربين من حزب الله."

ولفت عجاج إلى أن تهديد جماعة الحوثي للمملكة العربية السعودية، ليس بالجديد، وإنما هو نتاج سنوات عديدة مضت، خاصة منذ 2009 عندما وصلت المواجهات بين الدولة ممثلة في القوات المسلحة، وبين الحوثيين ودخولهم الحدود السعودية واحتلالهم جبل الدخان لفترة من الفترات، قبل أن يقوم الجيش السعودي بطردهم.

وأشار إلى هناك محاولة لمناوشات حدودية يقوم بها الحوثيون ضد المملكة العربية السعودية، مضيفا:" وظنني دخول الحوثيين إلى صنعاء كان إعلان وفاة للمبادرة الخليجية، لأنها قامت على شراكة ثنائية ما بين أحزاب اللقاء المشترك، وحزب المؤتمر الشعبي العام، بينما الاتفاق الأخير "اتفاق الشراكة الوطنية" أدخل الحوثيين طرفا ثالثًا في المعادلة السياسية بمباركة من الأمم المتحدة، ومبعوثها جمال بن عمر.

ويرى أن دول الخليج للأسف الشديد بعد أن قدمت مبادرتها تركت (الحبل على الغارب) للأمم المتحدة، لكي يكون لها الكلمة الفصل في الأزمة دون متابعة مستمرة على خلفية أنها نجحت في حل المشكلة التي استمرت عدة أشهر من خلال اعتصام عشرات الآلاف في الميادين لعدة شهور قبل قبول على عبدالله صالح التخلي عن السلطة.

وأوضح: "للأسف الشديد هناك اعتقاد لدى البعض بأن القضاء على تجمع اليمن "الإصلاح" قد يحقق بعض الأهداف التكتيكبة، على حساب مخاطر استراتيجية تتعرض لها دول الخليج من خلال نجاح الحوثيين في الاستيلاء على محافظات اليمن المختلفة دون أي مقاوم من الجيش أو قوات الأمن."

 

واستطرد: "ظني الأيام المقبلة ستشهد إما حرب ومواجهات عسكرية بين الحوثيين وجماعة أنصار الشريعة(تنظيم القاعدة في جزيرة العرب)، إضافة للخطر الآخر الذي يهدد اليمن، الحراك الجنوبي الذي بدأ ينشط، وحدد نهاية الشهر المقبل لعدم تواجد أي عسكري من الشمال أو عمل لشركات البترول الأجنبية العاملة في الجنوب، بل أصبح هناك ما يسمى بالمجلس العسكري الجنوبي لاستنساخ نموذج الحوثي في السيطرة على مدن الجنوب."

 

أما الكاتب والباحث السياسي "عماد الأزرق" فيذهب إلى أن ما يجري في اليمن من صعود للحوثيين وسيطرة في مختلف المحافظات اليمنية، لاسيما محافظة حجة الحدودية مع المملكة السعودية يعد بمثابة تهديد كبير، وخطر لابد لدول الخليج عامة، والمملكة السعودية على وجه الخصوص التعامل معه بكثير من الحذر.

وأكد الأزرق أن المملكة السعودية بذلك تقع بين شقي رحى، فتهديدات في الجنوب من جانب الحوثيين وامتدادهم الشيعي التابع لإيران من جانب، وداعش، في العراق، وتخوفات من تمدده وتأثيره على المناطق الحدودية بين المملكة والعراق.

ويقول بأن هذا التحرك يأتي ضمن استراتيجية "شد الأطراف وبترها"، والتي يجري من خلالها إعادة ترسيم المنطقة العربية وتقسيمها في إطار "سايكس بيكو" جديدة للمنطقة، تجري في الأساس عبر إثارة النعرات الطائفية والمذهبية، وهو ما يجري في اليمن، وقد تنتقل العدوى إلى السعودية وخاصة المنطقة الشرقية، وهو ما تسعى إيران إليه وتأمل تحقيقه.

وأكد الأزرق أن هناك أياد خفية ومخططات تسعى لتفعيل وتأصيل التواجد الحوثي في اليمن، لتكون بذلك شوكة في ظهر المملكة السعودية تثيرها في الوقت الذي تحتاجه لتحقيق مصالح وكسب نقاط تأثير على المملكة

 

*البوابة نيوز