آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-12:22م

أخبار وتقارير


قال ان الوحدة لم تجلب لهم سوى الفوضى و(القاعدة).. كاتب اردني: الجنوبيون ليس بوسع غير الهروب من جحيم الحرب الأهلية في اليمن إلى دولة مستقلة ومستقرة كما كانت

السبت - 25 أكتوبر 2014 - 02:29 م بتوقيت عدن

قال ان الوحدة لم تجلب لهم سوى الفوضى و(القاعدة).. كاتب اردني: الجنوبيون ليس بوسع غير الهروب من جحيم الحرب الأهلية في اليمن إلى دولة مستقلة ومستقرة كما كانت
الكاتب الاردني فهد الخيطان

عمان(عدن الغد)خاص:

أكد كاتب اردني السبت ان " الحياة في اليمن تعود إلى طبيعتها".. موضحا ان " حراك الجنوب المطالب بالانفصال يشتد عودته، ويحشد الآلاف في الشوارع مطالبا باحياء اليمن الجنوبي دولة مستقلة عن الشمال، برئاسة علي سالم البيض , في حين ان " اليمن الشمالي صار مسرحا مثاليا لحرب طائفية مديدة, تنظيم (القاعدة) يشحذ همم السُنّة للالتفاف حوله في معركة المصير مع الشيعة الحوثيين الذين اجتاحوا البلاد في غمضة عين".

 

وقال الكاتب الاردني فهد الخيطان في مقالة صحفية نشرتها صحيفة الغد الاردني وتعيد (عدن الغد) نشرها في الموقع الالكتروني  " يصعب على اليمنيين في الشمال أن يقاوموا دعوات (القاعدة) للجهاد؛ فالجيش في غيبوبة بانتظار عودة الرئيس المعزول، والحكومة الجديدة معطلة بأمر من الحوثيين. لم يعد لليمنيين من خيار سوى (القاعدة)".

 

وقال " وسط حالة الانهيار هذه، ماذا بوسع الجنوبيين أن يفعلوا غير الهروب من جحيم الحرب الأهلية إلى الانفصال؛ دولة مستقلة ومستقرة كما كانت من قبل؟".. مؤكدا ان "  الوحدة لم تجلب للجنوبيين سوى الفوضى وتنظيم "القاعدة" , لكن قادة الانفصال في الجنوب يعلمون أن موازين القوى الدولية التي أوجدت اليمن الجنوبي لم تعد قائمة اليوم؛ لا اتحاد سوفيتي، ولا منظومة اشتراكية. الأرجح أنهم يطمعون بدعم بعض دول الخليج، بيد أن ذلك ليس كافيا".

 

وقال الكاتب في مقالته " ما وجه الغرابة فيما يحدث في اليمن؟ كانت بضعة أشهر من العسل الثوري، عاشها اليمنيون يوم زحفوا إلى الشوارع بالملايين، واحتلوا الميادين، إلى أن رحل علي عبدالله صالح؛ ثم عاد كل شيء إلى طبيعته".

 

واضاف " لم تكن حال اليمن خافية على المراقبين، كحال ليبيا التي أوصد القذافي أبوابها ونوافذها. اليمن، ولعقود طويلة، لم يشهد الاستقرار؛ انفصال ثم حرب بين الشمال والجنوب، فوحدة بقوة السلاح. وحدة لم تكن مستقرة يوما واحدا، تبعتها صراعات قبلية لا تنتهي، وصدام دموي طويل مع الحوثيين في صعدة، تورطت فيه دول إقليمية".. موضحا " لكي تكتمل سعادة اليمنيين، دخلت "القاعدة" في وقت مبكر على المشهد اليمني , في ذروة حكم علي صالح، كان مقاتلو التنظيم يسيطرون على مدن يمنية، ويتجولون بحرية في عدة مناطق قبلية. الحضور القوي للقاعدة جلب معه تدخلا دوليا في اليمن؛ فمنذ سنوات وطائرات الـ(درونز) الأميركية تضرب في اليمن، وتلاحق عناصر (القاعدة) في الجبال".

 

وقال " كان الحوثيون شركاء في الثورة على حكم صالح , وبعد سقوطه، ها هم يتحالفون معه لإسقاط النظام الانتقالي قبيل مصالحة تاريخية كان يمكن أن تكتب تاريخا جديدا لليمن".

 

اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء، وكبرى مدن البلاد، حرك المياه من جديد؛ فرمى اليمنيون خلف ظهورهم أياما مجيدة عاشوها في الميادين والشوارع، واغتصبوا أحلام الأجيال الجديدة بالحرية والديمقراطية والكرامة, الرئيس المعزول عاد من عزلته، وعادت "القاعدة" أكثر قوة مما مضى".

وأكد الكاتب ان " اليمن اليوم ساحة فوضى؛ لا حكومة تحكم، ولا جيشا يحمي وحدة البلاد الهشة، والرئيس عبد ربه منصور هادي لا يسيطر، بحق، على متر واحد خارج مكتبه".

وقال" مثلما هو الوضع في سورية والعراق وليبيا، يخرج الصراع اليمني عن دائرة القدرة الإقليمية والدولية على احتوائه، أو التحكم بمخرجاته".. مشير الى ان " أسوأ ما حصل لعالمنا العربي بعد "الربيع العربي" أن كلمة الفصل حيال المستقبل أصبحت في يد القوى المحلية، التي كنا نظن أنها شعوب، وإذ بها قبائل وطوائف تسكن القرن الثامن عشر"..