آخر تحديث :الخميس-16 مايو 2024-11:31م

أخبار عدن


تقرير: ما الذي يمثله انضمام النقابات إلى مخيم الاعتصام الجنوبي ؟

السبت - 01 نوفمبر 2014 - 11:21 م بتوقيت عدن

تقرير: ما الذي يمثله انضمام النقابات إلى مخيم الاعتصام الجنوبي ؟
صورة للتقرير المنشور بورقية عدن الغد عدد الاحد

عدن ((عدن الغد)) خاص :

تجارب عربية وعالمية..

 

في مصر وتونس والعراق كانت النقابات العمالية لها دور بارز في الثورات ضد الاستعمار الفرنسي والبريطاني كما كان الحال في ثورات عالمية مثل الثورة الأمريكية ضد الاستعمار البريطاني والصينة ضد الاستعمار الياباني ، حيث شكل العمال ونقاباتهم ركيزة أساسية في تعطيل الحياة وإجبار الدول المستعمرة على الرضوخ لإرادة الشعوب.

 

لمحة تاريخية عن دور النقابات في ثورة أكتوبر الأولى..

أنشئت النقابات العمالية في فترة مبكرة جداً وذلك في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن الماضي وتكون اتحاد النقابات أو مؤتمر عدن للنقابات في عام 1956م وضم حوالي عشر نقابات عمالية وكان لهذه النقابات دور كبير جداً في رفع  الوعي بين الجماهير والعمال لمقاومة الظلم والقهر والإذلال الذي كان يمارسه الاستعمار وشركاته الأجنبية ضد العمال ولكن النقابات لعبت هذا الدور واستطاعت أن تخلق طبقة عاملة واعية تفهم وتدرك مصالحها وخاضت النقابات عدة إضرابات عمالية ونزاعات مع أصحاب العمل من الشركات الأجنبية مثل شركات الملاحة الأجنبية التي كانت تدير ميناء عدن , وكان عدد العمال في عدن في البداية قليل ثم ارتفع عددهم تدريجياً ليصل إلى عشرات الآلاف، وأكثر العمالة كانت تعمل في شركات الملاحة التي كانت تشتغل في الميناء لأن ميناء عدن كان يستقبل مابين (20 -25) باخرة في اليوم و كانت تلك البواخر تحمل بضائع فتضطر الشركات لإنزال هذه البضائع من البواخر إلى أرصفتها بواسطة هؤلاء العمال ثم تعيد تصديرها إلى الموانئ المجاورة عبر بواخر صغيرة لأن كثيراً من الموانئ المجاورة لم تكن مؤهلة لاستقبال بواخر كبيرة وكان ميناء عدن يعد ثاني ميناء في العالم بعد ميناء نيويورك في تلك الفترة  ولذلك كان عدد العمالة في الميناء كثير جداً..

 

كان إنشاء النقابات العمالية تلبية لرغبة العمال في إيجاد كيان نقابي يدافع عن قضاياهم وحقوقهم وكان مستوى الوعي أثناء تشكيل النقابات يهدف  إلى بلورة رؤى ثورية تسعى للتحرر من قبضة الاستعمار

و النقابات العمالية كانت عبارة عن مطالب عمالية في ظل غياب القوانين التي تحمي حقوق العمال ثم تطورت إلى وعي سياسي .. وكانت ثورة 23يوليو بقيادة جمال عبدالناصر قد أثرت تأثيراً كبيراً في حياة الناس وفي وعي الناس في كل مناطق العالم العربي وإفريقيا ولذلك تطورت المطالب من مطالب بالحقوق العمالية إلى مطالب سياسية وبدأت تتبلور كثير من الرؤى السياسية وظهرت الكثير من الحركات السياسية في بداية الستينيات وقبلها رابطة أبناء الجنوب في نهاية الخمسينيات ومعظم من كون فيما بعد أحزاباً سياسية كانوا أعضاء في حزب الرابطة

 كانت المظاهرات العمالية والطلابية في عدن يوم 24سبتمبر 1962م المعروفة بأحداث المجلس التشريعي  بداية الحركة الثورية المنظمة ضد الوجود الاستعماري في عدن، هذا اليوم كان  يوم مشهود في تاريخ الحركة العمالية والوطنية فقد خرجت الجماهير في مظاهرة حاشدة جداً ضد المجلس التشريعي وكانت فرصة  للقوى السياسية أن تبلور فكرتها وتسعى لخلق حركة سياسية معارضة لوجود الاستعمار وفعلاً في هذا اليوم المشهود تمكنت هذه المظاهرة أن تسجل حدثاً تاريخياً في حياة شعب الجنوب لأن هذا التاريخ يعد بمثابة مؤتمر أول أو بداية للعمل السياسي ضد الاحتلال البريطاني حيث تكونت بعد هذا اليوم مجموعة من الأحزاب والقوى السياسية التي ناضلت ضد الاستعمار البريطاني المظاهرات العمالية ضد المجلس التشريعي  قد أتاحت الفرصة للقوى الجادة في أن تبدأ في تنفيذ عمل عسكري منظم ضد قوات الاستعمار البريطاني ، وهنا برزت الجبهة القومية في 1963م كحركة سياسية تبنت الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني رغم معارضة الكثير من القوى السياسية الأخرى مثل حزب الشعب الاشتراكي والسلاطين الذين بدأوا يتخوفون من هذه القوى حيث نظروا إليها بأنها تابعة لمصر عبدالناصر وبالتالي تحالف السلاطين مع القوى الراديكالية الأخرى وشكلوا لوبي معارض للثورة المسلحة وبدأت هذه القوى تتواصل مع مصر عبدالناصر على أساس أن الجنوب لا يمكن أن تقوم فيه ثورة مسلحة لأن الخسائر ستكون كبيرة في الأرواح كون الاستعمار يسعى لاستخدام القوة ضد أي عمل ثوري  ومع ذلك كانت الجبهة القومية قد بدأت نشاطها في الكفاح المسلح وأصرت على الاستمرار في كفاحها المسلح ضد الاستعمار البريطاني

 

أكتوبر الثانية ودور النقابات:

 

عندما أعلن الشعب الجنوبي وبالخصوص أبناءه المشاركين في مليونية 14 أكتوبر (الاعتصام ) حتى نيل حقوقه التفت الكثير من قوى المجتمع حول إرادة الشعب ودعمت ساحة الاعتصام بصورة تثير الإعجاب وتنم عن شعب يحمل إرادة موحدة وهدف وحدة.

من ضمن من تفاعل مع المعتصمين نقابات العمال في المرافق الأساسية بعدن وأهمها المطار الميناء وبقية المرافق الحيوية التي يقوم عليها اقتصاد المدينة.

انضمت إلى الآن إلى ساحة الاعتصام نقابات كل من النفط والميناء والمطار والخدمة المدنية والكهرباء والمياه والخدمة المدنية   ومؤسسة 14 أكتوبر للطباعة وغيرها من النقابات المهمة.

ويرابط أعضاء تلك النقابات ومعهم الكثير من العمال في خيم نصبت في الساحة تحمل أسماء المؤسسات والمرافق التي يمثلونها ويعملون بها؟

 

الدور المنوط بالنقابات في إنجاح الثورة..

 

في حال تم التخطيط بوطنية وذكاء ستطلع النقابات بدور مؤثر جداً في خلق وضع على الأرض يخدم الثورة الجنوبية ، حيث أن العمال والنقابات قادرة على إسقاط المؤسسات أو تعطيل عملها في ساعة وتوقيت متفق عليه بعد الإعداد لذلك حتى يحين تاريخ الثلاثين من نوفمبر الزمن الذي حدده الجنوبيون لحسم ثورتهم.

وفي حال استطاعت النقابات بالتعاون مع بقية الشعب المعتصم بالساحة إسقاط مرافق كالمطار والميناء وغيرها فإنها ستفرض وضع يستدعي تدخل سياسي دولي سينعكس لمصلحة الجنوب واستقلاله؟.

 

كيفية العمل لأجل إنجاح مخطط إسقاط المؤسسات.

 

على القوى الثورية المعتصمة في الساحة تدريب أعضاء النقابات المعتصمين على توحيد جهودها وعلى التنسيق وربطها ببعض بمنسقية نقابية تضمن عملاً ناجحاً في وقت التحرك.

 إقامة ندوات توعوية للمعتصمين من أعضاء النقابات والعمال وإرشادات أمنية وندوات سياسية وتاريخية عن دور العمال ونقاباتهم في الثورات عبر التاريخ.

 

دعوات للنقابات غير المنضمة.

على بعد شهر من الثلاثين من نوفمبر يجب العمل على إقناع بقية النقابات العمالية والعمال كأفراد على الالتحاق بمن انضم إلى الساحة أو حتى التعهد بإنجاح أي تحرك عمالي لإرغام المؤسسات على التوقف في لحظة ما استجابة لأمر ثوري وشرح البدائل والاستفادة التي ستأتي للعمال في حالة الاستقلال.

 

خاتمة..

يخبرنا التاريخ مرة أخرى أن الثورات التي ساهمت فيها نقابات العمال واتحادات الطلبة كانت أكثر الثورات نجاحاً وأكثر تنظيماً بعد النجاح في الاستقلال .

 

من / صالح العبيدي