آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:20م

عالم المرأة والأسرة


من ينقذ الأطفال من جوانتانامو العرب ؟؟

الثلاثاء - 18 نوفمبر 2014 - 05:29 م بتوقيت عدن

من ينقذ الأطفال من جوانتانامو العرب ؟؟

متابعات (( عدن الغد )) خاص

(( رأته في أحد الأسواق – طفلا صغيرا لم يتجاوز الخامسة من عمره - وكان ُيسحب من يده وقميصه وشعره بعنف فظيع ولم يبق إلا أن يركل إلى خارج السوق– بواسطة والده – كان يرافق ذلك صراخ وسباب. كان المنظر رهيبا وكأنه فيديو كليب من جوانتانامو.

 بينما كانت والدته تمشي بجانبهم بلا أي انفعال أو بادرة للتدخل السلمي وكأن من يضرب هذا ليس روحا أو نفسا بشرية وليس طفلا بريئا وليس ابنها الذي تعبت في حمله وولادته وتربيته. كان الاثنان جانيين – فالأب لم يقدر نعمة الله له بأن رزقه بطفل وغيره يتمنى رائحة الأطفال – والأم لم تتدخل لحماية صغيرها وربما تكون معنفة هي الأخرى وتخاف من التدخل والله العالم. ومهما كان السيناريو فالطفل الصغير هذا هو الضحية.))

وأشارت د أحلام محمد علاقي وهي من روت ذلك المشهد ـ إلى أن علماء النفس يجمعون على أن ضرب الأطفال من أكبر الأخطاء التي لا تجدي نفعا على المدى الطويل ... إذ أن التعنيف الجسدي هو دليل عجز الوالدين عن وجود حل للتفاهم مع الطفل بل والأكثر ألما منه أن يكون الضرب في مكان عام حيث يرافق ذلك التعنيف الجسدي الإهانة العلنية أمام الغرباء مما يفقد الطفل كبريائه وهو ما سيظل يتذكره طوال حياته .

وتساءلت د أحلام :

كيف تتوقعون أن ينشأ هذا الطفل؟ ليس من المستغرب أن يفرغ هذا الطفل شحنة غضبه في المدرسة فيعنف الأطفال ويضربهم. أو أن يفجر غضبه في البيت فيضرب إخوته الصغار ليستعرض عضلاته وينفس عن حقده. وليس من المستغرب أن يكبر ليعنف هو أطفاله أو يضرب زوجته في المستقبل فهذا السلوك بالنسبة له ليس غريبا. وربما في أفضل الحالات أن يرحمه الله وينشأ كارها لهذا الأسلوب الرجعي ويصبح حنونا على أطفاله وزوجته ولكنه لن ينسى ولن يغفر لوالده التعنيف غير المبرر أبدا.

واختتمت د حديثها :

(( فالأبوة والأمومة لهما مسؤولياتهما من صبر وتضحية ورحمة وحينما يتخلى عنها الإنسان فكيف يتوقع أن يرضيه أبناؤه؟ فكما أن هناك أبناء عاقين فهناك آباء وأمهات مقصرون وجهلة وعديمو رحمة بل ومجرمون كما قرأنا من عجائب من يذهبون إلى المساجد ثم يقتلون بناتهم حرقا وضربا.

يريد البعض بل ويتوقع أن يبر أبناؤه به حينما يكبر ويضعف – ولكنهم ينسون الشق الأول من المعادلة: دورهم في رحمة هؤلاء الصغار الضعاف المجردين من جميع الأسلحة.))