آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:00ص

أدب وثقافة


غيابات الصحافة الأدبية في اليمن

الجمعة - 21 نوفمبر 2014 - 04:51 م بتوقيت عدن

غيابات الصحافة الأدبية في اليمن

صنعاء ـ أحمد شوقي أحمد- العربي الجديد

قبل عقدٍ ونصف، واكب ازدهار المؤسسات الثقافية في اليمن تحوّل ملحق "الثقافية" الأسبوعي إلى صحيفة متخصصة تصدُر عن مؤسسة "الجمهورية" الرسمية في تعز، برئاسة صحافي مثير للجدل هو سمير رشاد اليوسفي. مرحلة صاخبة ثقافياً، اتسمت بالجدل الفكري والاجتماعي، وأعطت مفهوماً أوسع للثقافة.

كثيراً ما قورنت "الثقافية" بـ "أخبار الأدب" المصرية، لكن أحداً من قرائها لا يدري لماذا اختفت من المشهد؟ بعضهم اتهم سمير اليوسفي، الذي رُقّي لاحقاً ليترأس مجلس إدارة "الجمهورية". أما هو، فاعتذر عن الرد على سؤالنا بهذا الخصوص، لأن لديه "جدول أعمالٍ مزدحماً"، كما قال.

ومثل "الثقافية"، اختفت مجلة "رصيف" الورقية في ظروفٍ غامضة، ومعها مجلة "انزياحات" التي كانت توزّع إلكترونياً بنسخة PDF. وباستثناء مجلة "غيمان" التي يشرف عليها الشاعر عبد العزيز المقالح ويترأسها الشاعر همدان زيد دماج، وملحقين ثقافيين لصحيفتين، فإن عشرات الصحف والمجلات الورقية والإلكترونية الثقافية قد اختفت هيَ الأخرى دون إنذار.

حول أسباب تواري هذه المشاريع، يرى الشاعر مروان كامل أن مثل هذه "المبادرات النبيلة" لا تصمد "لأن الضائقة المالية تقول كلمتها بعد وقت قصير". وهو ما يؤكده القاص ياسر عبد الباقي الذي كان يترأس موقع "جدارية" الثقافي على شبكة الإنترنت، قبل أن يترك الأدب ويتّجه إلى التصوير والمونتاج؛ مثله مثل سوسن العريقي التي هجرت الشعر و"عناوين ثقافية"، الصحيفة الإلكترونية التي كانت تدير تحريرها، للعمل في الإخراج المسرحي؛ ورياض السامعي الذي كان يترأس صحيفة "إرباك"، قبل أن يتجّه إلى التلفزيون.

ويضيف كامل أن الأوضاع السياسية "المجنونة والطاغية في اليمن، إضافة إلى ظروف الكتّاب الاقتصادية وغياب المؤسسات الثقافية، وتواضع الموجود منها، والإدارة السيئة لوزارة الثقافة المشغولة بأكل الميزانية"؛ أسبابٌ ساهمت في غياب وتردّي الإعلام الثقافي في اليمن". وعن تجربة المجلة الوحيدة المتبقية، "غيمان"، يرى رئيس تحريرها، همدان زيد، أن استمرار صدورها أشبه بالتشبث بحلمٍ جميل في وجه واقع مُر، نظراً إلى إمكاناتها المتواضعة جداً، مشيراً إلى أن ما يميزها استقلاليتها وكونها لا تهدف إلى الربح.

ويردّ زيد التراجع الخطير للصحافة الثقافية في اليمن إلى "تراجع أخطر منه في الثقافة"، معتبراً أن ذلك غير منعزل عمّا يحدث لليمن من انحطاط وتدهور بوجه عام.