حينما تغلق الأبواب، وتتحول الحياة اليومية إلى انهيارات واكتشافات لعلاقات تسير بالإنسان إلى الهاوية، في إيقاع وحشد يدمر الأحاسيس والعلاقات، عندها لابد من الفرار بعيداً، إلى حيث البراري النائية، بحثاً عن تهجين الذات الإنسانية واكتشاف أن قسوة الطبيعة ووحشية الحيوانات، هي أخف وطأة من توحش الإنسان واستغلاله للآخر.. هذا هو المحور الأساسي لفيلم "البرية".

ويعتمد الفيلم على نص روائي للكاتبة الروائية شيريل سترايد التي كتبت مذكراتها الشخصية في تجربة قامت بها وعاشتها تحت عنوان "البرية".. من الضياع إلى الوجود على درب كريست المحيط الهادئ.

الفيلم من إخراج الكندي جان مارك فاليه، الذي قدم مجموعة مهمة من الأعمال السينمائية، ومنها "اللائحة السوداء – 1995"، و"نادي دالاس للبائعين"- 2013 ومن خلاله فاز ماثيو ماكونهي بأوسكار أفضل ممثل.

يذهب جان مارك فاليه إلى الأفلام الصعبة، التي تتطلب لياقة عالية من فريق العمل، ويستعين بالأميركية "ريز ويذرسبون" الفائزة بالأوسكار عن فيلم "السير على الخط "- 2005.

حيث تجسد في الفيلم شخصية الكاتبة شيريل سترايد، التي تقرر أن تترك كل شيء خلفها إلى حيث البراري البعيدة النائية، وهي خلال تلك الرحلة، تستدعي عبر ذاكرتها كماً من الحكايات والأحداث التي عاشتها، واضطرتها إلى تحمل قسوة الطبيعة والحيوانات من البقاء في عالم متمدن يلتهم بعضه البعض.

وهي تبدأ بنفسها فهي تعيش الخيانة، وتعيش علاقات مجانية، وتعيش الأمومة غير الشرعية، وكماً آخر من الحكايات المدمرة، بالإضافة إلى كل ما حولها من تجارب رعناء، تدعوها لأن تتخذ القرار بمواجهة نفسها في تلك العوالم القصية النائية.

تم تصوير الفيلم في الأماكن الصحراوية والجبال بين كاليفورنيا وأرجون وواشنطن في رحلة استغرقت أكثر من ثلاثة أشهر ومعاناة في تصوير أحداثه.