آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-03:58م

دولية وعالمية


الجزائر لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط

الأحد - 23 نوفمبر 2014 - 01:05 م بتوقيت عدن

الجزائر لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط
العاصمة الجزائرية - تصوير / عبدالله ناصر بجنف

الجزائر ((عدن الغد)) كتب / عبدالله ناصر بجنف:

في منتصف سبعينات القرن الماضي عندما كنا ندرس في المدرسة الغربية سابقا (مدرسة الفقيد عبدالله حاتم حاليا) في الشيخ عثمان والتي تعتبر من أهم المدن وكانت ملتقى المثقفين والكتاب والفنانين وموقعها الحيوي في (عدن جوهرة الجزيرة العربية) وكتاب ذكرياتي الأبدية. سمعنا بأسماء قادة الثورة الجزائرية منهم احمد بن بلة (١٩١٦ـ ٢٠١٢) وهواري بومدين (١٩٣٢ـ ١٩٧٨) وجميلة بوحريدة (١٩٣٥) وآخرين من قادوا مسيرة استقلال أرض الجزائر بعد ١٣٤ عاما من الوجود الفرنسي وقد توجت الثورة الجزائرية انتصارها بتحقيقها الاستقلال في ٥ يوليو ١٩٦٢ معلنة بداية الدولة الحديثة بعد ان قدمت تضحيات كبيرة وهي بلد المليون شهيد منذ انطلاقة الشرارة الأولى في ١ نوفمبر ١٩٥٤ وفي هذا العام تحتفل بالذكرى الستين.

 

شيء جميل في هذه الحياة عندما تسمع عن هذا التاريخ والذي تجسد في ذاكرتنا واكتملت الصورة عندما زرنا الجزائر حيث تفصلها مسافة ٧٠٢ كم عن العاصمة الإسبانية مدريد ورحلة بالطائرة تستغرق أقل من ساعة ونصف الساعة، وعند وصولنا مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائر وهو مبنى حديث ومنذ اللحظات الأولى انتابنا شعور باننا نعانق أرض عريقة سطرت ملاحم في كل مراحل تاريخها القديم والمعاصر.     

 

الجزائر العاصمة هي مدينة كبيرة مقسمة الى جزئيين القديم وتتمركز في القصبة وعلى ارتفاع متعرج ب ١٢٢ متر عن سطح البحر اما الجزء الحديث وهي مطلة على البحر واجزاء متفرقة من المدينة ويبلغ سكان العاصمة اكثر من ٣ ملايين نسمة تقريبا وهي أكبر مدينة  في المغرب العربي من حيث السكان . هذه المدينة المطلة على البحر الأبيض المتوسط وسميت لؤلؤة هذا البحر وحقا هي مدينة أنيقة ولكن بحاجة الى ترميم المباني القديمة والتاريخية كما يجب الاهتمام أيضا بنظافة أزقتها وشوارعها وأصبحت مسألة النظافة أكثر إلحاحا في أغلب الدول العربية.

 

يقال بان تسمية الجزائر اخذت من مجموعة الجزر التي كانت متواجدة قبالة ساحل المدينة إذ أن جمع جزيرة هو جزائر .

 

العاصمة الجزائر تشهد حاليا حركة إعمار واسعة ينفذ أغلب مشاريعها خبراء وعاملين من الصين الشعبية وهي الدولة التي ستصبح مستقبلا محوراً اقتصاديا في العالم حيث ستزيح أمريكا من المرتبة الأولى إذا ما سارت الأمور على هذا النحو السريع من هذا النمو.

 

خلال توجهنا الى مطار هواري بومدين في رحلة العودة شاهدنا المشروع الضخم التي يتم تشييده وهو جامع الجزائر تنفذه الشركة الصينية العمومية لهندسة البناء بتكلفة مقدارها مليار و٣٥٠ مليون دولار وسوف يكون ثالث أكبر جامع بالعالم بعد الحرمين الشريفين في مكة والمدينة ويستغرق إنجازه خلال ٤٢ شهرا.  ومن المحتمل ان يتم الانتهاء من تشييده في الفترة القادمة.

 

كما أتيحت لنا الفرصة بحضور افتتاح معرض للفنون التشكيلية للفنان الجزائري جمال طاطاح والذي اقيم في المتحف الوطني للفنون الجميلة الماما وهو الاسم المختصر لهذا المتحف الانيق  والذي يمكن تحويلة الى اهم المتاحف للفن المعاصر في شمال افريقيا اذا ما تم تنظيمه  بصورة  جيدة ومدروسة ورفدة بالأعمال الفنية للفنانين التشكيليين الجزائريين وفي كل مجالات الفن المعاصر بصورة دائمة في إطار برنامج منتظم وزرنا ايضا أروقة الفـنون ببلدية الجزائر الوسطى وقصر الثقافة والذي يحمل اسم شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا (١٩٠٨ـ١٩٧٧) مؤلف النشيد الوطني الجزائري وهي صالة فخمة ملصقة وواسعة بمقر وزارة الثقافة حيث تقام  فيها مختلف الأنشطة الثقافية والفنية .