آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-09:35م

أخبار وتقارير


تقرير :ضبابية المشهد السياسي في الجنوب تتزايد مع اقتراب موعد 30 نوفمبر

الأحد - 23 نوفمبر 2014 - 03:59 م بتوقيت عدن

تقرير :ضبابية المشهد السياسي في الجنوب تتزايد مع اقتراب موعد 30 نوفمبر
متظاهرون جنوبيون في عدن

عدن ((عدن الغد)) خاص:

لا يملك الآلاف من المعتصمين بساحة العروض بخور مكسر منذ الـ 15  من اكتوبر 2014 إي إجابة ممكنة لما يمكن له ان يحصل في الـ 30 نوفمبر 2014 ورغم ذلك يواصلون الاعتصام بالساحة في انتظار ماسيحدث.

منذ الـ 14 أكتوبر الماضي اعتصم الآلاف بساحة العروض بخور مكسر وسط دعوات لان يكون موعد الـ 30 نوفمبر 2014 موعد نهائي لإنهاء الوحدة السياسية القائمة بين شمال اليمن وجنوبه .

الكثير من القيادات الجنوبية حددت موعد الـ 30 من نوفمبر موعدا لإنهاء إي تواجد شمالي في الجنوب لكن المعضلة الكبرى التي واجهت الجنوبيين هي عدم قدرتهم على إيجاد قيادة سياسية موحدة أو تشكيل خارطة طريق لما يمكن له ان يحدث عقب الـ 30 من نوفمبر.

التزمت السلطات الحكومية الصمت حيال حركة الاحتجاجات التي استوطنت ساحة العروض بخور مكسر وقالت أكثر من مرة أنها ستقوم بحمايتها لكنها مع اقتراب موعد الـ 30 من نوفمبر تبدو في مواجهة تحديات أمنية كبيرة .

يمكن لحركة احتجاجات غاضبة ان تنطلق في مدينة عدن يوم الـ 30 نوفمبر في شتى الاتجاهات لكن حركة الاحتجاجات وفي حال انعدام قيادة توجهها فإنها قد تتحول إلى احتجاجات بلا رأس وقد تتحول إلى أعمال فوضى وعنف وأعمال سلب ونهب .

خلال الأيام القليلة الماضية بدأ ان السلطات الأمنية الحكومية في طريقها إلى التحرك صوب احتواء الاحتجاجات عبر طرح خطة أمنية وتعزيز حماية المنشاءات .

ما الذي يريده الجنوبيون ؟

يطالب غالبية سكان الجنوب اليوم بالاستقلال عن الشمال لكنهم يرون انه يتوجب وجود قيادة سياسية موحدة وتنسيق مع كافة الدول المحيطة لأجل ضمان خروج آمن للجنوب وتجنب سقوطه في يد الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة .

تعيش الكثير من القيادات الجنوبية في المنفى منذ العام 1994 وحتى اليوم الكثير منها لم يعد إلى الجنوب رغم ان الظروف السياسية في الجنوب باتت مواتية .

عادت بعض القيادات الجنوبية من المنفى بينها "محمد علي احمد" وعبدالرحمن الجفري وعبدالرب النقيب إلا ان عودة هذه القيادات لم يكن كافيا لتوحيد صفو القيادات المختلفة .

ورغم اقتراب موعد الـ 30 من نوفمبر  إلا ان القيادات الجنوبية لاتزال تتحدث عن أشياء لا تبدو أنها واضحة في حين تتنازع الجنوب وقياداته الكثير من المشاريع السياسية الدولية المختلفة .

تقف إيران والسعودية كأكبر القوى التي تتصارع في الجنوب وتملك كل قوة سياسية من هذه القوى قيادات موالية لها وتسعى بكل ماتملك من قوة ان تبسط نفوذها وسيطرتها .

لايبدو واضحا ولاجليا ان إيران أو السعودية تدعمان بصراحة جهود الاستقلال في الجنوب لكن كل دولة من هذه الدول تملك الكثير من الحلفاء السياسيين لها في الجنوب وتسعى كل دولة من هذه الدول لتسيير التحركات الشعبية في الجنوب لصالحها .

وحدهم المحتجون في الجنوب لايتبعون أيا من الأطراف السياسية الدولية ولايحتكمون لأي طرف ما لكنهم وحدهم أيضا من سيدفع ثمن إي اضطرابات قد تشهدها بلادهم خلال الفترة القادمة .

لسنوات طويلة ظل الجنوب مسرحا للتجاذبات الدولية ففي العام 1994 كانت السعودية وعدد من دول الخليج الداعم الرئيسي لجهود محاولة الاستقلال التي قام بها الرئيس الجنوبي السابق "علي سالم البيض" ولاحقا تغيرت السياسية السعودية في اليمن بعد التوصل إلى اتفاق تسوية سياسية خاصة بالحدود مع إدارة الرئيس اليمني السابق "علي صالح".

مكن هذا الاتفاق نظام علي صالح من الحد من جميع دعوات الاستقلال في الجنوب بعد ان باتت تفتقر إلى إي جهود سياسية دولية داعمة .

استخدام دونما فائدة

لسنوات طويلة استخدم الجنوبيون ضمن تحالفات دولية واسعة النطاق منذ مطلع السبعينات بات الجنوبيون حلفاء للمعسكر الاشتراكي الشرقي السوفيتي وبسبب هذا التحالف دفعوا الكثير من الاثمان بينها علاقة مضطربة مع دول الجوار تسببت بالكثير من الإضرار السياسية .

حينما دخل الجنوبيون الوحدة اليمنية في العام 1990 كانت بمثابة هروب سياسي من وضع سياسي معقد انتجه سقوط الاتحاد السوفيتي أواخر الثمانينات .

ظل غياب الرؤية السياسية يلازم الجنوبيين حتى العام 1994 وحينما دخلوا حرب صيف 1994 كانوا مشتتين للغاية .

تمكنت قوات يقودها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح من اجتياح الجنوب سريعا وتهاوت مدنه يومها بسبب غياب التوافق السياسي الذي كان الجنوبيين بحاجة اليه كثيرا .

لسنوات طويلة ظلت مطالب الناس في الجنوب تتمحور حول ضرورة وجود قيادة سياسية جنوبية موحدة لاتكون مرتهنة إلى إي صراع سياسي دولي أو اقليمي لكن هذه التمنيات لم تكن تتجاوز مطالب الآلاف من المتظاهرين الصادقين الذين كانوا يطالبون بضرورة وجود دولة  جنوبية تحمي مصالحهم ومصالح ابنائهم .

يشعر قطاع واسع من الجنوبيين اليوم بالحيرة وباتوا لايلقون باللوم على الحكومة اليمنية بقدر مايلقون باللوم على القيادات الجنوبية المتنازعة .

لسنوات طويلة ظلت قيادات جنوبية تلقي باللوم على تدخلات الحكومة اليمنية ونظام الرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح" في الحياة السياسية للحراك الجنوبي متهمين اياه بأنه سبب تشرذم قوى الحراك الجنوبي لكن مع سقوط نظام صالح وظهور قوى سياسية بات لزاما على هذه القوى  ان تثبت أنها قادرة على التوحد لكن دون جدوى .

مما يزيد ضبابية المشهد السياسي في الجنوب ان وسائل أعلام عدة تحدثت بشكل كبير خلال الفترة الماضية عن توجه سعودي لدعم جهود استقلال الجنوب لكن هذه التوجهات لايبدو ان لها اثر على الأرض.

يطرح الناس العاديون الكثير من الأسئلة بينها ماذا لو سقطت مدن الجنوب بايدي المتظاهرين الغاضبين ؟ من الذي سيدير الامور لاحقا ومن سيسلم الناس مرتباتها المالية ومن سيشغل محطات الكهرباء والمياه وغيرها وقبل ذلك من هي القوة التي ستحكم البلاد وستحمي الناس ؟

الكثير من هذه الأسئلة لاتملك الكثير من القيادات الجنوبية حتى اليوم إي إجابة حقيقية لها أو منطقية أو عقلانية لها ،جميع قيادات الحراك الجنوبي تتحدث عن ضرورة ماتسميه التصعيد لكن هذا التصعيد يبدو من دون إي ملامح وغير واضح الصورة .

كل مايملكه الناس في الجنوب اليوم هو الانتظار ويؤكد عامة الناس أنهم اخشى مايخشونه ان يرمى الجنوب مجددا في احضان الشخصيات المغامرة .

يؤكد المحتجون في الجنوب أنهم حينما خرجوا في العام 2007 كانوا يطمحون إلى بناء دولة حقيقية ودولة مؤسسات لا ترك الدولة لفوضى غير مفهومة.

قد تتحول الاحتجاجات في الجنوب إلى وبال على غالبية الناس حيث تتحول الاحتجاجات الغير منظمة والغير هادفة إلى احتجاجات تسقط جميع المدن في فوضى عارمة .

سيحبس الجنوبيون انفاسهم حتى الـ 30 من نوفمبر القادم وسينتظرون ماذا ستستفسر عنه الأحداث والجميع في الجنوب حتى تلك اللحظة يسأل بعضه (ما الذي سيحدث؟).

 

تقرير خاص بصحيفة عدن الغد يمنع نقله او نشره باي وسيلة اعلامية اخرى