آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

من هنا وهناك


لماذا اشترى زوكربيرج "واتس آب" مقابل 19 مليار دولار؟

الخميس - 27 نوفمبر 2014 - 01:15 ص بتوقيت عدن

لماذا اشترى زوكربيرج "واتس آب" مقابل 19 مليار دولار؟
هل يستحق "واتس آب" 19 مليار دولار؟

(( عدن الغد)) دوت مصر :

لعلك سمعت عن الصفقة التي اشترى بها مارك زوكربيرج تطبيق واتس آب في فبراير الماضي، بمبلغ 19 مليار دولار، فما الذي يجعل زوكربيرج، الذي يأتي في المركز الـ 16 على قائمة أثرياء العالم لهذا العام، والذي يمتلك بالفعل اثنين من أكبر وأنجح مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، فيس بوك وإنستجرام، يدفع مثل هذا المبلغ في تطبيق رسائل نصية مجاني؟

 

 

كماليات وإعلانات

 

للإجابة على هذا السؤال، دعنا أولا نوضح كيف تجني التطبيقات والألعاب المجانية المال، إذا نظرت مثلا إلى لعبة "كاندي كراش"، ستجد أن هناك بعض كماليات اللعبة، مثل المحاولات الإضافية وخلافه، غير متاحة مجانا، فيتوجب عليك شرائها لمتابعة اللعب، ومن هنا يأتي المال.

 

كذلك تطبيق مثل "True caller"، والذي يتطلب اشتراكا مدفوعا للتمتع بكافة خواصه، أما النسخة المجانية فلا يتاح فيها سوى الخواص الأساسية فقط، كما تلجأ بعض التطبيقات والألعاب المجانية الأخرى مثل لعبة "Angry birds" لعرض الإعلانات لجني المال، وهكذا.

 

ليس مجانيا

 

أما عن واتس آب، فدعنا نتفق في البداية، أنه ليس مجانيا تماما، فأنت كمستخدم تدفع - أو هكذا يفترض بك - رسوم تنزيل قدرها 99 سنتا في كل مرة تقوم بتحميل التطبيق على هواتف آيفون، أما على نظام أندرويد فمن المفترض دفع رسوم سنوية بنفس القيمة، وعليه، وبالنظر لقاعدة المستخدمين العريضة التي وصلت لـ600 مليون مستخدم نشط شهريا حول العالم، والتي تزداد دون توقف، لكونه يوفر بديلا سهلا شبه مجاني للطرق الحالية لتبادل الرسائل النصية والصور ومقاطع الصوت والفيديو، يمكننا أن نفهم كيف يجني "واتس آب" أرباحه، ولكننا في نفس الوقت وبحسبة بسيطة سندرك أن هذه الأرباح لن تصل أبدا للقدر الذي يرفع قيمة التطبيق لـ19 مليار دولار، الشيء الذي يعيدنا للسؤال الأول، لماذا دفع زوكربيرج هذا المبلغ لامتلاك واتس آب؟

 

 

كُل نفسك قبل ما حد ياكلك

 

هل تتذكر أحمد حلمي في فيلم "جعلتني مجرما" عندما كان يردد حكمته الخاصة في البيزنس "كُل نفسك قبل ما حد ياكلك"؟ كان هذا واحدا من الأسباب، فأن يصبح واتس آب في يد مارك أفضل له كثيرا من أن يصبح في يد أحد منافسيه، كما أن امتلاكه "واتس آب" يجعل قاعدة مستخدميه العريضة في يده وطوع بنانه، لا سيما في وقت أصبح فيه جيل المراهقين الجديد في أوروبا وأمريكا ينظر لفيس بوك على أنه "موضة قديمة"، فيهجره الكثيرون لتطبيق مثل سناب تشات مثلا.

 

سعر مناسب جدا

 

وأخيرا، هناك تلك الحقيقة التي نرفض جميعا تصديقها، وهي أن تفاصيل حياتك التي ترسلها كرسائل نصية أو صور أو مقاطع صوت أو فيديو، لأصدقائك وعائلتك أو لأي كان، سلعة في حد ذاتها، فكل هذه البيانات المخزنة لديهم، والتي يحق لهم – بموجب بيان الخصوصية الذي وافقت أنت كمستخدم عليه بمحض إرادتك – الاطلاع عليها وتحليلها واستخدامها "لتطوير جودة ومظهر التطبيق، وتقديم خدمات أفضل" كما يقال، لها قيمتها في بيع الإعلانات الموجهة من خلال التعرف على اهتماماتك مما ترسله، مما يجعل السعر الذي قدمه مارك في واتس آب مناسب، مناسب جدا.