آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

اليمن في الصحافة


اجتماع الدوحة: السعودية ودول الخليج تسحب تأييدها لاتفاق «الشراكة والسلام» اليمني

الخميس - 27 نوفمبر 2014 - 05:07 م بتوقيت عدن

اجتماع الدوحة: السعودية ودول الخليج تسحب تأييدها لاتفاق «الشراكة والسلام» اليمني

الرياض ((عدن الغد)) القدس العربي:

سحبت السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تاييدها لـ«اتفاق الشراكة والسلام» في اليمن والذي وقعته حركة الحوثيين مع بقية القوى السياسية اليمنية بعد ان غزا الحوثيون العاصمة صنعاء وسيطروا على مقاليد السلطة فيها قبل ثلاثة اشهر.


وينص الاتفاق ببنوده الاساسية على سحب الحوثيين لقواتهم من صنعاء وتشكيل حكومة وحدة وطنية.


وكانت السعودية وشقيقاتها الخليجيات تلح قبل ذلك على تنفيذ «اتفاق الشراكة والسلام «الذي وقع برعاية مبعوث الامم المتحدة لليمن جمال بن عمر، ولكن يبدو ان عدم تنفيذ الحوثيين لهذا الاتفاق وعملهم على تمدد عناصرهم وقواهم المسلحة إلى باقي المدن والمناطق اليمنية، بالإضافة إلى فرض هيمنتهم السياسية على القرار، هو الذي جعل السعودية تسحب تأييدها لهذا الاتفاق.


ولوحظ ان البيان الصحافي الذي صدر عن الاجتماع المشترك لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأردن والمغرب في الدوحة اول امس، لم يشر على الاطلاق إلى «اتفاق المشاركة والسلام « اليمني، بل اكد البيان «الى ضرورة التزام القوى السياسية اليمنية كافة بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتوفير الأجواء الملائمة لاستكمال تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وصياغة دستور جديد يحتكم إليه الجميع ويلبي طموحات وتطلعات أبناء الشعب اليمني كافة» دون الاشارة إلى الاتفاق .


وقد بدا وزير الخارجية اليمني الدكتور عبدالله الصايدي خلال الاجتماع المشترك الذي عقده معه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة اول امس،انه قريب من حركة الحوثيين الذين يسيطرون الان على الاوضاع في اليمن.


ففي كلمته العلنية خلال الاجتماع الوزاري الخليجي المشترك معه وصف الوزير اليمني الاوضاع في بلاده بانها على ما يرام وقال « إن اليمن قطع شوطاً كبيراً ومهماً في الحوار الوطني بمشاركة كافة الاتجاهات السياسية من أجل بناء الدولة الاتحادية وحفظ سلامة وأمن واستقرار البلاد».


وانتقد وزير خارجية اليمن وسائل الإعلام التي اتهمها بانها « تضخم مجريات الاحداث باليمن، وعدم نقلها الحقيقة مما جسد صورة خاطئة عما يجري في البلاد».


وكأن الإعلام يكذب ويضخم الاحداث وهو ينقل للعالم كيف سيطر الحوثيون على مقاليد الامور والسلطة في اليمن وانهوا وجود الدولة ـ رغم وجود رئيس جمهورية ورئيس حكومة ووزراء هو واحد منهم ـ، وكأن الإعلام يكذب وهو حين ينقل اخبار تصاعد نشاط الحراك الجنوبي سعيا للانفصال عن الدولة الأم في الشمال».


وبدلا من ان يتحدث وزير الخارجية اليمني عن المصاعب السياسية التي تواجهها بلاده وتدخل إيران – من خلال الحوثيين – بشؤونها الداخلية، يتحدث عن المصاعب الاقتصادية طالبا مزيدا من الدعم الاقتصادي الخليجي لليمن .


وزراء الخارجية الخليجيون الستة الذين اجتمعوا بنظيرهم اليمني بدوا اشد خوفا على اليمن منه حين أعربوا عن «قلقهم حيال الأحداث التي تعم أرجاء البلاد – اليمن – التي من شأنها أن تقوض العملية السياسية والأمن والاستقرار فيه، مؤكدين الالتزام الكامل بوحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية «.


دول مجلس التعاون جددت تأييدها للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، داعية جميع القوى السياسية إلى الالتزام بضرورة التزام القوى السياسية اليمنية كافة بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل (…).


الى ذلك لاحظ مراقبون ان البيان الوزاري الخليجي أبدى نوعا من «التحفظ» في تأييد حكومة حيدر العبادي العراقية الجديدة، حين أعلن البيان الخليجي ترحيب دول مجلس التعاون ب «السياسات المعلنة « للحكومة العراقية برئاسة الدكتور حيدر العبادي، وعبروا عن الأمل في أن تقود هذه الحكومة البلاد إلى الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه وتحقيق الأمن وإعادة التلاحم الاجتماعي وبناء مؤسسات الدولة وهياكلها لتحقيق التنمية الشاملة، بعيدا عن كل نزعة طائفية أو مذهبية.


واستخدام تعبير «السياسات المعلنة « للترحيب الذي ورد في البيان، برأي سفير خليجي شارك باجتماعات الدوحة لا يعني تحفظا على حكومة العبادي وتوجهاتها، بقدر ما هو اشارة إلى ان دول المجلس تريد ان ترى تنفيذا لسياسات الانفتاح على مختلف القوى السياسية والدينية العراقية حتى يتحقق مزيد من الانفراج في العلاقات السعودية والخليجية مع الحكومة العراقية، لذلك لوحظ ان البيان الصحافي صدر باسم الاجتماع المشترك لوزراء خارجية دول الخليج الست مع وزيري خارجية الاردن والمغرب.


الى ذلك لوحظ ان البيان السياسي للاجتماع الخليجي في الدوحة لم يتعرض بالاشارة إلى موضوع العلاقات الخليجية مع مصر او «الموضوع المصري» على الاطلاق سواء من ناحية دعم النظام المصري الجديد او دعم جهود مصر بمكافحة الارهاب.


لكن وزير الخارجية القطري خالد العطية أعلن ان دول الخليج الست لديها لديها رؤية متقاربة بشأن ملفات العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر، مشيرا إلى وجود جهود لبلورتها لتكون رؤية خليجية موحدة في التعامل مع هذه الملفات. وصدر البيان السياسي لاجتماعات الدوحة الوزارية باسم الاجتماع المشترك لوزراء خارجية دول الخليج والاردن والمغرب (6 2) لانه جرت العادة ان لايصدر عن اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي التحضيري لأي قمة اي بيان سياسي.


الى ذلك استقبلت الاوساط الخليجية الشعبية بترحيب شديد تصريحات وزير الخارجية القطري التي اكد فيها ان «الاختلافات» الخليجية أصبحت شيئا من الماضي. وأضاف العطية: «إن الشعب الخليجي يعلم في نهاية المطاف أن وحدتهم أمر مصيري». وقال إن اجتماع الرياض أنهى الخلافات «تجاوزنا الآن ذلك ونركز على ترسيخ روح التعاون بيننا» وتعطي هذه التصريحات التاكيد بأن قمة الدوحة الخليجية الخامسة والثلاثين ستكون قمة ناجحة بعد ان ابعد عنها شبح الخلافات .

 

* من "سليمان نمر"