آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-07:28م

ملفات وتحقيقات


العباءة النسائية المحتشمة .. هل عفا عليها الزمن ؟!

الخميس - 18 ديسمبر 2014 - 11:59 ص بتوقيت عدن

العباءة النسائية المحتشمة .. هل عفا عليها الزمن ؟!
محل لبيع العبايات النسائية

تحقيق : فضل حبيشي

ظهرت بقوة في العقدين الماضيين في المدن وحتى في الأرياف العباءات الضيقة الشفافة والمطرّزة بخيوط الزينة اللافتة للنظر والتي تكشف عن قوام المرأة ومفاتنها وتقاسيم جسدها أكثر مما تستره .. عباءات من طراز جديد كثير منها تبرز المحظور ولا ترتقي إلى مستوى الحشمة والمستور .. تسيء إلى المتحجبات أكثر مما تحسن إليهن .. تخدش الحياء ولا تلبي خصوصيات المرأة العربية المسلمة ولا تتوافق مع قيمها الأخلاقية وعادات مجتمعها الطيبة الأصيلة.

 

وكثير من الفتيات في الوقت الراهن يلهثن وراء اقتناء العباءة المخصّرة التي تفشت بصورة ملفتة للنظر بين أوساط النساء الشابات في الأسواق وهي عباءات مغرية تثير الغرائز السيئة لدى بعض الشباب وتفتح أبواب ميادين المعاكسة والملاحقة في الشوارع والأحياء .

 

وفي هذا التحقيق حاولنا البحث عن أسباب انتشار هذا النوع من العباءات ، ورصد مختلف الآراء بشأنها خلال جولة في أسواق عدن .. وكانت الحصيلة كما يلي :

موضة مطلوبة

يقول محفوظ ع.ع (بائع): نحن نبحث عن الربح التجاري ، لذا نساير الموضة التي تلهث وراءها الفتيات الشابات والنساء عموماً.. ومواصفات موضة العباءات هذه الأيام هي غير الفضفاضة والتي تتناسب مع تكوين جسم المرأة المشترية ، يعني المطرزة أو التي عليها خيوط وأشياء كالورود والفصوص تزيّنها ، بمعنى آخر العباءات المخصّرة المزيّنة .. هذا لا يعني أننا لا نبيع العباءات الفضفاضة أو التي لا تبيّن المفاتن ،، فهي أيضا مطلوبة ولكن بنسبة أقل .

 

فيما يتهم بائع آخر (رفض ذكر اسمه) الصحافة بأنها تبحث عن السلبيات دائماً ، لكنه حمّل الزبونات وأولياء أمورهن المسؤولية الكاملة ، والقى باللوم عليهم وحثهم على توجيه عائلاتهم وبناتهم التوجيه الصحيح ونصحهن بل إجبارهن على الابتعاد عن العباءات الكاشفة والفاضحة . وقال : أما نحن كباعة وتجّار همنا الأول والأخير تلبية الطلب من أجل الكسب ومعظم الطلبات من هذه الأنواع التي تتماشى مع الموضة للأسف الشديد .

 

حرية شخصية

ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك تعليمات أو توجيهات محددة صادرة عن جهات حكومية أو جهات مسؤولة تحدد مواصفات معينة لخياطة العباءات ، نفى البائع منصور س . وجود مثل هذه التعليمات ، وقال : لا توجد رقابة أو موانع بهذا الخصوص فربما يكون الأمر متعلقاً بالحرية الشخصية ولا تريد الدولة التدخل في مثل هذه الأمور ، وربما اهتماماتها موجهة إلى أمور أخرى أهم .

 

ويوضح زميله ياسين أن خياطة العباءات يتم تفصيلها بناء على رغبة المستهلكة ، فهي التي تختار القماش ونوع الخياطة والزينات المضافة إليها ، ونحن كخياطين ما علينا إلّا التنفيذ .. وكثير من الزبونات يخترن ما يتساير مع الموضة السائدة اعتقاداً منهن أنها أناقة وجمال ، ولا يبدين اهتماماً بإذا كان  المطلوب يتماشى مع الحجاب الإسلامي الصحيح الذي هو في الحقيقة رداءاً ساتراً يصون كرامة المرأة ولا ينقص من أناقتها شيئاً ، بل العكس من ذلك فهو يكسبها احتراماً ويضفي عليها أناقة وتشريفاً .

 

الأم قدوة

أما سعاد أ. ك ، فتقول : يمكنك معرفة رأيي من خلال حجابي وعباءتي التي ارتديها ، فأنا أم وكلما كان لباسي محتشماً كلما كنت أكثر وقاراً .. والأم هي المعنية بالدرجة الأولى أكثر من غيرها في ضبط بناتها وتوجيههن للبس ملابس محتشمة..

 

ولا بد أن تكون قدوة في التربية والسلوك ، فإن لبست الرداء المحترم اقتدت بناتها بها وإن لبست ما يخدش الحياء فمن الطبيعي أن تقلدها بناتها في ذلك فما تزرعه تحصده .

 

التقليد هو السبب !!

عبدالحميد ع. كان متواجداً في أحد المحلات هو وابنته الشابة ، وأرجع أسباب انتشار هذه النوعيات إلى اللهاث وراء الكسب المادي على حساب تغيير ملامح الحجاب الشرعي ، وكذلك إلى اندفاع النساء أنفسهن وخاصة الفتيات الشابات نحو كل موضة وجديد في السوق وتقليد ما يظهر في بعض المحلات النسوية وفي الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والمجلات .

 

ويقول ع . القادري : هذه العباءات المخصّرة لا تحفظ كرامة المرأة وعفتها بل علي العكس تفتح شهية المشاكسين وتكون مصدراً للفتنة والانحراف .. ولا شك أن غالبية البرامج والأفلام في القنوات الفضائية تدك القيم وتفسد وتشجع المرأة على المفاسد ، وعلى سبيل المثال فإن ممثلة عاصية متبرجة هي في نظر تلك القنوات بطلة مقدرة .

 

عباءات حديثة أزاحت كل قديم

ومن الملاحظ في الفترة الأخيرة أن " الشيذر العدني" الذي كان يستخدم كعباءة في عدن والمحافظات المجاورة قد اختفى أو كاد يختفي وكذلك " الشرشف التعزي" المكون من قطعتين و " الستارة" ذات الألوان في صنعاء التي لقيت  المصير ذاته .. بعد طغيان العباءات الحالية بأنواعها المختلفة المخصّرة وغير المخصّرة ، واستحواذها على مركز الصدارة بين العباءات في العالم الجديد للمحجبات الذي ازاح عن طريقه كل قديم !!  .         

               

حجاب ولا حجاب !!

بقي أن نذكر أن هناك تفلتاً وتهرباً من الحجاب الصحيح الكامل عند الكثيرات من النساء المسلمات وفي بلاد الإسلام ، إلى درجة يقال عن حجاب بعضهن أنه حجاب ولا حجاب ، فالحجاب أو العباءة كثوب ساتر كامل يجب أن يتصف بمواصفات ثلاث تتمثل في أنه لا يُصف ولا يُشف ولا يكون ثوب شبهة .. بمعنى أن لا يكون ضيقاً أو شفافاً أو مطرزاً بزينة تلفت النظر أو تظهر أكثر مما تخفي .

 

نقلاً عن (الجمهورية نت)