آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:10ص

أخبار وتقارير


تقرير : عام من الهبة الشعبية ماذا تحقق؟

الجمعة - 19 ديسمبر 2014 - 05:49 م بتوقيت عدن

تقرير : عام من الهبة الشعبية ماذا تحقق؟
متظاهرون بحضرموت يرفعون علم حلف قبائل حضرموت العام 2013

القسم السياسي بصحيفة عدن الغد

صبيحة الـ 20 من ديسمبر 2013 فوجئ جميع سكان محافظات الجنوب بانقطاع حركة الاتصالات بشكل كامل عن جميع المحافظات الجنوبية دونما انذار سابق .

ولجئ اناس كثيرون يومها إلى استخدام وسائل اتصال قديمة كانوا قد تركوها منذ عقود للتواصل فيما بينهم .

جاء قطع الاتصالات يومها عقب أشهر طويلة من الضغط الإعلامي والمتواصل لما بات يعرف بموعد انطلاق الهبة الشعبية التي دعت لها مابات يعرف بحلف قبائل حضرموت .

ظهر "حلف قبائل حضرموت" وهو تجمع قبلي من عدد من القبائل البدوية بمحافظة حضرموت إلى العلن بشكل قوي عقب مقتل زعيمه "سعد بن حبريش العلي برصاص قوات الأمن اليمنية بمدينة سيئون في الـ 2 من ديسمبر 2013 على يد جنود نقطة تفتيش تابعة لقوات الجيش اليمنية بمدينة سيئون بمحافظة حضرموت .

شكلت واقعة مقتل "بن حبرش" تحولا كبيرا في حركة تمرد قبلية قادها الرجل "بن حبريش" ضد السلطات اليمنية .

عقب مقتل بن حبريش في الـ 2 من ديسمبر 2013 دعا ممثلون عن حلف قبائل حضرموت إلى اجتماع موسع لزعماء القبائل في حضرموت وحددوا فيه يوم الـ 10 من ديسمبر موعدا لعقد لقاء اكبر وشامل لجميع زعماء القبائل .

في الـ 10 من ديسمبر شارك الآلاف من أهالي محافظة حضرموت بينهم العشرات من زعماء قبائل في اللقاء الموسع الذي عقد بمنطقة غيل بن يمين بمحافظة حضرموت .

وصف اللقاء بالحاشد وقالت تقارير انه مثل اكبر فعالية حضور لشخصيات اجتماعية وقبلية ربما في تاريخ "حضرموت " كلها.

اصدر المشاركون في اللقاء يومها بيانا حددوا موعد الـ 20 من ديسمبر 2014 لانطلاق الهبة الشعبية حيث كان من بين المطالب اخراج كافة القوات اليمنية من حضرموت وتسليم إدارة الشركات النفطية لأبناء المحافظة .

حبست جميع محافظات الجنوب انفاسها انتظارا لموعد الـ20 من ديسمبر ومرت السلطات الحكومية في حضرموت بحالة من الضعف هي الأولى من نوعها منذ عقود .

على الجانب الأخر ظلت قيادة حلف قبائل حضرموت تحلق بعيدا عن الأطراف السياسية الجنوبية الأخرى واعلنت أكثر من مرة عدم صلتها بالحراك الجنوبي وشددت على ان مطالبها حقوقية تقتصر على محافظة حضرموت .

مع صبيحة يوم الـ 20 ديسمبر بدأ ان الامور وصلت إلى نقطة اللاصفر هاجم مسلحون قبليون عدد من نقاط الجيش بحضرموت واستولوا عليها لكن الأمر مع حلول المساء لم يتجاوز اشتباكات متفرقة هنا وهناك.

لقي شاب في العشرينات ويدعى "علي بازنبور" مصرعه برصاص مسلحين خلال احتجاجات شهدتها مدينة المكلا في أول أيام الهبة الشعبية.

حاولت مدن جنوبية أخرى مجاراة "حلف قبائل حضرموت" في مساعيه السياسية لكن قيادة الحلف كانت تصر على تجاهل إي تنسيق مع القيادات الميدانية للحراك الجنوبي في المحافظات الجنوبية الأخرى .

كانت قيادة الحلف ترتكب "خطأ استراتيجي" هام لكن قيادتها كانت تصر على مواصلة مساعيها وحيدة في مواجهة الحكومة اليمنية "وحيدة"

شعر قطاع واسع من الجنوبيين في محافظات جنوبية أخرى وتحديدا المحافظات المجاورة لحضرموت كالمهرة وشبوة بأنهم "يلهثون خلف قيادة حلف قبائل حضرموت لكن دون جدوى .

شهدت الكثير من المحافظات الجنوبية تظاهرات حاشدة مؤيدة لدعوات حلف قبائل حضرموت لكن وبسبب التنسيق بين هذه الأطراف بدت هذه التظاهرات "عشوائية" وغير منظمة وكانت غالبا ماتنتهي برفع أعلام دولة الجنوب فوق المؤسسات الحكومية قبل ان ينتهي الأمر بمغادرة المتظاهرين لاحقا .

عقب الـ 20 من ديسمبر بدأ واضحا ان الحكومة اليمنية استفادت كثيرا من رفض حلف قبائل حضرموت اشراك إي أطراف جنوبية أخرى في مطالبه السياسية وقضيته وتمكن الحكومة في المقابل بمواجهة الحلف والتحكم بشئون اللعبة .

في الـ 6 من مارس 2014 أعلنت وسائل إعلام حكومية يمنية ان قيادة حلف قبائل حضرموت قبلت التحكيم في واقعة مقتل رئيس الحلف "سعد بن حبريش" على يد جنود من الجيش اليمني وهي واقعة التحكيم التي أثارت جدلا واسعا .

اظهرت صور بثتها وسائل إعلام يمنية عشرات السيارات الفارهة التي تسلمها حلف قبائل حضرموت ضمن عملية التحكيم بالاضافة إلى مبالغ مالية طائلة ومئات قطع الكلاشنكوف.

لم تخف قيادة حلف قبائل حضرموت صحة الأنباء التي تحدثت عن التوصل إلى اتفاق يقضي بالتحكيم لكنها قالت أنها متمسكة بمطالبها السياسية السابقة.

بعد أشهر قليلة فقط من التوقيع على التحكيم وبدلا عن سحب القوات اليمنية من حضرموت دفعت الحكومة بالالاف من جنودها إلى المحافظة بدعوى محاربة القاعدة في حين ظلت الشركات النفطية تعمل بشكل اعتيادي .

مرت الأشهر اللاحقة على واقعة الإعلان عن قبول حلف قبائل حضرموت القبول بالتحكيم مع الحكومة ومع حلول عام كامل على موعد الهبة الشعبية لايبدو ان شيء ما قد تحقق .

أيا من النقاط التي طرحت في أول بيان سياسي يصدره الحلف لم تتحقق بالمطلق .

ترى الكثير من القيادات الجنوبية اليوم انه وفي حال ما اذا كانت قيادة حلف قبائل حضرموت توجهت جنوبا لكانت تمكنت من تحقيق الكثير من المكاسب السياسية لكنها ظلت منعزلة عن جميع الاطراف وتواصل ذلك حتى اليوم .