آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-10:03م

ملفات وتحقيقات


25 قصـراً أثرياً على قمة شاهقة ..القارة اليافعية.. قلعة التاريخ والجغرافيا اليمنية

السبت - 20 ديسمبر 2014 - 11:46 ص بتوقيت عدن

25 قصـراً أثرياً على قمة شاهقة ..القارة اليافعية.. قلعة التاريخ والجغرافيا اليمنية
القارة

(عدن الغد) البيان الاماراتية :

على قمة جبل شاهق تقع قلعة القارة التاريخية الواقعة في إطار مديرية يافع رصد بمحافظة أبين اليمنية، ويصل ارتفاع جبل القارة عن مركز المديرية نحو 700 متر، وتشرف القلعة على مركز مديرية رصد من الاتجاه الجنوبي.

وتطل على وادي خيرات وشريان من الاتجاه الغربي الجنوبي، وتقع أجزاء من قرى السعدي من الاتجاه الشمالي، بينما الاتجاه الشرقي يأتي موقعه في منطقة مربان ووادي ذي عسيم إلى جانب مناطق بعيدة تدخل في إطار مديرية سباح.

وتحتضن القارة فوق قلعتها ما يقارب من 25 قصراً أغلبها مكونة من أربعة إلى ستة طوابق، ومن تلك القصور قصر غمزان الذي تعود ملكيته إلى أولاد السلطان غالب أبوبكر العفيفي، وقصر السلطان محمد عيدروس آخر سلاطين آل عفيف.



وتعتبر «القارة» من أشهر وأجمل وأروع القلاع الأثرية والتاريخية في يافع واليمن بشكل عام، كونها تختزل رصيداً تاريخياً ضارباً بجذوره في الأعماق.. وتعد قلعة أسطورية تبهج الزائر بجمال مفاتنها الطبيعية والأثرية المتنوعة، بينما لاتزال محتفظة برونقها الجميل، رغم التخريب والإهمال وعدم المبالاة بما تكتنزه من قصور وتضمه من مساجد وتحتفظ به من صهاريج وأضرحة ومدافن منحوتة في الصخر.

معالم أثرية

ويوجد في القارة الكثير من المعالم الأثرية والتاريخية التي تدل على عظمة الإنسان، وتتنوع تلك المعالم بين نقوش أثرية وقباب ومساجد وسدود وبرك للمياه، وكذلك بيوت وقصور قديمة. وكانت القارة المركز الذي تدار منه يافع حيث كان يحكمها ويديرها سلاطين آل عفيف يافع.

وما يحز في النفس أن المعلم التاريخي المهم والنادر يتعرض للتدمير، سواء بعبث الطبيعة أو بفعل الإنسان فالكثير من آثار القصور والقباب التاريخية، إلى جانب السدود التي تتعرض للتخريب والإهمال الشديدين بفعل عوامل التعرية الطبيعية، أو بانتهاكات البشر المتمثلة في عدم معرفته بقيمة ومكانة الصرح التاريخي الكبير.

وتبقى قضية السرقة التي طالت كل ما تحتويه القارة من مقتنيات أثرية ومخطوطات قديمة ووثائق بالغة الأهمية، هي الهاجس الأكبر لدى الكثيرين الذين يشككون في حدوث تلك السرقات من أناس عاديين، بل يرجعونها لعصابات منظمة هدفها إرسالها إلى الخارج.

رغم أن الباحث اليمني الأحق حسين العمري يشير في موضوع منشور، إلى إن «القارة» تمتاز بموقعها الاستراتيجي الحصين، حيث يصعب تسلقها من جميع جوانبها، ولا سبيل للدخول إليها إلا من بوابتها الرئيسية التي تقع في الاتجاه الشمالي وتسمى عند قبائل يافع «سدّة».

استراتيجية الموقع

خمسة مصاعد لجبل القارة تتمتع القارة بموقع استراتيجي مهم، حيث يتوسط موقعها مكاتب يافع السفلى بني قاصد وهي عبارة عن خمسة مكاتب وكل مكتب عبارة عن مجموعة من القبائل.

ولموقع القارة الحصين والمتوسط بين المكاتب الخمسة تم اتخاذها مقراً للسلطنة من قبل آل عفيف، وكان لكل مكتب من مكاتب يافع السفلى طريق يصعد من خلاله إلى جبل القارة تبعاً للموقع الجغرافي للمكتب.

فقبائل مكتب كلد كانت تصعد من طريق تسمى (المنسامة) وتقع في الاتجاه الجنوبي الغربي للجبل، بينما قبائل مكتب يهر تصعد وتتوافد من طريق تسمى (الأبواب) وتقع في الاتجاه الشرقي لجبل القارة، بينما قبائل مكتب ذي ناخب كانت تصعد من طريق تسمى (ذي عسيم الأقواد)، وتقع في الاتجاه الشمالي للجبل وتتوافد قبائل مكتب اليزيدي من طريق تسمى (مكيل تُنْفي) وتقع في الاتجاه الشمالي الشرقي للجبل.

وتصعد القبائل الأخرى التي توجد في الاتجاه الشرقي من طريق تقع بالاتجاه نفسه وتسمى طريق (الذراع)، وجميع المصاعد التي تتوافد منها القبائل مرصوفة بالحجارة ومدعمة بالجدران ليسهل مرور الجمال والبغال منها.

وبعد الوصول للجبل يتجمع الأفراد من جميع المكاتب في الاتجاه الشرقي للقلعة، في مكان يسمى حبيل الجراشة ومن ثم يبدأ الصعود الجماعي لسلم القارة الحجري والدخول من بوابتها الشهيرة وهي سدة القارة.

 مدافن الحبوب

هناك مجموعة كبيرة من المدافن منها مدفن ألفي الذي يتسع نحو ألف كيلة من الحبوب، وجميع تلك المدافن تتمركز في الاتجاه الشمالي من القارة، وبالتحديد في حبيل الجراشة، والمحزن أن تلك المدافن باتت في وضعية يرثى لها.



من  - فهمي السعدي