آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

دولية وعالمية


صور طريفة ..في اليوم العالمي لها.. المصريون دمروا اللغة العربية

السبت - 20 ديسمبر 2014 - 03:24 م بتوقيت عدن

صور طريفة ..في اليوم العالمي لها.. المصريون دمروا اللغة العربية

(عدن الغد) متابعات :

في اليوم العالمي للغة العربية، والذي احتفل به العالم أمس بعد أن أقرته منظمة اليونسكو، مازالت مصر تتربع على قائمة أكثر الدول إهدارا وإساءة للغة العربية. مواقع الصحف وشاشات الفضائيات وكلمات السياسيين والصحافيين تحمل مفردات بعيدة عن العربية، وتعبر عن عدم اهتمام بسلامة اللغة ودقة الكلمة ورصانة الجملة وروعة البلاغة، أما النحو فحدث ولا حرج، فهناك رفع للمفعول ونصب للفاعل.
لقد تقرر الاحتفال باللغة العربية في يوم 18 ديسمبر، لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، بعد اقتراح قدمته السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، وذلك منذ عام 1973، ويأخذ الاحتفال أشكالا متعددة ومختلفة.
في هذا اليوم مرت اللغة العربية بجرائم مختلفة في مصر، فالجميع شارك في إهانتها وتشويهها من صحافة وإعلام وفضائيات وإعلاميين وسياسيين وحكومات متعاقبة تجاهلت اللغة في مناهج التعليم، ودراما أهانت معلم اللغة العربية لغة القرآن، ومدارس ساهمت في تكريس الإساءة لها بالاهتمام باللغات الأخرى حتى أصبحت الأخطاء الإملائية والنحوية عرفا سائدا لدى المصريين، حتى إعلانات الشوارع أصبحت خليطا مشوها يحمل عبثا باللغة واستهتارا بها.

أفلام السينما المصرية تحمل إساءات أيضا للغة العربية، ويكفي أن تكون سلسلة أفلام محمد سعد تحمل كلها مصطلحات جديدة على اللغة وعبارات.
اللهجة المصرية ساهمت أيضا في إضعاف اللغة العربية، فهي إحدى اللهجات العربية، وتنقسم إلى عدة لهجات فرعية، أشهرها القاهرية والإسكندرانية والصعيدية، وتختلف اللهجة بين محافظات مصر اختلافات بسيطة، فاللهجة واحدة، ويفهمها الشخص بغض النظر عن محافظته، ومع هذا فإن اللهجة المصرية غير معترف بها رسمياً ولا تكتب بها الأبحاث العلمية على الرغم من استخدامها شفوياً في التدريس في المدارس والجامعات.
تأثرت اللهجة العامية المصرية وأشربت بلغات أخرى ،القديم منها والحديث، كاللغة المصرية القديمة وحتى الحيثية والفينيقية ومرحلتها الأخيرة القبطية، والإنجليزية واليونانية والتركية والفارسية والإيطالية والفرنسية، وذلك نتيجة لموقع مصر بين قارتي العالم القديم (آسيا وإفريقيا)، وأيضا لتنوع الحضارات التي حكمتها وانفتاحها على الثقافات المجاورة.
بعض شباب الصحافيين أنشأوا صفحات على فيسبوك لتصحيح اللغة العربية والتعريف بالأخطاء، ومنها صفحة "اكتب صح" و"جرائم الديسك"، وحاولوا التنبيه ودق ناقوس الخطر لجرائم اللغة.
الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، عبر عن استيائه من الحالة التي وصلت إليها اللغة العربية، موضحا أن العلاقة بين اللغة العربية والمصريين تمر الآن بأسوأ مراحلها، مؤكدا أن الفصحى لم يعد منها سوى بقايا، وفي مجالات محدودة جدا، وتتراجع يوما بعد يوم.
وأكد حجازي أن اهتمامنا باللغة العربية أصبح شكليا، موضحا أننا نحتفل اليوم "18 ديسمبر" مع العالم بـ"اليوم العالمي للاحتفال باللغة العربية، وليس العالم هو من يحتفل معنا"، موضحا أن في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بلغتنا تتراجع اللغة على ألسنة المسؤولين، والكُتاب، والمواطنين، والمعلمين، ومن يكتبونها.
واستنكر أن يشارك الأدباء في انهيار اللغة العربية، مشيرا إلى تدهور حالة "العربية" في الأدب خلال الفترة الأخيرة، مطالبا بضرورة أن يتعلم الكُتاب والأدباء والشعراء اللغة جيدا قبل أن يكتبوها، كما استنكر وجود بعض أعضاء مجمع اللغة العربية لا يعرفون اللغة جيدا.
وطالب حجازي المدارس بإعادة الاهتمام بمادة اللغة العربية حتى لا يستمر انهيار اللغة بين المواطنين، مستنكرا ازدياد اللغة العامية في الانتشار، التي أطلق عليها "اللغة الشوارعية"، موضحا خطورة أن يقوم أي مواطن باختراع كلمة عامية وانتشار هذه الكلمات في المجتمع.