آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:10ص

أدب وثقافة


قصة : هكذا ذهبت منه الإبتسامة

السبت - 20 ديسمبر 2014 - 06:34 م بتوقيت عدن

قصة : هكذا ذهبت منه الإبتسامة

((عدن الغد))خاص:

كان شخص مرحاً ولطيفاً يرتدي ثوب التواضع ويعزف ويغني بلحن الحياه ، يتشبث بالأمل الذي يتوق اليه ويسعى الى تحقيقه ، كعادته ضل مبتسماً يوزع ابتسامته العريضة بين الرفاق.. يمازحهم ..يعاتبهم ويصارحهم ..يتعايش ويتبادل معهم الحديث بمرونة عالية ..يشاركهم الأفراح والأتراح ولإيكاد ان يفارقهم لحظه.
.

فجأة وفي لحظه من لحظات اللعب واللهو والحديث المتبادل بينهم تغيرت ملامح وجهه واضمحلت الابتسامة الني ملئت محياه ..اضحى تعيساً وحزيناً ، لم يعد يكترث الى الكلمات الجميلة والعبارات الرقيقة التي يرسلها اليه الرفاق والتي تنبجس من ثنايا قلوبهم المفعمة بالحب والود والوقار له ،لم يعد يحتمل اي شيء يناطح وينعت من يمزح معه .. يشتم كل من يحاول ان يدنو اليه من رفاقه ليتصالح معه  ويقدم اعتذاره ..لم يروق له ذلك ذهب بعيداً عن رفاقه .. وحيداً يرافق ظله .. يبحث عن احلامه ويحكي بأوهامه.. يعبر عن آماله وتطلعاته ويشكو عن آلامه ومعاناته، عيناه الزرقاوين ضلت تراقب تحركات الرفاق والمكان الذي هم بصدد الذهاب اليه.

  

ذهبوا من امامه وتركوه يبحث عن ذاته ويحوم حول نفسه  ،ابتعدوا عنه رويداً رويدا ونظرات اعينهم تتمايل وتتدحرج نحوه ..يرددون الأغاني التي تثير الجدل وتبعث السخرية منه ومن تصرفاته ،ربما هي محاوله لاستفزاز مشاعره واللعب بعواطفه ،وجد نفسه وحيداً بدون رفيق ليحكي معه ويستأنس بوجوده ، خيم الحزن على وجهه التعيس وذهب مهرولاً يسابق ويلاحق الزمن  يلهث وراء الرفاق لعله يجدهم ليصالحهم ويعانقهم .. يستعيد الألفة والود الضائع والعلاقة الحميمة والوطيدة التي كانت  تربطهم في الماضي القريب  فلم يجد سوى موطئ اقدامهم وآثار سيرهم في طريق سلكوه وابتعدوا منه عاد خائباً يعض اصابعه ويعاتب نفسه وعلامات الحسرة بدت واضحه على ملامحه وهكذا  اذاً  طارت منه الابتسامة

 

 وضاح محمد سلمان الحالمي