الجنوب يشهد عصيانا مدنيا شاملا وإغلاق للمنافذ الحدودية وشهيد برصاص القوات اليمنية بشبوة

شهدت مديريات عدن ومدن وحواضر الجنوب عصيان مدني شامل يوم الاثنين على أثره أغلقت المنافذ الحدودية مع الشمال، وتوقف العمل الرسمي في المرافق الحكومية والمؤسسات العامة والخاصة، والمحلات التجارية، وشلت حركة السير والتنقل بشكل طوعي، من الساعة السادسة صباحاً وحتى الثانية ظهراً، واستثني من العصيان المراكز الصحية والمستشفيات وطوارئ الكهرباء والماء، ورغم محاولات القوات اليمنية إفشاله باستخدام الرصاص الحي ومسيلات الدموع إلا أنها فشلت، وأدى قمعها إلى سقوط شهيد في عتق شبوة .

ففي عدن ومنذ ساعات الصباح الأولى شلت الحركة في كريتر والمعلا والتواهي وخور مكسر ودار سعد والبريقة والتواهي والمنصورة، وكذا أمتنع الموظفين من الذهاب إلى مرافق عملهم التي بدت خاوية على عروشها، وكذا البنوك والمؤسسات، وذلك استجابة لدعوة لجنة التصعيد الثوري والنقابات العمالية، لتنفيذ العصيان والغضب الشعبي تعبيراً على إدانة ممارسات القوات اليمنية وجرائمها بحق شعب الجنوب، والتي كان أخرها سقوط الشهيدين م. خالد الجنيدي و د. زين محسن اليزيدي بكريتر قبل أي أيام، حيث قامت الجنود اليمنيين بإطلاق الرصاص الحي وملاحقة النشطاء إلا أنه لم يسقط أي ضحايا .

إما محافظة شبوة وتحديداً عاصمتها عتق التي شهدت عصيان شامل، فقد كانت الأكثر اشتعلاً منذ بدء تنفيذ العصيان حيث انتشر جنود الجيش اليمني بشكل كثيف وبادروا بإطلاق الرصاص الحي ومسيلات الدموع على المواطنين، ما أدى إلى استشهاد الشاب مطلوب محمد شطيرات بطلق ناري في الرقبة أمام مبنى المحافظة بعتق، والشهيد هو طالب بكلية النفط بشبوة ومن أبناء خورة م/ شبوة، وبعد الحادثة شهدت عتق توتراً كبيراً وأحرق غاضبون عربية تابعة للجيش اليمني   .

الضالع كالعادة شهدت توتراً منذ ساعات الفجر حيث هزت انفجارات عديدة فجر الأثنين منطقة سناح، وصباحاً أغلق المئات من شباب الضالع منفذ سناح الحدودي مع الشمال، لتطلق قوات الأمن اليمنية الرصاص الحي وسقوط جريح، وكذلك شهدت المدينة عصيان مدني شامل، ومحافظة أبين الأخرى شهدت عصيان شامل بزنجبار وباتيس والحصن وجعار والكود وشلت الحركة وأغلقت المرافق والمحلات التجارية ، ناهيك عن خروج مسيرة غضب حاشدة في جعار للتنديد بجريمتي اغتيال الشهيدين الجنيدي واليزيدي من قبل قوات الأمن المركزي اليمني .

حضرموت هي الأخرى لم تكن إلا غاضبة لعدن ومع التصعيد الثوري الجنوبي حيث شهدت المكلا حاله عصيان مدني وغضب شعبي عارم عم مدن الساحل والوادي، أغلقت على أثره المرافق الحكومية والمحلات التجارية وشلت الحركة، وقامت مجموعة من شباب مدينة الشحر الساحلية بأحراق سوق القات الواقع بالجهة الغربية لمدينة الشحر .

ولحج كانت حاضرة وبقوة بالتصعيد الثوري والغضب الشعبي العارم، فقد شهدت عاصمتها الحوطة، والحبيلين والصبيحة وطور الباحة وبقية مديرياتها عصيان شامل وأغلاق لمنفذ الشريجة الحدودي مع الشمال حتى الساعة الثانية ظهراً، والمهرة أيضاً شهدت عصيان مدني لا سيما الغيضة حيث اغلقت المحلات التجارية وشلت الحركة هناك .

الجدير بالذكر أن محافظة عدن وعموم محافظات الجنوب تشهد غلياناً وغضباً شعبياً منذ سنوات زادت وتيرته بعد تنفيذ الاعتصام الجنوبي قبل أكثر من شهرين بكلاً من عدن وحضرموت للمطالبة بالاستقلال، وأتت حادثة اعدام المهندس خالد الجنيدي واغتيال الدكتور زين محسن اليزيدي من قبل قوات الأمن المركزي بعدن، كصب الزيت على النار، زاد من حدة التصعيد الثوري الذي أقرت لجنة التصعيد ومكونات الثورية والنقابات العمالية وتحديد يوم الاثنين من كل أسبوع يوماً للعصيان المدني الشامل، وغضب واحتجاج يومياً، وذلك للفت نظر العالم للجرائم التي ترتكب بحق شعب الجنوب من قبل نظام صنعاء، ولمساندة شعب الجنوب والوقوف إلى جانبه لنيل حقه المشروع المتمثل بالاستقلال واستعادة الدولة كاملة السيادة بحدود ما قبل 22 مايو 1990م .