بالتنسيق مع مكتب وزارة الثقافة بساحل حضرموت أقامت اللجنة التحضيرية ومنتدى الطلاب والخريجين العلمي الثقافي ببروم حفلاً تأبيناً بمناسبة رحيل فقيد الدان الشاعر الشعبي والغنائي والمسرحي الكبير علي سالم بامهدي بحضور مدير عام مكتب الثقافة بساحل حضرموت الأديب صالح باعامر والوكيل المساعد للشؤون المالية والإدارية بوزارة النفط والمعادن الدكتور سعيد سليمان الشماسي ورئيس جمعية فناني حضرموت الأستاذ محمد أنور عبدالعزيز وعدد من مدراء المكاتب التنفيذية بمدرية بروم ميفع والشخصيات الاجتماعية والشعراء والفنانين وأصدقاء الفقيد ومحبيه.
وبدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم تلته كلمة اللجنة التحضيرية ألقاها نيابة عنها رئيس اللجنة الدكتور عبدالله بامهدي الذي رحب في مستهلها بالضيوف, وستعرض في كلمته جملة من الأوصاف التي أتصف بها الفقيد, وناشد السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة ومكتب الثقافة وجمعية الفنانين وإتحاد الأدباء إلى أن يتعانوا مع المهتمين ويقفوا إلى جانبهم في مشروع جمع وطباعة ديوان يضم الأعمال الكاملة للفقيد ليشكل رافداً للفن والتراث والثقافة.
بعد ذلك تحدث الأستاذ صالح باعامر بكلمة أستعرض خلالها علاقته بالفقيد واشتراكه في مسرحية الصحوة التي ألفها باعامر وشارك فيها الفقيد مشاركة فاعله من خلال دوره البارز وهو يتبارى شعراً في مدارة الشبواني ضمن المسرحية, وأكد باعامر استعداد مكتب الثقافة لخدمة كآفة المساعي التي ستسعى إلى جمع إبداعات الفقيد الشعرية والغنائية والمسرحية التي أثرى من خلالها حياتنا الثقافية والشعرية.
وألقى الدكتور سعيد سليمان الشماسي كلمة تطرق خلالها إلى جوانب خفية في حياة الفقيد كاهتمامه بالجوانب الرياضية واشتراكه في تأسيس نادي النصر الرياضي الثقافي الاجتماعي ببروم وعمله كسكرتيراً إداريا للنادي وغيرها من الأعمال والمهام التي كان يقوم بها غير ماعرف عنه, وأضاف بأن هذا الحفل التأبيني هو بمثابة رد الوفاء بالوفاء لقامة قدمت الكثير لمنطقة بروم وحضرموت وللشعر والفن والثقافة وبهمة الشباب والمحبين سنجمع تراثه وشعره وسنحتفل عن قريب بنشر الطبعة الأولى لديوانه, مشيداً في ختام كلمته بشباب منتدى الطلاب والخريجين واللجنة التحضيرية للفعالية اللذين أصدروا كتباً خاصاً بالفعالية يحتوي على جملة من أعمال الفقيد وجوانب من حياته.
كما ألقيت في الحفل التأبيني كلمات من قبل رئيس جمعية فناني حضرموت الأستاذ محمد أنور عبدالعزيز وكلمة نيابة عن أسرة الفقيد ألقاها شقيق الفقيد الأستاذ عبدالله بامهدي.
وشارك كلاً من الشعراء هادي عبود بازار وصالح منصور بانتيش ومحمد بن سويد الحباني ومحمد يسلم المشهور وعمر سليمان المحمدي وشيخ عبدالله بامزاحم وسالم بافنع ومحمد حسن بابرعوص بمرثيات شعرية تناولت في مجملها ذكرياتهم مع الفقيد وتطرقت إلى خصاله ومناقبه.
ووزع في الحفل كتيب تأبينية فقيد الدان الذي أعدته اللجنة التحضيرية ومنتدى الطلاب والخريجين العلمي الثقافي ببروم وأحتوى على سيرته الذاتية ونماذج من أشعاره ومقالات تحليلية عن أعماله وشهادات من عدد من الأستاذة في الفقيد تحت عنوان "قالوا عن فقيد الدان".
كما شاركت فرقة العدة ببروم وفرقة الأمل للإنشاد بأعمال تراثية وإنشادية نالت استحسان الحضور, وتم في ختام الفعالية تكريم الداعمين والمنظمين لها بشهادات تقديرية.
فقيد الدان في سطور..
ولد في منطقة بروم – حضرموت في الـ5 من شهر يوليو 1939م وتوفي في الـ7 من شهر سبتمبر 2014م ودفن بها.
وهو شاعر شعبي وغنائي ومؤلف أوبريتات ويجيد كل ألوان الشعر والموروث الشعبي الحضرمي كالشبواني والزامل والدان والمدروف والغياضي وغيرها.
شارك في تأسيس العديد من الفرق والجمعيات والاتحادات والأندية كفرقة الشرطة الموسيقية وجمعية الفنانين وإتحاد الأدباء والكتاب بحضرموت ونادي النصر الرياضي الثقافي الاجتماعي ببروم.
كما شارك كذلك في العديد من الفعاليات الثقافية على مستوى حضرموت والجمهورية والخليج منها مهرجان الأغنية الحضرمية الأول 2000م ومهرجان صنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004م ومهرجان الدان الحضرمي بصنعاء 2006م وفي منتصف العام 2012م حل ضيفاً على منتدى الدواسر بالممكلة العربية السعودية وألقى العديد من أشعاره الشعبية والغنائية, إلى جانب مشاركته في إحياء مناسبات الأعياد الدينية والوطنية والأعراس والجلسات الخاصة بالقنوات الفضائية كقناة السعيدة.
كرم من قبل وزير الثقافة عام 2006 ضمن مهرجان الدان الحضرمي بصنعاء 2006م, كرم من قبل محافظ حضرموت في مهرجان الأغنية الحضرمية الأول عام 2000م.
بدأ كتابة الأغنية الوطنية والعاطفية في العام 1972م ومن أهمها (الكلام المعسل, تجابروا ياناس, ياكذاب, بامجيبر) وغنى له العديد من الفنانين ومن أبرزهم كرامة مرسال وعلي بن محمد وعوض أحمد والصقير ومحفوظ بن بريك وعبدالله الشرجاوي.
ألف في مجال الشعر المسرحي (الأوبريت) حوالي ثلاثين أبريتاً أهمها: البيت الجديد والمصير المحتوم وبطاقة هوية والتوبة وغيرها, وسجلت بعض أعماله المسرحية في كلاً من إذاعتي المكلا وعدن وتلفزيون عدن سابقاً, وعرضت على أعماله المسرحية على كثير من مسارح الجمهورية بالمحافظات والمديريات في الأعياد والمناسبات الوطنية والقومية.
قبل وفاته بأشهر قليلة أتم الفقيد جمع وأعداد كتاب يضم أشعار الشيخ حسن سالم بامزاحم "سليومي" الموسوم بـ"سيلومي شيخ المدارات" ويعتبر العمل جاهزاً حتى أن الفقيد قد كتب مقدمته ولم يتبقى إلا مراجعته وطباعته .
من:مطيع بامزاحم
