أبناء الجنوب يحيون الذكرى الأولى للشهيدين الطفلان عادل نزار وعمر البيتي بساحة الاعتصام بعدن

أحيا المئات من أبناء الجنوب المعتصمين بساحة الاعتصام الجنوبي بخور مكسر، مساء " الاثنين "، الذكرى الأولى للشهيدين الطفلان عادل نزار التركي، وعمر محمد بامزرب البيتي، اللذان استشهدا برصاص القوات اليمنية في مدينة المنصورة بعدن، مع انطلاقة الهبة الشعبية الجنوبية، نهاية ديسمبر العام الماضي .

فعالية ذكرى الشهيدين التي حضرها أسرهم وأهاليهم وحشد من المعتصمين بساحة العروض، افتتحت بآي من الذكر الحكيم، تلتها كلمة أسرة الشهيد " عادل " ألقاها الأستاذ نزار التركي قال فيها : إني أقف اليوم هنا إمامكم رافع الرأس شامخ الجبين أحياء للذكرى الأولى لاستشهاد فخري وعزتي ولدي الشهيد الطفل / عادل نزار التركي الذي ترك فينا أثرا عميقاً من الألم والحزن على فراقه ( فان القلب ليحزن والعين لتدمع على فراقه ) فلك الحمد ربي كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.

وأضاف" أن صغيري الذي قدم روحه فدا للوطن مثل كل شهدائنا وكل الأحرار والمعتصمين مثلكم قد اسطروا أسمائهم بأحرف من ذهب في كتاب التاريخ باب الأساطير في الفصل السابع (رجال لم يولد مثلهم من قبل ) فلقد مثلتم أروع صورة وأعظم قرار بإصراركم على الاعتصام والصمود في هذا المكان، ونعاهد شهدائنا بأننا صامدون وعلى دربهم ماضون حتى يتحقق النصر والحرية إن شاء الله.

أما كلمة أسرة الشهيد " عمر " ألقاها جده الأستاذ عمر بامزرب، قال فيها : يسرني أن أقف أمامكم في الذكرى الأولى لاستشهاد حفيدي وفلذة كبدي عمر محمد بامزرب البيتي يوم 20 ديسمبر 2013م، وبي من الحزن والأسى ما لا يعلمه إلا الله إلا أنني في هذا المصاب الجلل أحتسبه عند الله، فهنئاً له أن نال الشهادة من الله قبل أن ينال الشهادة الثانوية العامة أو الجامعية وقبل أن يبني مستقبله أو أن يساهم في بناء الوطن الذي استشهد من أجله في سناً مبكراً لا يتجاوز 14 عاماً، ورغم صغر سنه إلا أن له إسهامات كبيرة مع زملاؤه في الفعاليات التي يدعون له أبناء المنصورة خاصة وعدن عامة .

وخاطب المعتصمين قائلاً : أيها الثوار الصامدون في الساحات بقد سطرتم أروع البطولات في التضحية والتصدي، يا من وهبتم أنفسكم وما تملكون في سبيل تحرير هذا الوطن ولن تميلوا قيد أنمله مما عقدتم العزم عليه حتى النصر سيروا على بركة الله ونحن معكم عهداً منا ووفاءً للشهداء عصافير الثورة ولكل الشهداء الإبرار الذين رووا بدمائهم الزكية هذا الوطن الغالي وأنا على دربهم لسائرون حتى تحقيق النصر والتحرير .

كما تخللت الفعالية عدد من الفقرات الشعرية وألقيت كلمات لأقارب ومحبي الشهيدين، وكذا تم عرض فيلم وثائقي مؤثر عن الشهيد " عادل نزار " من أخراج الشاب فاديم القطيش نال استحسان الجميع .

الجدير بالذكر أن الشهيد عمر محمد بامزرب البيتي استشهد برصاص قوات الجيش اليمني في تاريخ 20 ديسمبر 2013م أول أيام الهبة الشعبية الجنوبية، في مديرية المنصورة .

ولم تمر أيام إلا وجريمة أخرى تضاف إلى السجل الأسود لقوات الاحتلال اليمني، وتحديداً يوم الأحد 29 ديسمبر 2013م، حيث قامت بإطلاق الرصاص الحي من على المدرعة المرابطة جوار شرطة المنصورة وذلك على الشباب العزل المتواجدين جوار جامع الرضاء المقابل لمبنى الشرطة، وأصابت إحداهن رأس الطفل عادل نزار محمد (14عام) ومزقت جمجمته، وسقط شهيدا في الحال .

تصوير : أحمد الطحطوح – أنس العزيبي ..