آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-05:21م

ملفات وتحقيقات


البحث عن ولي العهد

الثلاثاء - 20 يناير 2015 - 12:37 م بتوقيت عدن

البحث عن ولي العهد
المادة كما نشرت الثلاثاء بورقية عدن الغد

صنعاء(عدن الغد) خاص:

( لما قالوا ذا ولد اشتد ظهري واستند ولما قالوا دي بنية انهدت الحيطة عليّ )
   مقولة من الموروث الشعبي تبخس من قدر المرأة التي كرمها الله سبحانه وتعالى في أكثر من موضع (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ). التحريم  
و(َمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ .) التحريم .
بهذه  المقولة يتفاخر الناس بإنجاب الذكور ويفسرون إنجاب الإناث بأنها مصيبة ، حيث لايزال هذا المعتقد لدى معظم الناس منذ الجاهلية (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم) سورة النحل .

 استطلاع/  لينا الحسني


أم البنات
هدى امرأة في أواخر العقد الثالث من عمرها أم لخمس بنات ثلاث منهن انجبتهن بعملية قيصرية
ولاتزال هي وزوجها في رحلة العمر للبحث عن الوريث الشرعي (الولد ) .
أم البنات كما يطلقون عليها لا تكل ولا تمل من زيارات الأطباء والطبيبات للبحث عن حل لإنجاب الصبي  متجاهلة المتاعب التي تواجهها والخطورة على حياتها عقب ثلاث عمليات قيصرية على الرغم من أنه ليس هناك حد معين لعدد الولادة بالعمليات القيصرية  لكن  كلما كثرت الولادات القيصرية ، كلما طال زمن إجراء العملية وارتفعت احتمالات التعرض لمضاعفات خطيرة.
هذا الكلام تدركه هدى وكثيرات غيرها ممن أجبرهن  المجتمع وأحياناً أنفسهن على تكرار الإنجاب  للبحث عن ولي العهد متجاهلات الخطورة على صحتهن ، لكن تختلف أسبابهن للقيام بهذه الخطوة المتعبة  فالخوف من كلام الناس ومعايرتها بأنها أم البنات وكذا الخوف من أن يتزوج زوجها بأخرى  يعدان من أهم الأسباب ، فالمجتمع بنظرهن لا يرحم والولد هو السند لهن في المستقبل – حسب تعبيرهن .
 لا توجد إحصائيات دقيقة لنسبة الطلاق في اليمن  (المتعلق بإنجاب الإناث ) ، لكن يبدو أن الوطن العربي متشابه بكافة تفاصيله ، ففي مصر وحدها  ـ حسب الإحصائيات ـ 12 ألف حالة طلاق سنوياً سببها البحث عن إنجاب الولد وهذا يدفعنا للتساؤل عن مدى هذه النسب وإذا كان  إنجاب الإناث سبب للطلاق وإذا كان هذا سبب أفلا يدرك الرجل بأن  من أنجبته أنثى وأنه في يوم الحساب ينادى باسم هذا الأنثى .
نتناول هنا هذا الموضع على الرغم أنه لا يناقش سوى على استحياء فلا يجرؤ أحدهم أن يُتهم بالرجعية والتخلف لأنه طلق زوجته بذنب أنها أنجبت إناث فقط .
شرعاً
وللمتشدقين بأيمانهم والتزامهم الديني يوجه الشيخ  ورجل الدين أنيس الحبيشي كلمته  :
ما يحدث من كره للإناث أو تفاخر بإنجاب الذكور أنكره القرآن في قوله تعالى :" وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً و هو كظيم " وفاعله آثم ولا يجوز كره البنات فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم  أباً لبنات وقال الأنبياء عليهم السلام  كانوا آباء بنات ؛ وهؤلاء جهلة لا يفقهون دينهم.
علمياً     
وتحدد لنا الدكتورة منى عزعزي  اختصاصية نساء وولادة  من  هو المسؤول عن تحديد جنس الجنين من وجهة نظر علمية أن الرجل هو المسؤول عن تحديد جنس المولود، فإذا كان الحيوان المنوي الملقح يحمل الكروموسوم x فالجنين أنثى، وتتميز النطاف المؤنثة برأس بيضوي الشكل وتكون أكبر حجماً وأبطأ حركة من النطاف المذكرة. وإذا كان الحيوان المنوي الملقح يحمل الكروموسوم y يكون الجنين ذكراً، وتتصف هذه الحيوانات المنوية برأس مستدير وتكون أصغر حجماً وأسرع حركة من النطاف المؤنثة.
وتستدل بالحديث التالي : روى ثوبان مولى رسول الله صلى عليه وسلم , قال : كنت قائماً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من أحبار اليهود ،فقال: السلام عليك يا محمد - الحديث بطوله - إلى أن قال : جئت أسألك عن الولد ؟ فقال : وفي رواية عند مسلم عن ثوبان رضي الله عنه مرفوعاً :" مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلَا مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيَّ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللَّهِ وَإِذَا عَلَا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ آنَثَا بِإِذْنِ اللَّهِ". ( صحيح مسلم كتاب الحيض 315) الذي  يؤكد الحقيقة العلمية المرتبطة بالنص:
أثبت العلم الحديث أن اندماج الحيوان المنوي مع البويضة يعتمد على الخصائص الكهربية لهذه الخلايا الجنسية, فالحيوان المنوي الحامل للصبغي (X) يحمل شحنة سالبة , و الحيوان المنوي الحامل للصبغي (y) يحمل شحنة موجبة وبالمثل تحمل البويضة شحنة كهربائية غير ثابتة بحيث تتغير من موجبة إلى متعادلة إلى سالبة , فعندما تكون البويضة موجبة الشحنة , فإنها تجذب إليها الحيوانات المنوية الحاملة للصبغي X ( ذو شحنة سالبة ), و يتكون جنين أنثى, أما عندما تكون البويضة سالبة الشحنة , فإنها تجذب إليها الحيوانات المنوية الحاملة للصبغي Y(ذو شحنة موجبة) ويتكون جنين ذكر, أما في الفترة الزمنية التي تكون فيها البويضة متعادلة الشحنة , تكون فرص اندماج الصبغي X أو Y مع البويضة متساوية و تكون نسبة الأجنة الذكور إلى الإناث 50:50.
ولا نستثني المخاطر التي قد تتعرض لها حيث أن التأثيرات الشائعة لتقارب الحمل
   العظام: نقص الكالسيوم يحدث للسيدات المتعددات الولادة أكثر من السيدات اللاتي يضعن طفلاً أو اثنين، خصوصاً عند إهمال الأم تناول الكميات اللازمة لعظامها من الكالسيوم، وهذا سيؤدي مع تكرار الحمل والولادة إلى لين العظام الذي يسحب الأم إلى الهشاشة المبكرة في العظام، تحديداً إذا كان الحمل في السنوات المتقدمة من عمر الأم، وذلك أيضاً يؤدي إلى آلام في الظهر والمفاصل.

   نقص الفيتامينات: ينقص الكثير من المخزون المهم من الفيتامينات الضرورية للجسم، وتحديداً فيتامين ج الذي يعمل بدوره على التقليل من كمية الغذاء اللازمة للجنين؛ لينمو نمواً طبيعياً، فيضعف جهازه الحركي داخل رحم أمه.

   نقص الانتباه وتشتته: يؤدي وجود عدد أكبر من الأطفال المتقاربين في الأعمار في المنزل الواحد إلى تشتت انتباه الأم فيقل اهتمامها بنفسها، فلا يحصل الجنين على الرعاية المناسبة اللازمة؛ لنموه نمواً صحياً طبيعياً.

  التوتر من الأعراض الأكثر شيوعاً بين الأمهات المتعددات الولادة، توتر الأم وتأثرها بما يحيطها بشكل مبالغ فيه، حتى إنها من الممكن أن تبكي وتنفعل على أقل المواقف تأثيراً، وذلك نتيجة زيادة هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر، وبهذه الحالة يكتسب الجنين تلك الصفة، ويولد حساساً ومنفعلاً ومتوتراً أيضاً.

   فقر الدم: يصيب الأم المتعددة الولادة فقر الدم نتيجة لنقص الحديد وحمض الفوليك والبروتين اللازمة لبناء خلايا الدم، بسبب إهمالها تناول الفيتامينات وحمض الفوليك.

   الدوالي في الساقين: تعد المرأة الحامل بشكل عام معرضة لظهور الدوالي في الساقين، وتخثرات الدم والركودات الدموية، ويزداد تعرضها لذلك مع تكرار الحمل والإنجاب لزيادة الضغط المتكرر على الساقين.

مجتمعياً

وعن نظر ة المجتمع  (لام البنات ) وهل دائما الرجل يسعى لإنجاب ولي العهد ولو على حساب صحة زوجته وأحياناً على حساب زواجهما ، يحدثنا أ. علي السيقلي
لن أتحدث عن مسألة الإيمان والرضا بما كتبه الله لنا فهذا الأمر مفروغ منه ولا يحتاج منا إلى التذكير بهذا الأصل الثابت في تقسيم زينة الحياة الدنيا من مال وبنين كما أن المسألة لا تحوج الرجل الواثق من رجولته إلى فرض شرط جزائي على المرأة التي لا تنجب سوى البنات إلا أن يكون هذا الرجل المتخلف الذي نسي في غمرة شذوذه أنما هو قد جيء به إلى الدنيا كنتيجة موفقة بين رجل وامرأة ولم تخضع بأي حال من الأحوال لحالة استثناء تميزه فجعلته يكره أن تنجب له زوجته غير الذكور ولا أنكر أن في مجتمعنا الذكوري المتخلف من لازال يتمسك بتلك العادة السيئة ليعدها حجة على زوجته ليتزوج بأخرى متخصصة في بيض الذكور مجتمع يعيش على تفضيل الذكر حظاً وحظوة ومكانة وشرف هو نسخة مكررة من مجتمع وأد البنات واعتبارهن عاراً على النسيج المجتمعي الذكوري البالغ الحقد على الأنثى
نفسياً
وعن الأسباب التي تدفع النساء  اللواتي أنجبن إناث لتكرار تجربة الإنجاب على الرغم من تعرض حياتهن  للخطر يتحدث  الطبيب النفسي د/ أكرم عبدالقادر سعيد  أن هذه  هي حالة خاصة بالإناث ولكن غير مباشرة ، حيث تخاف  المرأة أن  يطلقها الرجل أو يتزوج عليها زوجة أخرى  تنجب ذكور وهذا شيء مؤلم بالنسبة لها ففي هذه الحالة هي مهددة بفقدان وخسارة  بيتها وأسرتها والخوف يأتي من منطلق أن مجتمعنا هو مجتمع ذكوري بحت أصبح فيه إنجاب الولد ضروري جداً
 

قانونياً
 

يتحدث المحامي والناشط أسامة الشرمي عن وضع المرأة في القانون اليمني حيث يقول :

للأسف في اليمن لا يوجد قانون ينصف المرأة في حالة الطلاق وليس لها من الحقوق إلى نفقة العدة ومؤخر المهر إن وجد، بينما لا يلتفت القانون اليمني النافذ لحالات الطلاق التعسفي.

ويضيف عن محاولة إعطاء المطلقة ضمانات بعد الطلاق  بأنه كان قد تقدم بعض البرلمانيين بمشروع قانون يعطي المطلقة جزء من ثروة الرجل التي أعدوها ثروة مشتركة ساهمت في بناءها المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل، وكانت أغلب الاعتراضات   من الذين قاموا الاستخفاف به بحجة مخالفته الصريحة للشريعة الإسلامية.

من أهم الضمانات التي يجب على النساء النضال من أجلها هي إيجاد حلول ضمان اجتماعي على عاتق الرجل تشبه تلك التي يتلقاها الموظف عقب إحالته للمعاش مع فارق كبير في المثالين لكنه أقل ما يمكن أن يفرض

وعن طبيعة الزواج بالنسبة لي ، الزواج هو علاقة اجتماعية والطلاق هو طريقة إنهائها والمسألة فيها حساسة لكن فقط لا يعد الطلاق تعسفياً إذا منحت المرأة ذات الصلاحيات لإنهاء العلاقة الزوجية سواء وجد الولد أو بدونه، وشخصياً لا أحبذ النظر للمرأة ككائن متطفل يعوله الزوج الذكر أو الابن الذكر أيضاً.

 

 ويرى المحامي هشام عثمان صالح أن الموضوع   لا يتطابق ومع نص وروح القانون بشأن تعرض النسوة للطلاق بسبب إنجابهن للإناث فلم يتطرق القانون اليمني في أمر مماثل بل تطرق للحقوق الزوجية تجاه الزوج أي يحق للرجل أن يطلق زوجته في حالات عدة وأبرزها القصور في الحقوق الزوجية كحق الفراش وواجباتها تجاه الزوج والرذيلة وعدم الإنجاب المشروط فله الخيار أن يتمسك بها ويتزوج عليها أو يسرحها بإحسان كما جاء في الشرع لكن هناك بعض قوانين في دول متعددة كانت في الأمس في دولة الكويت وعمان والسعودية وتلاشت تلك النصوص الخاصة بطلاق المرأة قانوناً لإنجابها الإناث دون الذكور وفي الأول والأخير يعود ذلك للزوج في أمور مماثلة لا شأن لها قانوناً بل عرفياً وتقليداً لجهالة الواقعة التي شاء رب العباد في سنها فالذرية توهب من عند الله دون تمييز بين ذكر أو أنثى إلا في الأزمان الساحقة والجاهلية يحق للزوج الطلاق بل دفن الموهوبة واد البنات أما شرعاً فهو لا يجوز إطلاقاً

وأضاف بأن هناك  ضمانات قانونية منحت للزوجة ولكنها مقصورة فقط بالإنفاق والتعويض المادي فقط لا  غير ولا تتعلق بإنصافها تجاه حياتها الزوجية بينها وبين الزوج و لا توجد نصوص قانونية تمنع الزوج من الطلاق من زوجته مهما كانت الأسباب وإن ثبت أن ليس هناك أسباب جوهرية للطلاق فعلى الزوجة المتضررة اللجوء إلى القضاء والقضاء بطبيعة حاله لا  يسمن ولا يغني من جوع في أمر مماثل واقتصر فقط كما أشرت على تعويضها مالياً كالأنفاق وتوفير مسكن لها ولأولادها.

عدم وجود حالات

ويقول القاضي فهيم الحضرمي رئيس محكمة الاستئناف - عدن  :"في البداية أشكركم على هذا العمل الإنساني و الأخلاقي ، و لكن بحكم أن نمو الثقافة الاجتماعية في مدينة عدن أنه هناك لا فرق بين البنت و الولد و أثرها الإيجابي في الحياة العدنية في مسألة إنجاب الذكور و الإناث و من هذا المنطلق فإنه حتى الآن لا توجد حالات يمكن أن نقول تم طلاق أي امرأة بسبب ولي العهد وقد يكون موجود هذا الفهم الذكوري في بعض المجتمعات العربية و المناطق الأخرى  و لكن في عدن لم نرصد أي حالة بسبب عدم وجود حالات  و لم نعلم بها في القضاء . أما في ما ينصف النساء فإن الله سبحانه و تعالى جعل للمرأة مكانة خاصة  بقوله : " وعاشروهن بالمعروف " ، فالمرأة معززة مكرمة و لها كامل الحقوق و مثلها مثل الرجل ووضع لها مكانة خاصة حيث أن  الإسلام صان مكانة المرأة في المجتمع ولذلك فإن أي حالات طلاق التي تتعرض لها المرأة  ليست في مثال هذا الحالات فقط إنما بجميع الحالات إذا وقع على النساء فلها حق طلب فسخ عقد الزوج وهذا حق منصوص عليه في قانون الأحوال الشخصية و انطلاقاً من حكم الشريعة الإسلامية
لأن الرجل ملزم أن يعاشر الزوجة بالمعروف ولا يجوز الإضرار بها لأي سبب كان ، وبمرحلة يؤديها بسبب إنجابها للإناث و هذا بيد الله سبحانه و ليس جائز كلام فيه لمجرد الفضول
وأكرر للمرة الثانية و الثالثة بأنه لا توجد إحصائية تؤكد وجود هذا الأمر .