آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:59ص

ملفات وتحقيقات


صحيفة يمنية تنشر خفايا الجريمة الأكثر غموضاً وبشاعة في اليمن

الأربعاء - 21 يناير 2015 - 11:41 ص بتوقيت عدن

صحيفة يمنية تنشر خفايا الجريمة الأكثر غموضاً وبشاعة في اليمن
نوح في قفص الاتهام

صنعاء ((عدن الغد)) خاص:

تحقيق : محمد الواشعي – محمد شيخ الدين

 

ـ مآب .. طفلة قتلت على يد والدها لتنسج الحادثة فصول القضية الاجتماعية الأكثر غموضاً في اليمن والتي أثارت الرأي العام وحفيظة الشارع ، أخبار اليوم تتبعت شواهد الجريمة و تكبدت عناء البحث والتحري لتكتمل الصورة و لتكشف غموضها لتنفرد بنشر معلومات جديدة من خلال تحقيق استقصائي شمل ثلاث محافظات يمنية هي ( ذمار - إب - صنعاء ) .. إلى التفاصيلـ

 

ـ في حضرة القاضي .. ـ

صباح الأربعاء الماضي عقدت محكمة غرب محافظة ذمار أولى جلسات محاكمة المتهم المدعو نوح اليمني على خلفية اعترافه بقتل ابنته الطفلة  مآب - 10 سنوات و ذلك نهاية ديسمبر ، محاكمة المتهم في جلستها الأولى برئاسة القاضي عبده الحجوري رئيس محكمة غرب ذمار شهدت حضور مجتمعي واسع في قاعة وساحة المحكمة للمطالبة بتحقيق العدالة و حيث استمع القضاة لقرار الاتهام المقدم من النيابة العامة والذي تضمن قيام المتهم بقتل أبنته بعد تعذيبها لعدة ايام عن طريق الضرب والكي في أنحاء متفرقة من جسمها مستخدماً قطعة حديدية صلبة وكاوية كهربائية ـ وأخذها بعد ذلك لمنطقة غير مأهولة في مرتفع سماره ليطلق عليها هناك رصاصات قاتلة وتركها جثة هامدة .

وأفادت أدلة الاتهام الموجهة من الادعاء بان المتهم دبر وخطط للجريمة ، وأعد العدة اللازمة لذلك بشراء مسدس نوع شيكي نص لقتل المجني عليها ، حيث قام بمحاكمتها بأوهام شيطانية ليس لها وجود إلا في مخيلته وهذا حسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية – سبأ .

وعُرض على المحكمة أداة الجريمة مسدس شيكي " نص" و المقاذف النارية التي تم استخرجها من جثه الطفلة ، بالإضافة إلى تلفون المتهم الذي يحتوى مقاطع فيديو مصورة للطفلة مآب أثناء تعرضها للتعذيب .

و طالب المتهم المحكمة بمهلة زمنية  ممتنعاً عن الكلام حتى يتمكن توكيل محامي للترافع عنه ، وطالبت النيابة من المحكمة إنزال عقوبة الإعدام تعزيراً بحق المتهم ، وفقا لنص الفقرة الأخيرة من المادة  - 234 -  من قانون العقوبات اليمني ، بناء على الأدلة المبينة في قائمة أدلة الإثبات ، وقد أقرت المحكمة استكمال جلساتها في الواحد والعشرين من يناير الجاري  .

ـ على لسان المتهم ..ـ

المتهم نوح اليمني في حديث سابق لأخبار اليوم قال أن الجريمة وقعت بعد صلاة المغرب من مساء يوم الجمعة السادس والعشرين من ديسمبر الماضي ، وانه كان قد طلب من أبنته مآب أن تدخل لقراءة القرآن مع أخواتها " أفنان و بيان " ـ حيث كانت مآب تجلس في المطبخ وحيدة و تتراسل مع والدتها عبر الواتس أب ، ثم هربت منه إلى الحمام ، و يتابع نوح بأنه هدد بنته بأن يقتل نفسه اذا لم تخرج من الحمام ، و عندما خرجت طلب منها أن تعترف له بالحقيقة و مع من كانت تتراسل و قام بإحراق نفسه بالكاوية الكهربائية أمامها و شاهدت أخبار اليوم أثار تعذيبه لنفسه والحروق على جسده ، و أضاف نوح أنه غضب عندما كانت ابنته  تراسل والدتها دون علمه وقال بأن مآب اعترفت له أن والدتها كانت تهددها بأن تبقي معها على تواصل أو أنها ستخبر أهلها أن أبنتها على علاقة مع أولاد ، ويؤكد المتهم بأن هناك شهود على اعتراف مآب وقد سمى احدهم ويدعى الشيخ عبده الوصابي والذي تقدم بشهادته مكتوبة عند استجوابه من قبل البحث الجنائي في حين وردت احتمالات أن مآب كانت تعترف تحت الإكراه .

 

ـ في قبضة الأمن ..ـ

يقول مدير البحث الجنائي بذمار العميد الركن محمد علي الحدي في لقاء أخبار اليوم معه أنه تسلم أول بلاغ بصفة شخصية من الوكيل المساعد لوزارة الداخلية لشئون القيادة و السيطرة اللواء صالح عبد الحبيب ، حيث أبلغه بأن هناك سيارة نوع كامري تحمل رقم " معين " يقودها شخص أعتقل أبنته و قتلها أو أنة على وشك أن يقتلها ، و المتبقي 20 دقيقة فقط قبل أن يصل الى ذمار ، مشيرا الى أن الوقت المتبقي كان قصير ، و حيث قام العميد الحدي عندها مباشرة بأبلاغ مندوبي البحث في النقاط الأمنية على مداخل مدينة ذمار ، و أبلغهم بأوصاف السيارة و رقمها و أسم السائق ، وأضاف : بعد أن شاهدنا في المواقع الإخبارية خبر العثور على طفلة مقتولة في نقيل سماره قمت بالتواصل مع مدير البحث الجنائي بمحافظة اب ، ثم ربطت بين المعلومات التي تلقيتها شخصيا من اللواء صالح عبد الحبيب و الخبر المنشور في المواقع الإخبارية ، و عند وصول السيارة المشتبه بها الى نقطة ذمار القرن ، تم مراقبة السيارة و تتبعها حتى توقفت في مطعم العباهي بمدينة ذمار ، و هناك تم ضبط الجاني و نقلة الى البحث الجنائي و الذي أعترف بجريمته طواعية .

العميد الركن محمد علي الحدي يقول أن الاب قد قام بتعذيب أبنته "مآب " مستخدما الكاوية   ، و تصويرها بتلفونة أثناء التعذيب و هي تتالم و ما تزال حية ، و دماءها تنزف من أنحاء متفرقة من جسدها ، وقد تم العثور على تلك المقاطع في تلفونه والتي  لم يُسمح لنا بالاطلاع عليها من قبل البحث الجنائي  ، ويوضح العميد الحدي بأن المتهم كان يقوم بتعذيب الطفلة  من أجل أن تعترف له بأنها قد ارتكبت فاحشة ، مع أن الطفلة التي لم يتجاوز عمرها الــ10 أعوام كان والدها قد عرضها خلال فترات متفاوتة على ثلاثة أطباء في صنعاء وتعز للتأكد من بكارتها ، ويعلق الحدي انه لا يصح لأب مثل هذا أن يربي أطفال و يجب أن يعرض على طبيب نفسي ـ  ونقلت أخبار اليوم  وينقل الحدي عن اعترافات المتهم بأنه  تردد 3 مرات قبل أن يقتلها ،حيث كان يقوم بإنزالها من السيارة ، ثم يعيدها وفي المرة الأخيرة أنزلها من السيارة وأخرج مسدسه و أطلق عليها أربعة أعيرة نارية ، ويرجع الحدي أسباب مثل هذه الجرائم إلى التفكك الأسري و الخلافات الزوجية.

 

بناتي في خطر ..

إيناس - والدة الطفلة ) مآب ( قالت لأخبار اليوم بأن زواجها من نوح والذي أستمر لـ 8 سنوات كان كله مشاكل وشكوك منذ أول ليلة و أوضحت بأنها كانت تتعرض للاعتداء بالضرب وبأن نوح كان يستفزها ويهددها بمعاقبة مآب وهي عاجزة عن مساعدتها وذلك لأنها و أمها كانتا متعلقتان ببعضهن وعن الانفصال تقول إيناس بأن مآب هي من شجعتها عليه بعد أن قام نوح بإحضار علبه سُم فئران ليخير زوجته – إيناس – بتسميم نفسها أو تسممه أو الموت معاً .

 وناشدت والدة مآب السلطات المحلية بمحافظتي ذمار و إب وأصحاب الضمائر الحيّة أن يعيدوا إليها ابنتيها الباقيتين ( أفنان و بيان ) والتي لم تراهن منذ عامين حيث انقطعت صلتها بهن بعدما كانت تزورهن في منزل شقيقة نوح لأنه كان يمنع البنات من رؤيتهم ، وقالت والدة مآب أن أبنتيها الآن في منزل أحد أقارب طليقها في محافظة إب ، وحذرت من أن حياة بناتها في خطر وبأنهن تعرضن للتعذيب .

ـ البحث عن " أفنان " و " بيان " .. ـ

مناشدة الوالدة إيناس – أم مآب – كانت الدافع للقيام بالبحث لمعرفة مكان تواجد البنتين واكتشفنا بعد أيام من التحري و بحسب معلومات خاصة مؤكدة بأن - أفنان و بيان - تعيشان منذ وقت الحادثة في محافظة إب في منطقة مفرق حبيش وفي يوم الاثنين الثاني عشر من الشهر الجاري انتقلت أخبار اليوم واللجنة الحقوقية الخاصة لمناصرة الطفلة " مآب " إلى محافظة اب بمبادرة إنسانية ذاتية وتكليف رسمي من منظمة جسور اليمن الجديد BNY لمسئول اللجنة محمد شيخ الدين يوسف وذلك بغرض الكشف عن مصير شقيقتي الطفلة " مآب " والاطلاع على أوضاعهن الصحية والنفسية ، وتم التوجه الى محافظة إب والبدء بالتواصل مع الشخص الذي تقول المعلومات بأن الشقيقات متواجدات في منزلة من قبل وقوع الجريمة بساعات ، حيث قام المتهم نوح اليمني يوم الجريمة بقضاء ساعات في ذلك المنزل بصحبة الثلاث الشقيقات   مآب 10 سنوات - أفنان 8 سنوات - بيان 6 سنوات - ثم غادر المنزل ومعه الشقيقة الأكبر - مآب - وكانت مصابه بجروح وادعى ذهابه بها لمعالجتها ، وحمل قبل مغادرته صاحب المنزل أمانه الحفاظ على بناته – افنان و بيان -  حتى عودته لهن ، وحدث ذلك في الوقت الذي كان يبدوا بأن المتهم نوح اليمني قد خطط فيه للجريمة .

ـ في مفرق حبيشـ

بمجرد وصول أخبار اليوم منطقة مفرق حبيش كان محمد علي الحفافي في استقبال الفريق الإعلامي والحقوقي والمكون من رئيس دائرة الحقوق والحريات برابطة الصحفيين والمسئول الاعلامي للشبكة الاعلامية لمناصرة قضايا الطفولة بمحافظة ذمار محمد الواشعي والصحفي محمد شيخ الدين مسئول اللجنة الحقوقية الخاصة لمناصرة الطفلة " مآب "  والناشط صادق الكحسة ،  والذين انتقلوا لمنزل الحفافي لرؤية ( أفنان وبيان ) وكانت المفاجئة عند باب منزل الحفافي الذي فتحته الطفلة أفنان وخلفها بيان وهن بحالة صحية جيدة إلا ان الخوف من القادمين كان متملك لهن وعند سؤال أخبار اليوم  لهن عن أسمائهن تفاجئنا من تغيرهن لأسمائهن ببراءة خوفاً من مجهول في نفوسهن تعرفنا عليه لاحقاً ..

ـ منتزه الدموع ..ـ

بعد رؤية الطفلتين أفنان وبيان انتقل الفريق بهن إلى مدينة إب وفي الطريق الى منتزه مشورة  بدأت  محاولات الترويح عنهن في محاولة لكسر حاجز الخوف والتوجس الذي واجهتانا به ، وبعد 5 ساعات من اللعب والتنزه والتقاط الصور التذكارية وحكاية القصص و الألغاز وتبادل النكات ، شعرت البنات بالاطمئنان  معنا لنفاجئ ببدئهن باسترجاع ذكرياتهن مع والدهن لتنهمر دموعهن من بين الكلمات ليبكي كل من كان في الجوار من زوار المنتزه ، ولم تخفي البنتان سعادتهن البالغة بحياتهن القديمة التي كن يقضينها مع أبوهن بين دول الجوار العربي مصر و الإمارات و قطر حيث كان يصحبهن الأب معه خلال سفرياته التجارية المرتبطة بعملة في تجارة العقيق اليمني وكان مغدقاً عليهن بالدلال والحنان منذ طلاق أمهن اللاتي يخشين بشده العودة لها أو تذكرها .

ـ كابوس العودةـ

وعن الجريمة قالت أفنان بأن والدها ذهب لعلاج أختها الكبيرة مآب وماتت عليه في الطريق فقاموا بحبسه و أجهشت و أختها بيان معاً بالبكاء لتطلبا إعادة أبوهن لهن وعند سؤالها عن رغبتها واختها بيان في رؤية أمهن اقتضبتا الرد  من بين الدموع " اقتلونا ولا تاخذونا إليها " !! ، وعن ذكرى مآب قالت أفنان بأن أمها المطلقة كانت على تواصل بالضحية وأنها كانت تعلمها أن تقوم بوضع السم لوالدها في الطعام لتأخذ ثروته وتعيش مع أمها وعند سؤالنا عن مصدر هذا الكلام الذي تتحدث عنه - أجابت بأن مآب هي من قالت لها ذلك .

ـ تراتيل الوطنـ

في طريق العودة إلى منزل محمد الحفافي في مفرق حبيش بعد مزيج يوم من السعادة والدموع تبدلت نفسية الطفلتان للأفضل كانت مفاجئة أخرى من أفنان وبيان حين طلبتا منا مشاركتهن غناء النشيد الوطني .. رددي أيتها الدنيا نشيدي فرددناه كما لما نردده من قبل نزولاً عند رغبتهن اللطيفة ليستمر بعد ذلك الغناء والابتهاج حتى الوصول لمكان قريب من المنزل ، حيث طلبت اللجنة الحقوقية مجدداً من الطفلتين العودة معاً لمحافظة ذمار لزيارة والدتهن لتواجه اللجنة مرة أخرى دموعهن المؤزرة لرفض قطعي للفكرة ، مؤكدات بأنهن لا يردن سوى انتظار أبوهن في المكان الذي تركهن فيه .

ـ سادن الشقيقاتـ

محمد علي الحفافي الذي تعيش عنده الطفلتان تقول المعلومات أنه ابن أخت نوح اليمني والد مآب و ابن عم إيناس الحفافي والدة مآب -  يقول محمد الحفافي لأخبار اليوم بأن الطفلة مآب كانت في منزلة قبل الجريمة بساعات وخرجت مع والدها للعلاج فيما بقيت أخواتها لديه ولاحظ أنها كانت مصابة بجروح في يدها وتظهر على وجهها ندبات بسيطة قال الحفافي بأن أبو مآب أقنعه بأنها بسبب حادث بباص دون أن يذكر له تفاصيل .

 ويضيف الحفافي بأنه لم تراوده أي شكوك حول صحة ما قاله له نوح اليمني عن حادث الباص وتيقن بأنه سيذهب فعلاً لعلاجها بعدما أن طلب اليمني من محمد الحفافي  أن يحتفظ بأفنان وبيان عنده الى حين عودته من المستشفى ، ويقول الحفافي لم يعد نوح لبناته اللاتي بيكين كل ليله عليه ، وما عاد فقط خبرالجريمة عند استدعائي من قبل البحث الجنائي في محافظة إب للإدلاء بأقوالي .

وحول مصير الطفلتين اللاتي يتمسك بهما الحفافي يقول بأنه لن يمانع في تسليمهن إلى المحكمة في أي وقت تطلب فيه ذلك مادام المكان الذي ستختاره المحكمة سيكون آمن بالنسبة للطفلتين .

ـ شهادات طبية

منذ الساعات الأولى لصباح الأربعاء انتقلت أخبار اليوم واللجنة الحقوقية للعاصمة صنعاء لاستكمال الاستقصاء الحقوقي والصحفي حول وثائق طبية لحالة المتهم نوح اليمني حصلت عليها اللجنة في وقت سابق من احد اقاربة وتفيد بإصابة المتهم بمرض نفسي – وفي العاصمة كان اللقاء بأثنين من الاستشاريين النفسيين و أكدوا أنه يعاني من مرض الذهان الانفصامي والشكوك والأوهام ، وبأن هذا المرض يدفعه لسلوكيات عدائية تجاه أقاربه بصورة غير مسئول عنها وأكد الدكتور محفوظ عبد الحبيب الطبيب المعالج للمتهم بأن نوح اليمني كان يخضع للعلاج من تلك الإمراض لديه في العام 2010 م وبأن التقرير الذي حصلت أخبار اليوم على نسخة منه صحيح 100% وبخطة وتوقيعه وختمه .

وفي لقاء استشاري مع أخبار اليوم قال الدكتور محمد الخليدي – اخصائي الأمراض النفسية و العصبية  بأن  حالة الذهان الانفصامي  مرض مزمن وان المصاب به يعتبر شخص غير واعي وتبرز أعراض المرض من خلال شكوك يخطط لها العقل لا ارادياً بحيث يشك المصاب في أشخاص معينين ممن هم حوله ويتصرف معهم بعدائية وهو مدرك ثم يعود للندم على تصرفه ، وأوضح بأن من الممكن أن يكون الشخص المصاب طبيعي في حياته وتعاملاته  اليومية .

الدكتور الخليدي قال عن حالة  الشك المرضية و الاوهام التي يعاني منها مرضى الذهان الانفصامي ،  بأنها تفكير سلبي يدور في الدماغ عبر التحليل لمواقف معينه في لحظة غضب بما يؤدي لقيام الشخص المصاب بأي تصرف عدائي بدافع الانتقام لتصوراته ، وأكد انه في حالة عدم العلاج المستمر للشخص المصاب بهذا المرض المزمن  فأن أعراض المرض تعود من فترة لأخرى بتصاعد في شده الأعراض ونواتجها وتكون لها مضاعفات خطيرة   .

و خلال اللقاء  أوضح الدكتور الخليدي بأن هناك الكثير من الحالات المشابهة في اليمن وتزداد مضاعفات أعراض الحالات المصابة بالذهان الانفصامي لدى المصابين مدمني تعاطي شجرة القات المخدرة وأوصى الخليدي بعاملة الحالة كمريض وليس كجاني لأنه فاقد للأهلية التي تجعله مسئولاً أمام القانون  .

 

ـ الشيخ الامام : لا يمكن لعاقل أن يقوم بما قام به نوح مع " مآب " وادعوا القضاء لأن يتروى في الحكم على القضيةـ

في مدينة معبر المركز الحيوي لشيخ ديني معروف كان العثور فريق حقوقي واعلامي على وثيقة حديثة التاريخ تحمل ختم الشيخ محمد ابن عبد الله الأمام لتضاف لقائمة المستندات المتعلقة بالتحقيق الاستقصائي حول قضية مقتل الطفلة اليمنية مآب  ، و يقول الشيخ محمد الإمام في الوثيقة أن ما قام به نوح اليمني يعتبر من أعمال من يصاب بالسحر الشيطاني الذي تشبه عوارضه ما يسميه الأطباء الوسواس القهري واصفاً حالة المتهم الذي كان يتعالج عنده بالقران بأنها " حالة إيذاء من الجن " سببها السحر أو المس ، ويوصي الشيخ محمد الإمام بالمبادرة لعلاج المتهم بالرقية الشرعية و أن لا يتم تركه للشياطين لتعبث به .

وقال الشيخ لأخبار اليوم ـ أثق تمام الثقة بأنه لا يمكن لإنسان عاقل أن يقوم بما قام به نوح مع أبنته ودعا الإمام القضاء لأن يتروى في الحكم على القضية وان لا يتهاون في تطبيق شرع الله بحق المتهم حيث وان الأصل لا يأخذ بالفرع حسب القاعدة الفقهية المتعارف عليها ـ وعن إقدام نوح على تعذيب ابنته وبأن القضية لم تقتصر على القتل أكد الشيخ الإمام بأن القضاء وحدة صاحب السلطة في الحكم بحسب ما يراه من وقائع إلا أن التعزير أو أي محاكمة من وجهة نظره - الشيخ الإمام - لا تتفق شرعاً مع حالة أي متهم يثبت بأنه فاقد للأهلية كأن يكون مصاب بالمس او السحر او الوسواس القهري وغيره مما يجعل الشخص ممن رفع عنهم القلم ومنهم المجنون وحمل الشيخ محمد الإمام القضاء أمانه التروي والتبين من حالة المتهم المرضية فترة ارتكابه للجريمة .

ـ موقف شرعيـ

خطيب الجامع الكبير بمدينة ذمار القاضي محمد علي داديه عضو جمعية علماء اليمن التقته أخبار اليوم للتعرف عن الموقف الشرعي حول مثل هذه الجريمة ، حيث قال داديه أن الموقف الشرعي من قتل نوح اليمني لابنته مآب والذي سبقه تعذيب و ايذاء شديد فأن  جمهور العلماء ذهبوا ومنهم الزيدية " انه لا يقتل الأصل بالفرع " وبهذا اخذ قانون العقوبات اليمني وذهب المالكية الى خلاف ذلك وهو الأقرب الى الصواب حيث أن الحديث المستدل به ضعيف عند أكثر أهل الحديث  ويضيف داديه بأن للقاضي أن يحكم بالإعدام تعزيراً لا قصاصاً وذلك لبشاعة القتل وللتعذيب ولان القضية قضية رأي عام وتهدد القيم والسلم الاجتماعي .

منذ وقعت الجريمة هرع عشرات الصحفيين اليمنيين لمحاولة الاتصال بشقيق المتهم نوح اليمني ومنهم مراسلونا في أخبار اليوم التي لم تتمكن من لقاء الشقيق الأكبر صالح اليمني إلا بعد إلحاح ومتابعة استمرت لأسابيع في محاولة لإقناعة باللقاء ، وعلل الشقيق صالح اليمني ذلك بقولة أن مقتل مآب بتلك الصورة المرعبة على يد أبوها لم يترك له مجال للتصريح بأي شيء ـ ويضيف بأنه لا يوجد إنسان يمتلك ضمير يمكن له ان يتقبل بسهولة ما قام به نوح حتى أقرب الناس له ويؤكد صالح : لولاء أني أريد  براءة ذمتي تجاه أخي لما اقتنعت بأجراء هذا اللقاء الذي أريد أن يعرف عبره كل انسان سمع عن مآب ، بأن أبوها كان يعتبرني بسبب مرضه عدواً له و أقول أمام الله ان أخي  تعبان و  مريض نفسي و أطالب القضاء بعرضة على أطباء نفسيين لإثبات صحة ذلك او بطلانه و ان يراعوا حالة نوح -المرضية - التي عانينا منها لسنوات كان يفقد خلالها شعوره و لا يدرك ما يقوم به من تصرفات غير طبيعية اطلاقاً ولا يقوم بها إنسان عاقل وأخرها إقدامه على قتل أبنتنا مآب ، ويؤكد صالح اليمني ان شقيقة لا يعترف بمرضة وانه كان يصحبة بصعوبة للعلاج عند مشائخ ومعالجين بالقران الكريم وأطباء نفسيين ، و يطالب شقيق المتهم محكمة غرب ذمار برئاسة القاضي الحجوري للاستماع لشهاداتهم - ولم يخفي بالغ استياءه من منظمات المجتمع المدني المحلية بحشدها للرأي العام ضد شقيقة دون تعرفها على الأسباب الحقيقية للحادثة المؤسفة حيث تتناول تلك المنظمات جانب مهم للقضية المتمثل بمآب والقصاص لها فيما تغفل المنظمات جانب آخر مهم ويتمثل بمرض نوح المزمن الذي لابد من أن تلتفت له بحرص لخدمة مبادئ وأخلاقيات حقوق الإنسان وحفظ كرامة الطفلة مآب التي لم يحفظها أبوها بسبب المرض ـ فيما يفوق تعذيبها تداول صورها وهي مقتولة بعد الحادثة بتلك الطريقة من قبل من نعتبرهم قدوة للمجتمع ومتصوفين في سبيل البحث عن حقوقه العادلة .

ـ عودة آمنهـ

قامت اللجنة الحقوقية لمناصرة قضية الطفلة مآب مساء السبت بايصال شقيقتي الطفلة مآب الي جدتهن بمدينة ذمار بعد التدخل من اللجنة بعد مناشدة والدة الطفلة وصدور امر قضائي يقضي بالحضانة للجدة من ناحية الام.

 

وذكر بلاغ صحفي عن اللجنة الحقوقية المكونة من الصحفيان محمد الواشعي ومحمد شيخ الدين والناشط الحقوقي صادق الكحسة ان اللجنة تكفلت بمهمة البحث عن الطفلتين افنان وبيان شقيقتي الطفلة مآب وذلك عقب مناشدة الوالدة .

 

حيث تحركت اللجنة الي محافظة اب بعد ان تمكنت من معرفة المكان الذي تتواجد فية الطفلتين بناء علي معلومات حصلت عليها بانهن يتواجدن فية منذ يوم وقوع الجريمة في منزل

الاخ محمد الحفافي بمنطقة مفرق حبيش في محافظة اب.

 

و قال البلاغ الصحفي ان اعضاء اللجنة الحقوقية قاموا بزيارة الطفلتين في المنزل المذكور، وتم الاطمئنان علي اوضاعهن الصحية و النفسية و ذلك يوم الاثنين الماضي 12 / 1 / 2015م ، كما قامت اللجنة بزيارة اخري لمتابعة ايصالهن للجدة في يوم الجمعة بعد التنسيق مع عم الطفلتين صالح اليمني ،و الذي تعاون بشكل كبير مع اللجنة علي ايصال الطفلتين بصورة ودية و العمل علي تنفيذ الامر القضائي .

هذا و تم تسليم الطفلتين في منزل الجد لطف الحفافي والد الام تحت اشراف اعضاء اللجنة الحقوقية وحضور اهالي الطفلتين و شخصيات رسمية واجتماعية بعد انقطاع اكثر من 4 سنوات .

 

ـ رسالتنا ـ

... يلزم الإشارة في ختام هذا التحقيق لأنه يأتي من منطلق التزام الحياد المهني الإعلامي والحقوقي وكشف الحقائق كما هي على ارض الواقع لتكتمل الصورة دون انحياز أو عاطفة تدعوا للانتقام من قاتل أو لرأفة بمريض .