آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

أخبار عدن


مركز "مدار" للدراسات والبحوث في عدن: يقدم رؤية منهجية للقوى السياسية الجنوبية

السبت - 24 يناير 2015 - 06:45 م بتوقيت عدن

مركز "مدار" للدراسات والبحوث في عدن: يقدم رؤية منهجية للقوى السياسية الجنوبية

عدن ((عدن الغد)) خاص:

د. نجيب ابراهيم - محلل  سياسي والمدير التنفيذي لمركز مدار

اننا لانجهل خياراتنا ولكننا نتعثر في سبل الوصول اليها اذ لم نعد نفكر بعقلانية ولم نعمل في القضايا والمشكلات منهج البحث المتأني لجزئيات نستسهل تناولها او ننحيها جانبا وهي في الاصل لب المشكلة ومفتاح الحل ..

هذه الجزئية المهملة هي ( التراكم ) والتراكم غنى يكسبنا خبرة وتجربة وعمق في التناول وسلاسة في المعالجة وسلامة في القرار..

 على مدى السنوات الماضية بلغت قوى الثورة من النضج مبلغ الشاب من الحلم فبدلا من الوثوب الى نقاط الحسم نجد عوامل كثيرة تعيق التقدم بثبات نحو الهدف اهم هذه العوامل والمعوقات هي:

1. آنية التفاعل والاندفاع بتأثير الاحداث بدون الوقوف على مسبباتها وقراءة مساراتها وتوجهات مآلاتها.

2. تقارب الحالات وتشابه عناصرها مع اختلاف ظروفها ومناخها السياسي يوقع المكونات وقياداتها في فخ ضبابية الموقف  او عدمية القرارات لسوء التمحيص والتقدير السليمين.

3. اطلاق التكهن بالنوايا واكسابها طابع المسلمات السياسية التي يبنى عليها موقف من الاخر المكمل المهم لنجاح المواجهة او المجابهة او الحشد  في مختلف ميادين الثورة كخطوات نحو الهدف.

4. غياب المرونه في بحث الممكن الاتفاق عليه مع حفظ الاستقلالية في الخصوصية السياسية والخلفيات الثقافية لقيادات المكونات التي لا تجيد المناورة بالسبل التي تحفظ الهدف وتضفي علية قوة دفع من خارج المحيط الثوري الذي هو في الاصل مضمون وقاعدة تمتين الثورة.

5.   الهروب من التقارب البيني والتوائم والاقتراب من الابعد  وتباعد توسيع الهوة مع الاقرب.

6. العمل بدون إعمال العقل التكتيكي في حسابات المواقف والاثر والتبعات على المدى القريب والبعيد.

ان القضية الجنوبية هي قضية كل الجنوبيين وان تفرقت التوجهات في رؤية الحل بالنسبة للقوى المعبرة سياسيا عن هذه القضية..وهناك افتراق وهناك اقتراب بين هذه القوى في الساحة السياسية..

ويعود ذلك  الفهم  لحالات القيادات واسٹعدادها لقراءة الموضوع من اكثر من زاوية لتكون مواقف او ردود تتسم بالعقلانية والهدوء معتمدة على التجارب المتراكمة و الدروس والعبر التي من يتم من خلالها  لتصويب  التوجهات الدعوة الى ما يجمع القوى الفاعلة في الثورة لا الى ما يتمترس خلف الموقف من التوجهات الخلافية ..
ان الدعوة الى الانضواء تحت راية الحوار ومخرجاته امر يعقد وحدة الموقف ومن يريد موقف يلتقي حوله الجميع فليبتعد عن ما ينفر ويفرق..
هدا هو الاساس الذي يجب ان تنطلق منه الرؤية تجاه جنوبي  السلطة الذين يملكون الامكانات المادية وقدر من التنظيم الاكبر وربما الخبرات في ادارة الاختلافات ومرونة في احتواء المقابل السياسي بأساليب مختلفة وهذه الافضلية  تقابلها افضلية للحراك الجنوبي الشعبي الذي يمتاز  بملكيته لا مكانيات مادية من نوع اخر اهمها  الامكانات البشرية- القاعدة الواسعة والمزاج الثوري العام ومستوى سقف الجماهير العالي الذي اصبح قوة معنوية عالية ..

هذه الحالتين لقوى جنوبية اذا ما توحدت فأنها ستون قوة محركة وحاسمه في بلوغ هدف التحرير والاستقلال وبناء الدولة ولكن ذلك غير ممكن لسبب الاختلاف الكلي في الوسيلة والاسلوب وبالتالي في الهدف..

لذا نجد الاول قوته لازالت في السلطة وتمرس القياد وتمسكه بمخرجات الحوار ..أما الثاني فيملك قوة شعبية ولكنه يمتاز بقيادة ضعيفة التنظيم شاردة الفكر والتوهان القيادي كما تتجاذبها انفعا لات لحظية  واطلاق مواقف بينية تنازعيه تنحرف بالمسار الثوري من المجابهة للمشكلات الكبيرة الاكثر تعقيداً الى مشكلات ثانوية وهامشية تصعد وخفض  من قدراتهم على تفكيكها..
لذا فان التوافق التكتيكي الذي تسعى اليه قوى الثورة الجنوبية التحررية من جهة والقوى الجنوبية السياسية الفدرالية والاتحادية  ممكن القبول به لتحقيق زخما جنوبيا في مواجهة الخطر الخارجي الاتي من القوى التقليدية والقبلية والمذهبية في الشمال ولكن يجب ضمان هذا التوافق في اهداف مرحلية يسعى اليها الطرفين كممكنات النشاط  وتبقى على استقلالية الموقف تجاه الأهداف النهائية سواء تكتيكا او استراتيجية  ..
نستخلص مما تقدم الاتي:
ان اي موائمة للنشاط في قضايا سياسية محددة بقوة المادة والسلطة والتنظيم والحشد البشري والتأييد الشعبي يجب ان تستفيد منها القضية الجنوبية باي قدر واي مستوى  شرط ان لا تتحول هذه التوافقات المحدودة الى استحواذا وتجيير للفعل الجماهيري سياسيا .. كما ان يتفق على آلية تجنب الاطراف  ضغوط  جانبي التكتيك على الاخر او استغلاله استغلالاً تعسفياً.

ان ما يجري اليوم وما تسير عليه الاحداث تؤكد انها لا تسير في صالح الجنوب ومن اجل تجنب مخاطر ما يحدث على كل القوى ان تعيد دراسة الموقف وتقدر الوضع بعقلانية بعيدا عن العواطف والاندفاع والشطط الصبياني القاتل الذي قد يضع القضية الجنوبية في مهب الريح بحيث يصعب استعادة زخم جماهيريتها  او التلويح بالضغط من أي نوع بالثورة الشعبية إذا لم يحسن العقل الجنوبي ادارة الصراع بما يخدم الهدف  النهائي.