آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-07:19ص

أخبار وتقارير


اليمن: هل الحوثيون مجرد واجهة جرى استخدامها لإعادة النظام القديم؟

الإثنين - 26 يناير 2015 - 05:57 م بتوقيت عدن

اليمن: هل الحوثيون مجرد واجهة جرى استخدامها لإعادة النظام القديم؟
الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ونجله (احمد)

عدن(عدن الغد)خاص:

على مدى الأشهر الماضية , اتهمت تقارير إخبارية جماعة الحوثي بأنهم مجرد أداة في يد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أستخدمهم للإطاحة بالرئيس اليمني المستقيل (حاليا) عبدربه منصور هادي , كتمهيد للعودة إلى الحكم من جديد.

وزادت تلك التقارير من حدة اتهاماتها عقب بث قناة الجزيرة الإخبارية , تسجيلاً مسربا للرئيس صالح وهو يهاتف قيادي حوثي.

محللون سياسيون انضموا إلى  صف المتهمين لصالح بأنه يستخدم الحوثيين للانقلاب على الشرعية الدستورية والعودة إلى الحكم مرة أخرى , عن طريق نجله  السفير أحمد

المحلل السياسي الأردني حسين الرواشدة , أكد في تحليل نشرته صحيفة (الدستور) الأردنية عن أن ما فعلته جماعة الحوثي عاد إلى الأذهان ما فعله حزب الله في بيروت , وما فعلته داعش في شمال العراق.

يقول الرواشدة في تحليله " في اقل من “3” أشهر سقطت نحو (10) محافظات يمنية بيد الحوثيين، بدأ الزحف -بالطبع- من صعدة التي تعتبر معقلهم الأساسي في شهر تشرين الثاني من العام المنصرف، ثم احتلوا الحديدة المطلة على البحر الأحمر..وفي الطريق استولوا على كميات كبيرة من الأسلحة واحكموا سيطرتهم على الجوف وذمار وعمران وإب وحجة  واقتحموا تعز".. مضيفاً "حين استشعروا ان الفرصة جاءتهم حاصروا العاصمة صنعاء، وهددوا الرئاسة باجتياح المقرات الحكومية، وأخيرا نفذوا وعيدهم  بعد اختطاف مدير مكتب الرئيس وأعلنوا سيطرتهم التامة  على المقرات الحكومية ومحيط وزارة الدفاع والمؤسسات النفطية والتجارية، بالإضافة إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون، وطوقوا بيت الرئيس هادي  واحتلوا مدينة أرحب الجبلية المطلة على مطار صنعاء، وفرضوا الأمر الواقع على الجميع".

وذكر المحلل السياسي الأردني أن " اقتحام صنعاء والمدن اليمنية الأخرى من قبل الحوثيين , كانت مفاجأة أعادت إلى الأذهان ما فعله حزب الله في بيروت قبل نحو ثماني سنوات، وما فعله “داعش” في شمال العراق حين داهم الموصل وتقهقر إمامه آلاف من جنود الجيش العراقي".

 لكنه قال " أن  تجربة الحوثيين  في بلد مثل اليمن تبدو مختلفة نسبيا، فهؤلاء الذين ينتسبون للمذهب الزيدي هم مجرد فصيل صغير لا يمثلون الزيدية (يشكل الزيود نحو ثلث سكان اليمن )، وقد بدا صراعهم مع الحكومة اليمنية منذ نحو عشر أعوام (2004) ، وخاض معهم الرئيس صالح “6” حروب قبل ان يتحالف معهم بعد تنحيته عن السلطة، والزيدية التي ينتمون اليها هي إحدى الفرق الشيعية لكنها موزعة بين ثلاثة اتجاهات، الأول يميل الى السنة والثاني للمعتزلة والثالث للشيعة، وحتى هذا الأخير لا يعتقد بولاية الفقيه، وبالتالي فان المواجهة ليست مذهبية وإنما سياسية بامتياز، وفي مجتمع قبلي ومسلح تتقدم فيه الولاءات القبلية على الولاء للدولة يبدو المشهد معقدا تماما، وليس بقدرة اي فصيل مهما كان وزنه أن يضع اليمن في قبضته أو أن يفرض سيطرته على الدولة والمجتمع من دون توافقات وطنية".. متسائلاً "  ماذا حدث إذا؟".

وذكر " أن  معظم التحليلات تشير إلى أن الحوثيين مجرد واجهة جرى استخدامها لتحقيق هدفين: الأول إجهاض الثورة اليمنية وإعادة النظام القديم، وقد حصل ذلك من خلال التحالف بين الحوثيين والرئيس المخلوع الذي يتولى رئاسة حزب المؤتمر وما زال له نفوذ داخل الجيش، لكن هذا التحالف لم يستمر بعد ان خرج الحوثيون على شروط الاتفاق، وهنا دخلت إيران وقوى إقليمية ودولية على الخط  لتحقيق الهدف الثاني وهو القضاء على الإسلام السياسي الذي تمثله حركة الإصلاح، وبالتالي فان الحوثيين انتزعوا الضوء الأخضر للقيام بهذه المهمة ونجحوا -حتى الآن - فيها، لكن سرعان ما اكتشف الجميع ان المد الحوثي تجاوز “التفويض” الذي منح له لضمان شراكته في السلطة ،وهو تفويض وظيفي مشروط، تجاوزه إلى محاولة “ابتلاع” اليمن والسلطة معا ،حيث قدموا (120) طلبا للحصول على مواقع قيادية في السلطة، بما فيها نائب رئيس الجمهورية، ووزراء وسفراء، وعلى ان يكون من حقهم تعيين نائب منهم لكل وظيفة عليا، بما يعني أن الحكم سيكون بيدهم وان الرئيس مجرد ديكور وان مؤسسات الدولة ستخضع لسيطرتهم تماما".

وقال " كان واضحا منذ البداية أن إيران هي التي تحرك دفذة الإحداث، وان زعيم الحوثيين (عبدالملك الحوثي) ابتلع “ الطعم”  وغامر بالدخول في صراع سيدخل اليمن كلها الى “صوملة” جديدة لن يكون عنوانها انفصال الجنوب فقط وإنما حروب قبلية وطائفية  طويلة، سيغرق فيها الجميع، بما فيهم “اللاعبون “ في الاقليم، والمتفرجون انتظارا للحسم ، او على امل (وهم :ادق) ان ينجح الحوثيون في تنفيذ المهمة ثم يندمجون في المشهد دون ان يستاثروا به، وهذا ما جرى عكسه تماما حتى الان".

وتابع بالقول " ربما لم ينتبه البعض الى ان الصراع في اليمن ليسس فقط بين الحوثيين والقاعدة، ولا بينهم وبين حاشد وآل الاحمر وحزب التجمع للاصلاح، فهؤلاء جزء من المشهد اليمني المعقد، واذا لزم الامر فلكل قبيلة يمنية جيشها ومصالحها ، وفي غياب الدولة وخيبة الشباب اليمني بعد اجهاض الثورة، سينفجر “خزان” التاريخ بكل ما فيه من عقد وثارات وحسابات، وسيجد الجميع انفسهم امام نفق مظلم لا يوجد اي ضوء في نهايته".

وقال "الآن أصبحت اليمن في قبضة الحوثيين وأصبح بمقدور إيران ان تمد “رجلها” إلى باب المندب، ومع تلويح الرئيس هادي بالاستقالة ، وان جاءت متأخرة، فان اليمن في الحقيقة بلا دولة ولا سلطة، ولا يوجد فيه زعامة يمكن لليمنيين ان يتوافقوا عليها  في ظل هذه الفوضى التي توّجها الحوثيون بالانقلاب على الشرعية، والاسوأ من ذلك ان الدول العربية المعنية بالشأن اليمني تبدو مشغولة او غائبة تماما حتى الان، فيما تتولى بعض السفارات الغربية إدارة “الملف” بالتنسيق مع طهران".

وقال " اية صورة اسوأ من هذه التي تطالعنا بها إخبار اليمن الذي كان سعيدا ..؟ واية مفاجاة ستصدمنا بها الايام المقبلة اذا لم يتحرك العرب لانقاذ هذا البلد مما ينتظره من اهوال لا يعلمها الا الله...؟".

 

*من صالح أبوعوذل