كذئب مفترس ينتظر الفرصة السانحة للانقضاض على فريسته ، يمكث برهان (حشتريم) بعين يقظه وأخرى نائمة في أحد ٲركان صالة المنزل المظلمة بعد ٱن أطفأ الأنوار ، الليل أسدل ستارة ، الهدوء يخيم على المكان ليعلن خلو أرضية الملعب من أي عنصر فجميع العناصر وخصوصا العناصر الصغيرة والمشاغبة في استراحة نوم بعد أشواط نهارية مزعجة .
يتسلل (حشتريم) خلسة إلى المطبخ بأطراف أصابع قدمية خشية من أن يحدث صوتا ، رغم ظلمة المكان إلا أن (حشتريم) يضع خطواته بكل ثقة ، يبدو اتقانه في عتمة الليل للطريق جليا ، أما أنا والذي أصغره بسبع سنوات كنت أترقب مثله للفريسة ، ولكن وفي هذا الوضع وبعد أن رأيت ما رأيت من تأهب ل (حشتريم) تلاشى أملي في الانقضاض ، لذا قررت أخبار والدي .
تمت مداهمة (حشتريم) من قبل والدي بعد أن أنار مصابيح المطبخ على حين غفلة ليتم ضبطه متلبسا بجريمة أكل شعير الأطفال (سيرلاك) .
الملازم الصيدلانية التي في يساره لم تشفع له من استهزاء والدي ولا من سخرية كاتب السطور ، بل زادت من كل ذلك .
الآن والدي بات يدرك مكمن خلل النفاذ اليومي (للسيرلاك) .
بعد أن ذهب الجميع عدت أدراجي نحو (السيرلاك) فوجدت اخي (العاني) الذي يصغرني بسنتين قد أكل ما تبقى منه .
عاد (حشتريم) يريد ملازمه التي نسيها في الموقف المحرج ليجدنا في عملية سطو غير مسلح على (السيرلاك) وقبل أن يصدم برؤوسنا...
صحيت على رنين هاتفي ، كان المتصل (حشتريم).
(حشتريم) : آلو ... سالم .. اخبارك .. علومك كيف الأهل والديرة.
(أنا): بخير... الله يسلمك... كل شي على مايرام ، متى باتجي?
(حشتريم): أن شاء الله الاربعاء الواجي بعد الانتهاء من الأمتحانات الفصلية .
أخبرته بما دار في منامي من كوابيس وسألته هل يعقل أو يمكن أن يكون الكابوس الذي أتاني في المنام من عشاق (السريلاك)!. (حشتريم): يمكن ... ،
ثم نادى : سالم
(أنا): نعم
(حشتريم): أنت مو أنت وأنت تأكل سيرلاك .