في الوقت الذي يعيش سكان بعض القرى بجبال الأطلس المغربية في أوضاع صعبة بسبب موجة الصقيع، وتساقط الثلوج التي تجتاح المملكة، فإن العديد من سكان المدن التحقوا بمحطات التزحلق على الجليد في تحد تام للظروف المناخية الصعبة، المتسمة بشدة البرودة وانسداد الطرق بالثلوج.

وتستقطب محطة "ميشليفن"، البعيدة عن مدينة "إفران" بـ 17 كيلومتراً، أفواجاً كثيرة من عشاق التزلج، لمزاولة نشاطاتهم الرياضية، كما توفر المحطة كل الإمكانيات لاستئجار أو شراء متطلبات مزاولة الرياضات المرتبطة بالثلج إلى جانب إمكانية تقديم دروس للمبتدئين في هذا النوع من الرياضات بأثمان أحيانا جد مرتفعة.

وتعرف هذه المنطقة من الوجهات السياحية القليلة في المغرب التي تعرف اكتظاظاً على طول العام، إذ يتوافد علي مدينة إفران سياح مغاربة وأجانب في الشتاء والخريف لمزاولة رياضة التزلج على الجليد، لتلتقي نخبة الـ"جيت ـ سيت" المغربية ومحبو الثلوج.

وفي السنوات الأخيرة تحولت إفران إلى مركز للتداريب الرياضية لممارسي ألعاب القوى بالخصوص، ويسميها بعض المعلقين في الصحافة الرياضية الدولية، بأنها "فردوس الرياضيين" يأتون إليها من فرنسا، وايطاليا، ومن المغرب بالطبع، لمزاولة نشاطاتهم الرياضية، بعيداً عن الأنظار، من دون أن تضايقهم الأضواء، أو يطاردهم المعجبون بحثاً عن توقيع، أو التقاط صور للذكرى.

وتعتبر إفران من أقدم المدن المغربية الجبلية والتي تقع على ارتفاع 1655 متراً فوق سطح البحر إذ يميزها البرد القارس والثلوج التي تغطي سفوح جبالها في الخريف والشتاء واعتدال الجو في الصيف والربيع، إذ تجذب الزوار بشلالاتها المائية والطبيعة الخضراء الخلابة.

إفران، كما ينطق باسمها سكانها الأصليون أمازيغ الأطلس، حافظت على الطابع المعماري الخاص الذي أقامه المستعمر الفرنسي في سنوات 1930 واستمرت البلدة في المحافظة على هذا الطراز المعماري الأنيق الشكل والذي يستوحي أناقة البيوت الشتوية الجبلية التي توجد بالمحطات العالمية مثل "سان موريتز" وغيرها.

وكانت الوجهة التي يقصدها المقاومون الفارون من قبضة المستعمر الفرنسي، لتصبح فيما بعد من أفضل الأماكن التي يقصدها الزوار للاستمتاع بالجو اللطيف والمعتدل وأصبحت منتزها للعديد من الأسر المغربية والسياح.