من منا لا يتذكر عدن أيام زمان .. ذلك الزمان الذي لا يكل أجدادنا وجداتنا وأبناءنا والأكبر منا يتحدثون عنه.. يوم كان الأمن والأمان عنوان الحياة في هذه المدينة التي يعشقها العصافير ويعانقها البحر والجبل حتى طيور البجع سافرت من بعيد لتسكن يوما فيها .
في عدن زمان كانت الجدات يفرشن الأرض بكل أمان أمام " دكة منازلهن" لا خوف من طائش وعابث ولا هن يحزنن أو يخيفهن شيء غير العلي القدير..
كن يجلسن بكل حرية ويتبادلن النقاش بالشأن العام وعن كل ما يمس حياتهن وكانت ضحكاتهن تعلو لتعانق السماء الصافية وكثيرا ما كان القمر يسافر في هذه الجلسات التي افتقدناها اليوم بعد ما افتقدنا الأمان ..
ذكرتني هؤلاء النسوة في احد حارات " حوافي " المعلا " الخلفية بعدن أيام زمان بتلك الذكريات التي حملناها معنا في مسيرة حياتنا نستأنس بها من وحشة الحاضر المليء بالتعب المكابر والخوف من المجهول الغادر.. فمتى سيعود هذا الزمان ؟!
متى سنتجول في حوارينا ونشاهد زماننا الجميل وقد عاد من جديد؟!.
*من ابتسام عسيري
