مؤشرات الواقع السياسي تقول ان اليمن تسير على خطى النموذج العراقي والسوري وان المخطط الحاصل في المنطقة العربية اكبر بكبير من جزئية صراع يمني يمني أو غيره.
بحسب رؤية سياسية يقدمها القسم السياسي بصحيفة "عدن الغد"فان الصراع الحاصل في المنطقة العربية يهدف إلى إسقاط اكبر دولتين عربيتين هما "السعودية" و "مصر".
بالنسبة للسعودية:
تتمثل ملامح هذا المشروع في التالي – تقسيم العراق طائفيا خلال السنوات الماضية ومن ثم إظهار داعش بصورة مفاجئة كقوة غير متخيلة ومنحها قدرة السيطرة على مناطق واسعة من العراق والسعي لأجل تهديد المناطق الشيعية دون إسقاط الكثير منها وبينها العاصمة "بغداد".
- المخطط في الأساس أمريكي وعبره يتم جر السعودية لتمويل حروب طائفية طويلة الأمد واستنادا إلى المخاطر الموجودة في العراق ستلزم السعودية بدفع ضريبة هذه الحرب من الميزانية السعودية.
- ستدعي أمريكا أنها ستحارب تنظيم داعش وهي في الحقيقة تعمل خلاف ذلك والدليل على ذلك ان قوات داعش لاتزال حتى اليوم تهاجم المدن بقوات ضخمة ولاتتعرض لعملية قصف أمريكية واحدة (انظر هجوم داعش على بلدة البغدادية في الـ 12 فبراير 2015).
- ستظل الحرب ضد داعش في العراق سنوات قادمة ولن تنتهي ولن تحسم والهدف من كل ذلك أنهاك المملكة العربية السعودية"ماليا" وزيادة الضغط عليها ونقل المعركة إلى أراضيها لاحقا .
- ستسعى أمريكا إلى تطبيق النموذج العراقي في اليمن وسيشكل اليمن خلال المرحلة المقبلة وفق الخريطة التالية :
- ستظهر القاعدة بشكل مفاجئ وستسيطر على عدد من المحافظات اليمنية في المحافظات الوسطى وفي الجنوب وستسقط محافظات مثل شبوة وأبين والوادي بحضرموت والمهرة من الجنوب ومأرب والبيضاء وأجزاء متفرقة من إب بيد القاعدة وستبقى عدن وحيدة والمكلا بيد الحكومة ولن تسمح أمريكا بسقوط هذه المناطق كونها مهمة لحركة الملاحة الدولية.
- ستدعي أمريكا أنها ستحارب القاعدة في اليمن وستقنع السعودية بتحمل تكاليف نفقات الحرب وستبدأ الغارات الجوية وسنشاهد نفس الفيلم العراقي السوري في اليمن.
- المجتمع الدولي سينقسم على النحو الموجود في النموذج العراقي وستناصر روسيا دولة الحوثيين في الشمال وستحول دون أي إجراء سياسي حقيقي لوقف القتال في اليمن وستواصل أمريكا الادعاء بأنها تحارب القاعدة وستطلب دعما اكبر من السعودية .
-ستدعي روسيا بأنها تبحث عن تسوية حقيقية في اليمن مثلما في العراق وستبيع اطنان من السلاح إلى القوى المتحاربة في اليمن وستقبض أمريكا تكاليف الضربات الجوية من السعودية وهنا سيكون كل طرف (أمريكا وروسيا) مستفيد مما يدور
- مع مرور الوقت ستجد السعودية نفسها محاصرة وفق سياسة الكماشة الخطر الداهم من الناحية العراقية والخطر الداهم من الناحية اليمنية وستدفع مليارات الدولارات على أمل انتهاء الحرب لكن دون جدوى حينها ستكون "نار" الحرب أضخم من ان تطفئها أي جهود.
- بمباركة أمريكية ستعزز "قطر" دعمها الإعلامي لتنظيم داعش في اليمن مثلما تعمل الآن في العراق ولأجل ضمان رفده بالآلاف من المقاتلين وستتحرك ماكينات إعلامية ضخمة في هذا الإطار .
- رويدا رويدا ستصل نار الاحتراب في العراق وفي اليمن إلى الأطراف السعودية وستستنجد المملكة بالحليفة الكبرى "أمريكا" لكن دون جدوى سنرى نموذج مشابه لما حدث في العراق واليمن يندلع في المنطقة الشرقية بالسعودية وغيرها من المناطق وحينها سيتم الإجهاز على السعودية .
- سيتم نقل المعركة في المرحلة الثالثة من المخطط الأمريكي إلى الأراضي السعودية وستغرق المملكة في الفوضى القادمة من خلف الحدود .
- ستستمر هذه الحروب سنوات قادمة ولن يكون فيها "منتصر" سيقتل الناس بعضهم بعضا سيقتل مئات الالاف من السنة ومئات الالاف من الشيعة وسيختلط الحابل بالنابل ولن تقوم للعرب قائمة بعدها وستخرج أمريكا وحيدة "منتصرة" من هذه الحرب.
