آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:00ص

ملفات وتحقيقات


رجل التدريع الأول في اليمن .. بن جلال : كيف قضى وزير الدفاع السابق على التصنيع العسكري !!!

الأربعاء - 18 فبراير 2015 - 11:47 م بتوقيت عدن

رجل التدريع الأول في اليمن .. بن جلال : كيف قضى وزير الدفاع السابق على التصنيع العسكري !!!

استطلاع / محمد الواشعي

برز كجندي في الجيش بمحافظة مأرب ،و التحق بأول قوات وحدات خاصة في العام 1997م ، ثم تدرج في السلك العسكري ،حتى أصبح من أكثر المقربين من قائد الحرس الجمهوري السابق أحمد علي عبدالله صالح  و الذي قام بتعيينه  مديرا لمراكز التصنيع الحربي ، خلال زيارتنا الى محافظة مأرب ألتقينا   مدير مراكز التصنيع العسكري التابع للجيش اليمني  في منزلة  بمدينة  حصون آل جلال ،رجل التدريع الأول و قائد ثورة  التصنيع الحربي في اليمن  ابن قبيلة عبيدة  الذي يمتلك موهبة دون تعلم في تصنيع و تدريع سيارات حديثة للجيش اليمني المقدم  حسن فرحان بن جلال عرفه العالم من خلال العربات العسكرية المصفحة  الذي أبتكرها  و تعرف باسم الأسرة "جلال" قدم أفكارا وابتكارات، و أستطاع ذلك الشاب الثلاثيني  القادم من أعماق القبيلة  في حصون آل جلال "قبيلة عبيدة" بمحافظة مأرب أن يقود ثورة صناعية  و يلعب دور  كبير في تنمية قدرات الجيش اليمني .و يحقق قفزة نوعية في مجال التصنيع الحربي  و العسكري في اليمن  من خلال إنتاج  أطقم و مدرعات حربية ،صناعة يمنية خالصة ، وفق أحدث مواصفات التصنيع العسكري العالمية .

 

بصمة مميزة

 بصمتة المميزة في ابتكاراته  دفعت بعض الدول العربية  لاستقطابه للعمل لديها وفق مزايا مادية و معنوية كثيرة منها الحصول على الجنسية الا ان حبة لوطنه و خدمته لأبناء شعبة رفض العمل خارج اليمن ، و قالت أبنة عمة المخرجة التلفزيونية فاطمة بن جلال التي أنتجت الفيلم الوثائقي "ابن القبيلة و التحدي "  ان المقدم  حسن بن جلال مثال واحد من العديد من الأمثلة في قبيلة عبيدة و مأرب الذين نفتخر بهم داخل و خارج الوطن ، و تأمل ان تستطيع هي و أبن عمها حسن بن جلال تغيير  ولو جزء من الصورة النمطية السلبية التي أخذها البعض عن محافظة مأرب  وقبيلة عبيدة.

 

 

حياته

لا يعرف الكثير من اليمنيين عن التصنيع الحربي اليمني ، و حسب المقدم حسن بن جلال ان ابتكار و تصنيع  المصفحات موهبة كمواهب الشعراء و المخترعين ، و قد تأثر كثيرا بالبيئة المحيطة به منذ طفولته التي تعد بيئة قبلية في ظل حروب الثأر التي كانت تشهدها قبيلة عبيدة التي ينتمي اليها يقول عن تلك الفترة ": و أنا في الابتدائية كنت أجد قذائف صغيرة على الطريق و أضعها في الشنطة المدرسية و أخذها الى البيت ، و أشاهد الأسلحة بمختلف أنواعها مع والدي ،و كان لها كتالوجات ،فتأثرت بها و كنت أبحث فيها وكيف تم صناعتها و  أقرأ الكتالوجات بدلا عن الكتب المدرسية ،و أحب السلاح و القنص كثيرا ".

 

عشيقة بن جلال

 مع اندلاع حرب صيف 94  شارك النقيب بن جلال في الحرب  و هو في ال17 تقريبا وجرح خلال المعركة  برصاصتين احداهما في يده و الأخرى استقرت في صدرة بجانب القلب ، ثم نقل بعدها إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، و بعد شفائه  رفض الأطباء اخراج الرصاصة التي في الصدر خشية تعرضه لمضاعفات صحية ،و ماتزال الرصاصة في صدرة الى اليوم يقول بن جلال " سكنت الرصاصة بجانب القلب  و ما تزال الى اليوم في صدري فازداد حبي للأسلحة ، و قلت هذه عشيقتي مثلما قلبي يعشق السلاح ".

 

استقطاب

رغم أن  بن جلال لم يواصل تعليمه  الجامعي في مجال الهندسة إلا أنه  بات مخترعا ،و في 1997م ،تم استقطابه من قبل اللواء علي أحمد مصلح الذفيف و هو قائد لواء في الحرس الجمهوري "سابقا" حيث ألتحق بالدفعة الأولى وحدات خاصة في الحرس الجمهوري ، و أثناء المدة التي قضاها في اللواء كان يقوم بإصلاح الأليات و منصات الأسلحة ،و هندسة المعدات العسكرية ، الأمر الذي أثار أعجاب اللواء الذفيف ،و دفعة الى توجيه خطاب الى الرئيس السابق علي عبد الله صالح يتحدث عن مهارات بن جلال و يدعوا للاستفادة من خبراته لخدمة الجيش .

في العام 1999م عندما تولى أحمد علي عبدالله صالح قيادة الحرس الجمهوري تقدم بن جلال بمجموعة من التصاميم  المبتكرة للمصفحات و الأسلحة ، و قد نالت تلك النماذج أعجاب قائد الحرس، و عمل على دعمة وتشجيعه على الاستمرار ، وقدم له  التسهيلات اللازمة  لإطلاق ابتكاراته والاستفادة منها في التصنيع الحربي .

 

 

بن جلال والإرهاب  

في وقت كان  حسن بن جلال يستعد لبدء مشوار التصنيع الحربي بعد أن حظيت ابتكاراته بدعم و تشجيع قائد الحرس الجمهوري ،كانت هناك حملة عسكرية كبيرة متجهه الى مأرب ضد الإرهاب و ملاحقة الارهابيين بينهم أبو عاصم الاهدل و كان ذلك في العام 2000م ، و قد تلقت  السلطات اليمنية معلومات تحريضية و مغلوطة  حينها  ان بن جلال يقوم بإيواء ارهابيين و أنضم للقتال معهم ضد الدولة ،ما أضطره الى ترك الجيش.

 

بن جلال ..مطلوب أمنيا

 أوقفت السلطات مرتب بن جلال  ، و بقي ملاحقا  7 أعوام منذ العام 2000_2007م  على خلفية المعلومات التي تلقتها السلطات العليا عن القتال ضد الدولة الى جانب  ارهابيين في تنظيم القاعدة،  فتوجه  في  تلك الفترة الى ممارسة الأعمال الحرة ،بينما الرئيس السابق كان يبعث مشائخ من مارب ووساطات الى المقدم بن جلال من اجل الحضور الى القصر الرئاسي لتسوية الخلاف معه، و قالت الوساطات " الرئيس التزم بنا لا تتعرض لمكروه  و انت في وجه الرئيس" لكن بن جلال رفض  التوجه مع الوساطة مرارا ثم  طلب وجه نجلة أحمد علي كونه يعرفه شخصيا ".

 

في العام 2007 م وافق بن جلال أخيرا على التوجه الى صنعاء مع الوساطة لمقابلة نجل  الرئيس السابق بعد انقطاع دام 7 سنوات ،ثم تسلم مراكز التصنيع العسكري ،و بدا العمل في تطوير أول عربة عسكرية أطلق عليها أسم " جلال 1 " ثم عربة "جلال 2 " و أيضا العربة العسكرية المميزة "جلال 3" و هي عبارة عن  حاملة جند و سيارة اسعاف و عربة لإخلاء الجرحى بهيكل مصفح و  تدريع بمواصفات عالمية ،محرك لكزس بقوة 400 حصان و تتميز بسرعة قصوى و متانة عالية في التضاريس الوعرة ،و انتج منها 60 عربة ،و 470 طقم مدرع "جلال4" و هي اطقم عادية  بقوة 250 حصان و خفيفة و سريعة جدا ،. عربات جلال المدرعة ( الهجومية ) يمنية الصنع وتتميز بسرعة عالية وهجومية دفاعية وحاملة جند مركزية، كما تم انتاج عربات جلال 5 و هي تشبه جيب اميركي صغيرة الحجم ،و توقف العمل في مراكز التصنيع قبل ان يتمكن من انتاج عربات "جلال 6 ، جلال 7 ، جلال 8 " و التي كان قد أستكمل  تصميمها .

 

يقول بن جلال في  حديثة ان لدية ابتكارات و مشاريع صناعية كثيرة ، وانه  يتألم عن كل يوم يمر والعمل في التصنيع العسكري متوقف ،مؤكدا انه لو وجدت الارادة لدى الحكومة و قيادة الجيش فأن اليمن سيكون مصدرا للعربات المدرعة للعالم بعد الاكتفاء ، و يشير الى بعض من نماذج ابتكاراته و منها دروع الدبابات التي تحميها من قذائف الــ R B G حيث كان  أبتكرها في العام 2002م  بمحافظة مأرب ، و فوجئ  في العام 2006 م بمشاهدتها على العربات البريطانية ،و يضيف : تألمت عند مشاهدة تلك الدروع على العربات البريطانية و كأن هناك من سرق فكرتي ".

 

 هدايا للأردن و الامارات

كانت اليمن قدمت هدية للملك الأردني عربتين مصفحة نوع "جلال3" عبر الحكومة اليمنية ،و 4 عربات من ذات النوع للأمير محمد بن زايد آل نهيان دولة الامارات العربية المتحدة من ابتكارات بن جلال و التي نالت أعجاب العديد من الزعماء و القادة العرب ، و تكفلت الأمارات العربية المتحدة بتقديم آليات و معدات تصنيع و قامت بأنشاء مصنع متكامل للتصنيع الحربي في قيادة الحرس الجمهوري "ٍسابقا" بصنعاء ، و كان  فريق عسكري اردني قام بزيارة الى مركز التصنيع العسكري  بصنعاء للاطلاع على سير العمل فيها والإمكانيات و المعدات المتوفرة ،حيث فوجئ الفريق الأردني ان مكونات المصنع بسيطة و هي عبارة عن مكائن لحام صغيرة ، و 60  شابا يمنيا يقوموا على انتاج  تلك العربات العسكرية.

آخر ابتكاراته كما يتحدث عنها بن جلال كانت عبارة عن   طائرة صغيرة تشبه الطائرات الرياضية ، و تستطيع الطيران لمسافة 400 كم  و العودة ، و هي صناعة يمنية خالصة ،و توقف العمل فيها عام 2011م ، بسبب توقف التمويل من قبل الحكومة رغم ان نسبة الانجاز فيها قد وصلت الى    80 % .

 

انتكاسة

ازدهار التصنيع الحربي لم يستمر طويلا اذ سرعان ما تعرض لانتكاسات متلاحقة أدى الى  توقف انتاج  منشآت التصنيع  العسكري من المصفحات و العربات الحربية   ،و ساهمت عراقيل عدة في توقف التصنيع العسكري أهمها الأحداث التي تشهدها البلاد و عدم استقرار الأوضاع السياسية و الأمنية  منذ 2011،  و أيضا    انشغال  الحكومة و وزارة الدفاع بالشأن السياسي  و تدهور الأوضاع الاقتصادية ،اضافة الى الحرب الشعواء التي يتعرض لها التصنيع العسكري المحلي و يقودها تجار الأسلحة و نافذين  و ضباط في الجيش ،اعتادوا على  عمولات صفقات الآليات العسكرية الباهظة  المستوردة من الخارج .

 

وزير الدفاع ..قضى على كل شيء

يؤكد بن جلال ان مراكز التصنيع الحربي ما زالت متوقفة عن العمل منذ 2011 ، و ترفض وزارة الدفاع اعادة تشغيلها ،مشيرا الى ان وزير الدفاع السابق محمد ناصر أحمد قضى على مراكز التصنيع العسكري و أصبحت  خاوية على عروشها ،و في وزارة الدفاع من يحاربوني و لا يريدون ان نصنع شيء " . معبرا عن أملة في ان تستقر الأوضاع السياسية و الأمنية، و قال انه يعتكف حاليا بمنزلة في حصون آل جلال لا يمارس أية أعمال منذ توقف العمل في مراكز التصنيع العسكري ،يقوم بتطوير بعض الأفكار و الابتكارات  و التصاميم المستقبلية ،مؤكدا انه يعمل على ابتكارات ستذهل العالم في مجال التصنيع العسكري.