آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-08:30م

أخبار وتقارير


هل سيتمكن حزب الإصلاح من استخدام الجنوب لتصدر المشهد السياسي في اليمن مجدداً؟

الإثنين - 23 فبراير 2015 - 08:08 م بتوقيت عدن

هل سيتمكن حزب الإصلاح من استخدام الجنوب لتصدر المشهد السياسي في اليمن مجدداً؟
متظاهرون مناوئون لجماعة الحوثي في صنعاء

القسم السياسي بصحيفة (عدن الغد)

هذا التقرير أعده القسم السياسي بصحيفة "عدن الغد" – الآراء الواردة فيه لا تعبر عن وجهة أي طرف سياسي وهي تعبر عن رؤية كاتبي ومعدي هذا التقرير

 

كانت الأضواء خافتة ومسلحون بالقرب من نقطة تفتيش تابعة للجان الشعبية في مدينة زنجبار الساحلية بأبين يراقبون الوضع حينما مر العشرات من الأشخاص من منتسبي حزب الإصلاح وهم يحملون صورا للرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي" مساء يوم الاثنين .

كانت هذه هي التظاهرة الأولى للحزب الإسلامي منذ سنوات في زنجبار وجأت عقب عودة الرئيس "عبدربه منصور هادي" من صنعاء إلى عدن بعد أسابيع من الحصار الذي فرضته عناصر جماعة الحوثي في صنعاء .

خلال الأشهر الأخيرة من العام 2014 مني حزب الإصلاح اليمني بخسائر فادحة عقب تقدم متسارع لجماعة الحوثي وسيطرتها على الأوضاع في مناطق واسعة في شمال اليمن .

لسنوات طويلة ظل حزب الإصلاح عقب انفراط عقد تحالف قصير مع نظام الرئيس اليمني السابق "علي صالح" احد أحزاب المعارضة اليمنية لكنه وجد في حركة احتجاجات شعبية اندلعت في العام 2011 ضد نظام الرئيس اليمني السابق "علي صالح" فرصة للظهور السياسي.

مع اقتراب العام 2011 بدأ ان حزب الإصلاح هو القوة السياسية الصاعدة التي ستحكم اليمني لسنوات قادمة .

كل المراقبين للحالة السياسية ظنوا ان الإصلاح  بات يملك القدرة السياسية على الإمساك بزمام الحكم لسنوات طويلة وهي الحسابات التي اتضح لاحقا بأنها غير صحيحة.

تمكن حزب الإصلاح من ان يكون القوة السياسية الأولى التي استفادت من سقوط نظام صالح وتوالى الأمر عقب تشكيل حكومة الوفاق الوطنية في اليمن بسقوط الوزارات الحكومية بيد نشطائه في جميع المحافظات اليمنية .

مع منتصف العام 2014 بدأ ان جماعة الحوثي في طريقها إلى تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية إضافية وفي المقابل بدأ ان حزب الإصلاح سيخسر .

كان الحزب قد أوقف جميع تظاهراته السياسية ضد الحكومة وتحولت جميع أنشطته للدفاع عن حكومة الوفاق الوطنية التي تشكلت بالتناصف بين حزب أحزاب معارضة وبين حزب الرئيس اليمني السابق .

في الجنوب تظاهر الآلاف من مؤيدي حزب الإصلاح في بداية العام 2011 وكان غالبيتهم من الأشخاص المناوئين لنظام صالح لكن عدد المتظاهرين انحسر لاحقا وأوقف الحزب الإسلامي جميع التظاهرات بعد استيلائه على السلطة .

تنكر حزب الإصلاح عقب العام 2011 لكل أدبياته السياسية تجاه الجنوب وهاجمت وسائل إعلام تابعة له لأشهر طويلة الحراك الجنوبي وبات وصف الجنوبيين في وسائل الإعلام هذه هو "الحراكيش".

تسارعت الأحداث في اليمن وتمكنت جماعة الحوثي من دخول العاصمة اليمنية صنعاء في الـ 21 من سبتمبر 2014 وتحول حزب الإصلاح من قوة سياسية ضاربة إلى قوة "مطاردة" عقب هروب جميع قياداته واحتلال الحوثيين لمقراته .

باتت القناة "سهيل" التي لطالما هاجمت الجنوبيين بيد جماعة الحوثي ومثلما احتل الاصطلاحيون عقب حرب صيف 1994 لمقرات الحزب الاشتراكي اليمني سقطت غالبية مقراته بيد "الحوثيين "

لم يتوقف تسارع الأحداث بسقوط صنعاء حيث واصلت جماعة الحوثي تضييق الخناق على الرئيس هادي رغم التوصل إلى اتفاق تسوية سياسية انتهى بتشكيل حكومة الكفاءات اليمنية .

انتهى عقد الوفاق السياسي بين الرئيس هادي وانتهى باندلاع معارك عنيفة في أواخر يناير 2015 وفرض حصار عليه وعلى عدد من الوزراء في حكومة "بحاح".

أعلنت جماعة الحوثي من طرف واحد سيطرتها على مقاليد الأمور في صنعاء وغابت جميع القيادات اليمنية السياسية والأطراف الأخرى وبدأ ان الحوثيون هم القوة السياسية الوحيدة في اليمن .

لأول مرة منذ العام 1994 غازلت قيادات من حزب الإصلاح في الجنوبيين وتحدثت عن حق تقرير المصير للجنوبيين .

كان هذا الأمر عقب استيلاء الحوثيين على صنعاء ومن ثم حصارهم لمنزل الرئيس "هادي" .

بدأ وكان حزب الإصلاح فقد فقد جميع قدراته في المناورة السياسية في لذا توجه جنوبا بهدف الضغط على جماعة الحوثي واستخدام سلاح "استقلال الجنوب" عن الشمال كسلاح يرفع في وجه الجماعة .

استبشر قطاع واسع من الجنوبيين بالتحركات السياسية الأخيرة لجماعة الحوثي وتعالت الدعوات لاحتضان القيادات الإصلاحية العائدة صوب الجنوب .

لم يستمر الأمر طويلا بدأ واضحا ان حزب الإصلاح يعيد ترتيب أوراقه السياسية في الجنوب ليجعل منها منطلقا لحركة احتجاجات شعبية ضد جماعة الحوثي على أمل استعادة سيناريو 2011 في اليمن .

دشن الحزب احتجاجات صغيرة أمام مبنى الحكومة المحلية في عدن قبل أيام من إطلاق سراح "هادي" وامتدت نشاطاته عقب خروج هادي إلى محافظات أخرى بينها "أبين " التي أصدرت أحزاب اللقاء المشترك بيانا سياسيا وهي التي يسيطر عليها حزب الإصلاح".

في الـ 21 من فبراير 2015 ظهر الرئيس هادي في عدن عقب تمكنه من مغادرة منزله في صنعاء وعند حلول المساء صدر بيان سياسي اتهمت أطراف موالية لحزب الإصلاح بأنها هي من أعدته .

لم يتطرق البيان السياسي الصادر عن "هادي" أي إشارة لا من قريب ولا من بعيد للجنوب وقضيته وحمل نفس التوجهات السياسية التي أكدت عليها قوى حزب الإصلاح خلال الأعوام الماضية منذ الإطاحة بحكم الرئيس اليمني السابق "علي صالح".

حملت عودة هادي إلى عدن وبدء عمل سياسي منها مؤشرات على ان القوى السياسية المعارضة للحوثيين وعلى رأسها حزب الإصلاح ستحاول العودة إلى واجهة المشهد السياسي في اليمن عبر بوابة الجنوب .

يمكن لحزب الإصلاح تحقيق الكثير من المكاسب السياسية التي فقدها في الشمال عبر المواجهة السياسية القادمة والتي سيكون طرفها الأول "هادي" مدعوما بقوة دولية وخليجية على وجه التحديد وبين الحوثيين الذين باتوا يملكون القوة على الأرض في اليمن .

تمنح جميع المعطيات السياسية حزب الإصلاح لاستخدام الجنوب كقاعدة لتدشين نشاطه السياسي الذي تراجع منذ مطلع العام 2014 .

يمكن لحزب الإصلاح ان يستفيد من حالة عداء واسعة النطاق في جنوب اليمن لتحشيد القوى الشعبية ضد هذه الجماعة ومن ثم تصدر المشهد السياسي في اليمن مجددا عبر بوابة الجنوب .

وربما تؤدي احتجاجات متعاظمة في الجنوب وفي مدن يمنية أخرى إلى تقليص نفوذ جماعة الحوثي الأمر الذي قد يمكن حزب الإصلاح إلى العودة وممارسة نشاطه ونفوذه السياسي في صنعاء  مرة أخرى .

السؤال الاكثر أهمية الذي يجب ان يطرح في الجنوب في حال مابات مسرحا لكل هذه الصراعات ماهو موقف كل هذه القوى من مطالب الجنوبيين السياسية ؟