آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-01:53م

ملفات وتحقيقات


تقرير: غيل باوزير .. والخمر المسكوب

الثلاثاء - 24 فبراير 2015 - 12:44 م بتوقيت عدن

تقرير: غيل باوزير .. والخمر المسكوب

غيل باوزير ((عدن الغد)) خاص:

تقرير / أحمد عمر باحمادي

 

تعود غيل باوزير مجدداً لتتصدر مشاهد الخمور المسكوبة والاقتحامات الليلية لأماكن صناعة الخمور، وذلك بعد غياب دام أشهر لتردي الأوضاع وتململ الوضع الأمني بالمديرية من حيث إحلال قوات الجيش بدلاً عن القوات الأمنية.

 

المشهد هذه المرة اكتسب مزيداً من الهيلمان والشهرة، كون الخمور المكتشفة قد صُبت في مكان بارز يتمثل في "جولة الفانوس" إذ المكان مكتظ بالحركة ويمثل الملتقى والمدخل الرئيس إلى قلب المدينة، ونبضها الذي تتردد في طياته غالب الحركة التجارية والعمالية، وتدشن فيه حتى الفعاليات الثقافية والاجتماعية بمختلف مشاربها.

 

ومع أن الأمر بدا في أوله غير ذي مغزى مما تسبب في انزعاج الكثير من الناس، إلا أن ثمة تفسيرات وراء هذا الفعل المتعمد والمقصود وهو دحض اتهامات الكثير حول مدى استفادة القوات الأمنية من الخمور المضبوطة، لذا فقد تم سكبها على نطاق واسع في المكان المشار إليه لإثبات العكس مع الحرص على مشاهدتها من قبل غالبية سكان المدينة والمديرية بشكل عام.

 

وفي حديثنا حول تلكم الحوادث لا يجب أن نغفل أن حضرموت تربعت على عرش أكثر المحافظات صناعة للخمور، إذ أشار تقرير إحصائي صادر عن وزارة الداخلية إلى أن عدد جرائم صنع الخمر قد بلغت في العام 2013م ( 31 ) جريمة تم ضبطها جميعاً وأنها ارتفعت في العام المذكور بنسبة % 34,8 عن العام الذي قبله 2012 م، وأوضح التقرير بأن تلك الجرائم سجلت في ( 8 ) محافظات حيث تصدرت حضرموت بعدد (16) جريمة, تليها المهرة بعدد 6 جرائم بينما احتلت أمانة العاصمة المرتبة الثالثة بوقع 3 جرائم, يليها محافظة إب بواقع جريمتين, لتسجل جريمة واحدة لكل من محافظات : عدن, لحج, الضالع, سيئون.

 

أستطيع أن أؤكد أن الجرائم الخاصة بترويج المخدرات وبيع الخمور وأماكن الدعارة والاتجار بالشرف قد شهدت في فترة ما أقل مستوياتها في المحافظة عموماً وذلك إبان وجود العقيد فهمي محروس كمدير أمن للمحافظة وتنظيمه للكثير من الحملات والاعتقالات لأماكن ومواقع التجار والمروجين ومعامل المصنعين للمخدرات والخمور المحلية بمختلف أنواعها، وكم نقلت مواقع الأخبار الكثير من حوادث الإتلاف للمخدرات والخمر المحلي والمستورد في العديد من مناطق ومديريات المحافظة فيما مضى، لكن يبدو أن المؤامرة الدنيئة بإبعاده عن إدارة أمن المحافظة قد أعطت المتاجرين بمآسي الناس وفلذات أكبادهم فرصة كبيرة لتعويض ما أصابهم من خسائر ونكبات إبان وجود الرجل الحديدي غير المتواطئ مع أولئك الظلمة الأشرار، فبتنا نشهد انتشاراً بيناً وملحوظاً للمخدرات كالحشيش والحبوب المخدرة حتى أضحت تباع في أماكن محددة ناهيك عن ترويجها وشيوعها بين فئات عمرية صغيرة كالمراهقين والشباب وفئة النساء.

 

ينبغي أن نعلم أن الجهود التي تقوم بها قوات الأمن ربما يطغى عليها بشكل واضح جانب الارتجالية والمفاجأة، والأمر إن كان ضرورياً للحفاظ على عنصر المباغتة إلا أننا لا ندرك بالضبط كيف ومتى تقوم الشرطة أو الجيش بالاقتحامات، من حيث أخذها البلاغات من قبل المواطنين مأخذ الجد أو أن المسألة لا تعدو تصفية حسابات في بعض الأحيان، وإلا فإن الجميع يدرك كم المواقع التي طغت عليها الشهرة بالدعارة وبيع المخدرات في مناطق مختلفة بالمحافظة لا تطالها يد، ولا يقربها تفتيش ولا اقتحام مما يلقي بالكثير من التساؤلات والاستفهامات عن مدى الإخلاص في تنفيذ مثل هذه العمليات الهامة.

 

ثمة ملاحظة هامة يجب التنبيه لها والإشارة إليها وهي أن عمليات نشر الرذيلة والاتجار بالمحرمات وترويج الممنوعات تحظى بدعم كبير من بعض النافذين والفاسدين ومافيا التحلل الأخلاقي التي ضربت أطنابها بقوة في محافظتنا مستغلة الوضع الأمني المتردي، وما لم تقف الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في قيادة أمن محافظة حضرموت وقفة مسئولة يؤازرها المواطنون كافة وكل الفعاليات ومؤسسات المجتمع المدني تجاه هذا الطوفان الجرار فإننا نخشى أن تبدو النداءات التي أطلقناها ونطلقها ويطلقها غيرنا من الغيورين على هذا الوطن كلاماً مكرر جداً ومستهلكاً.