آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-06:25م

ملفات وتحقيقات


الإخوان في اليمن وحلم العودة من عاصمة الجنوب ؟

السبت - 28 فبراير 2015 - 06:35 م بتوقيت عدن

الإخوان في اليمن وحلم العودة من عاصمة الجنوب ؟
الإخوان في اليمن هم المستفيدون من المواجهات القادمة بين صالح والحوثيين ، سوى من خلال إتاحة الفرصة لها للعودة للمشهد وأختارت هذه القواعد أن تكون عدن عاصمة دولة الجنوب هي نقطة الإنطلاقة ، أو من خلال تغذية الميليشيات المسلحة التابعة لها (تنظيم القاعدة) إستعداد للمواجهة الحاسمة التي ستكون الفاصلة بين صراع طائفي (سني ـ شيعي) وستكون إنطلاقت هذه الفاصلة من محافظة مأرب

عدن ((عدن الغد)) خاص :

في ظل ما تشهده اليمن من تحولات كبيرة ومفارقات قد يراها البعض أنها تتجه صوب حرب أهلية لن تنفرج بسهولة خصوصا وأن أطراف النزاع أصبحت واضحة المعالم ، ففي صنعاء هناك جماعة مسلحة تحاول أن تتغطى بعباءة  شرعية دستورية ، وقيادة سياسية  في عدن تسعى للعودة للشرعية التي كانت قد أجبرت على تركها.

 

التحولات التي شهدتها اليمن خلال الأيام الماضية كانت مفارقاتها واضحة ليس على المشهد السياسي الداخلي فحسب بل على الساحة الخارجية ايضا، الرئيس هادي الذي قد قدم أستقالته في وقت سابق جراء الضغوط السياسية والعسكرية المفروضة عليه من قبل جماعة أنصار الله (الحوثيين) المدعومة من قبل أركان الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح  تمكن من الوصول إلى عاصمة دولة الجنوب السابقة عدن أيضا بدعم أركان نظام ذات الرجل الذي أصبح يلعب بأوراق وكروت أدت إلى تعميق أزمات البلاد الذي لم يشهد استقرار فعلياً منذ سقوط نظام صالح.

 

من ضمن تلك المفارقات سقوط حزب سياسي تصدر المشهد لفترة بسيطة قبل أن يدخل في صراع ليس سياسي بل مذهبي وعقائدي بل وصل الأمر للصراع الطائفي، فحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين ) الذي أضحى حاليا من الأحزاب الضعيفة بعد سقوط رموزه وأركانه بصورة مفاجئة وسريعة بيد جماعة أنصار الله (الحوثيين) الذي يعتبرون الحزب عدوهم الأول في اليمن بدليل مطاردة هذه الفئة الطائفية لعناصر الحزب في أماكن ومحافظات مختلفة ولم يعد لهذه الفئة ملجأ آمن سوى المحافظات الجنوبية التي لم تخضع حتى اللحظة لسيطرة تلك الجماعة.

 

وخلال اليومين الماضيين تدفقت أفواج إخوانية عبر مطار عدن الدولي المنافذ البرية  للمدينة سواء من العناصر التي فرت سابقا إلى دولة مجاورة أو دول أوروبية أو تلك التي كانت تختبئ في أوكار مجهولة خوفاً من أن تطالها أيادي الطائفية (أنصار الحوثيين) الذين يرون في حزب التجمع اليمني للإصلاح وأنصاره بأنه حزب سني يسعى إلى إبادة الشيعة كونهم إرهابيين ويساندون تنظيم القاعدة ، وهذه الصفات سعت جماعة الحوثي لإشاعتها وإطلاقها عبر أبواقها الإعلامية المختلفة من أجل تأمين الغطاء لإنهاء الحزب وأركانه وهذا ما تم فعلا منذ محاصرة صنعاء وهروب عدد من القيادات الإصلاحية على رأسهم حميد الأحمر واللواء علي محسن وغيرهم الكثيريين ناهيك عن تدمير قواعد قيادات ونسفها بصورة بشعة في العاصمة ومحافظات أخرى.

 

عودة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للمشهد عن طريق إيصاله إلى عدن بمساعدة من أركان الرئيس السابق علي عبدالله صالح بواسطة مشائخ وأعيان مرموقة وبدعم من دول مجلس التعاون الخليجي يكشف مدى الصراع الكبير القائم بين جماعة الحوثيين ونظام صالح خصوصا بعد تجاهل الحوثيين تقاسم السلطة عقب إزاحة هادي عن المشهد ، الصراع بين صالح وجماعة الحوثي  دفع بقيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح للتوجه إلى عدن والبدء بتجميع أركان الحزب وترتيب أوراقه للعودة للمشهد والاستفادة من حالة التخبط الذي تشهد اليمن سواء في الشمال بين الرئيس صالح والحوثيين والجنوب بين فصائل مختلفة تبدأ بالشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس هادي والحراك الجنوبي والقبائل واستعدادها للقتال ضد الحوثيين وصراع تنظيم القاعدة  وأخيرا الصراع الجنوبي الذي يمثله عبدربه والشمالي الذي يمثله عبدالملك الحوثي.

 

مع وصول قيادات الإصلاح (الأخوان في اليمن) إلى فنادق عدن بدأت التحركات لعمل بطانة حول هادي وإعطائه الملاحظات والمشورات اللازمة لكيفية التعامل مع المشهد وتحديدا فيما يصب في مصلحتها الحزبية الأخوانية ، خصوصا وأن الرئيس هادي أصبح منفردا بالقرار في عدن في ظل غياب لمستشاريه الذين كانوا يمثلون أحزاب سياسية قوية وشخصيات لها وزنها في الساحة وهذا أعطاء تلك القيادات الأخوانية فرصة  للتقرب والتجمع في عدن من أجل الإحاطة بالرئيس هادي وتوجيه قراراته نحو استعادة وزن الحزب الخاسر على مستوى الشمال والجنوب هذا من ناحية ، ومن جهة أخرى دعم مليشياته المسلحة الفصيل المنبثق منه (تنظيم القاعدة) للسيطرة على قواعد عسكرية لتأمين القوة في الصراع القادم الذي يسعى حزب الإصلاح للدخول فيه عبر عدة جبهات تبدأ بهادي وتنتهي بصراع سني ـ شيعي في الجنوب.

 

حزب الإصلاح وقياداته الهاربه إلى  عدن لا يزالون يعيشون كابوس الأمس والهزيمة الشنعاء التي لحقت بهم جراء تحالف الرئيس صالح وجماعة الحوثي التي سحبت البسطاء من تحت أقدامهم وأفشلت خططهم للتمتع بالسلطة التي خسروها في صنعاء ليس فقط قواعد ومقرات بل الخسارة أكبر بكثير ، فهناك سلطة سلبت من تحت أياديهم كما سلبوها من تحت أيادي صالح وأعوانه فالصراع  هنا على السلطة والنفوذ وعودة  للحكم سواء برموز إخوانية أو رموز تقبع  تحت سيطرتهم وهذا ما يجري حاليا الإعداد له من تحالفات سواء مع هادي أو صالح الذي هو الأخر حس بخطر جماعة الحوثيين الذي انقبلوا عليه وبدأو بتدمير أركانه وقواعد أيضا كما تم مع القيادات الأخوانية سابقا ، الرئيس صالح الذي أوهم نفسه أنه استطاع أن يتخلص من الأخوان في اليمن ومن الرموز التي كانت السبب الرئيسي في إسقاط حكمه يعاني اليوم من مغبة هذا التحالف المريب والغريب بين أعداء الأمس ، الأيام الماضية بدأت جماعة الحوثي ترتيب أوراقها وحساباتها وفتحت السجلات القديمة ، فكان الرئيس صالح على رأس هذه السجلات ، ليس هذا فحسب بل يتوقع أن تشهد الأيام القادمة صراع واضح وصريح بين الجماعة وأركان صالح.

 

الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي ساعد وبشكل كبير جدا جماعة الحوثي في إسقاط محافظات يمنية أصبح في ورطة كبيرة خصوصا وأن الطرفين يخفيان نية البطش لكليهما ، بدء أن الجماعة وعقب إسقاط هادي شرعت مباشرة بإسقاط صالح وأركانه خوفا من تحول حليف اليوم لعدو غدا ، فشرعت بالسيطرة على المقرات العسكرية التابعة للقوات الخاصة التي تسيطر عليها رموز صالح بعد أن كان الإتفاق بعدم المساس بتلك القواعد ، الأمر الذي دفع بضرورة التحرك من قبل الرئيس صالح لإحياء تحالفات الماضي لإسقاط العدو الحاضر وبدء بتهريب هادي والتحالف مع القاعدة والأخوان المسلمين ، هذا التحالف يعيد الأذهان تحالف المؤتمر الشعبي العام ممثلا بالرئيس صالح والأخوان المسلمين ممثلة بحزب التجمع اليمني للإصلاح آبان الحرب على دولة الجنوب في عام 94م والانقضاض على الاشتراكي.

 

من خلال قراءة المشهد يتبين أن الأخوان في اليمن هم المستفيدون من المواجهات القادمة بين صالح والحوثيين ، سواء من خلال إتاحة الفرصة لها للعودة للمشهد وأختارت هذه القواعد أن تكون عدن عاصمة دولة الجنوب هي نقطة الإنطلاقة ، أو من خلال تغذية الميليشيات المسلحة التابعة لها (تنظيم القاعد) إستعداد للمواجهة الحاسمة التي ستكون الفاصلة بين صراع طائفي (سني ـ شيعي) وستكون إنطلاقت هذه الفاصلة من محافظة مأرب.

 

لعل الأيام القادمة تبرهن عن مخططات قادمة يسعى حزب الإصلاح العودة للمشهد من جديد خصوصا وأن قياداته بدأت بالتجمع بشكل كبير في هذه المدينة التي ترفض أن يزج بها في ويلات طائفية لا حول ولا قوة لها سوء أنها مدينة تحتضن كل من يأتي إليها دون تمييز.

 

 * عدن الغد خاص