آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-06:18ص

مجتمع مدني


اليوم العالمي لنبذ العنف ضد المرأة .. المرأة الحضرمية ترصد انطباعاتها

الثلاثاء - 03 مارس 2015 - 05:15 م بتوقيت عدن

اليوم العالمي لنبذ العنف ضد المرأة .. المرأة الحضرمية ترصد انطباعاتها

كتب / محمد السقاف

المقدمة

يُصادف 8 مارس من كل عام احتفال العالم بمناهضة العنف ضد المرأة ، وظاهرة العنف ضد المرأة أصبحت مشكلة متنامية في المجتمعات مما حدا الأمم المتحدة بإصدار المواثيق الدولية لتجريم الظاهرة ، وتعتبر ظاهرة العنف ضد المرأة من المعضلات الاجتماعية التي تعكس أثرها على الاسرة ثم على ثقافة المجتمع عدم الوعي وثقافة التعامل مع الجنس الآخر أبرز الأسباب للظاهرة واعتبار المرأة مجرد سلعه في الحياه فهو تفكير جاهلي مشين يسلخ صاحبه عن انسانيته فالقهر والغلبة الا لله.

نساء حضرميات يتحدثن لـ(عدن الغد)

علياء السقاف أدلت برأيها حول الظاهرة فقالت :"خير الكلام كلام سيد المرسلين رفقا بالقوارير واستوصوا بالنساء خيرا من البديهي والطبيعي اننا ضد العنف بجميع اشكاله".

مها الجفري :"عموما العنف ضد المرأة جريمة كبرى لا تقرها الشرائع و لا القوانين الوضعية انا أدعوا لسن قوانين واضحة و ملزمة و بعقوبات رادعة ضد كل من يمارس العنف أو الإيذاء بحق المرأة ".

سعيدة نجار :"العنف الذي يمارسه البعض تجاه نساءهم هو تعبير صارخ عن التجرد من القيم الدينية و الانسانية والاخلاقية ولا اعتقد ان هناك انسان متعلم يرتكب مثل هذه الحماقات واغلب الرجال لا يدركون كيف تتأثر المرأة من اساليب العنف وهذا يسبب في توتير العلاقة الزوجية والأسرية".

خديجه باهرمز :"وحشية بعض الرجال تجعلهم يفقدون ضميرهم والمرأة مسكينة ليس معها غير الصبر والاستسلام للقضاء والقدر لكن وقوف الاسرة والمجتمع الى جانبها يُخفف عنها عبء الشده التي يمارسها بعض الرجال على ازواجهم".

زينب باطرفي :"الرجال قوامون على النساء البعض يستغل هذه الآية مطيه لاستعباد واسترقاق المرأة وهو لا يدرك ان الآية وضحت قدرة الرجل مقارنه بالمرأة أعتقد ان الرجل قبل أن يتزوج يحتاج الى دورات عن ثقافة الزواج والتعامل مع الجنس الاخر بتعامل ديني وانساني".

أمل لحمر :"ظاهرة العنف تتطلب تضافر الجهود ضدها فهي لاتقف على شخص او دوله وانما تُعتبر ظاهره اجتماعية منتشرة على مساحة واسعة من العالم والمواثيق الدولية أشركت الجميع المسلمين مع غيرهم في الضمير الإِنساني".

 

مفهوم العنف ضد المرأة

العنف ضد المرأة هو عبارة عن "سوء معاملة المرأة "و يتجسد في سلوك عدواني ضدها يقوم به في كثير من الأحيان الزوج أو الأب أو الأخ أو أحد الأقارب، وحتى يمكن أن يقوم به شخص غريب. ويلحق بها ضررا ماديا( كالضرب والجرح والحرق والاغتصاب ) أو ضررا معنويا( كالإهانة والشتم والسب والتحقير) أو كليهما معا.

 

مفهوم العنف الاجتماعي

مفهوم النوع الاجتماعي يعتمد على بنية من الافكار الاجتماعية التي تعرف الادوار ونظم الاعتقادات والمواقف والصور والقيم والتوقعات للرجل والمرأة وهي تساهم بشكل كبير بعلاقات القوة بين الرجل والمرأة في المجتمع ومن هنا يبدأ انتاج الكثير من المشاكل المجتمعية التي تعمل على تحديد ما هو مناسب للمرأة وما هو مناسب للرجل وبالتالي تحديد ما يقومون به و ينعكس ذلك من خلال السيطرة على ادوار النساء ليصل لحد المنع والإجبار الى جانب الحرمان ومن هنا العنف المبني على النوع الاجتماعي حقيقية عالمية تعيشها المجتمعات بغض النظر عن الطبقة والتداخل والثقافة وهو ينبع من النظام الابوي السائد في مجتمعاتنا حيث يشكل الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي محددات تساهم بنوعية التحكم في العلاقة بين الرجل والمرأة والأدوار الاجتماعية التي تكون بالغالب المرأة مضطهدة وثانوية لكونها امرأة ، وتكون موازين القوة للرجل.

حيث تشير دراسات عالميه الى ان العنف المبني على النوع الاجتماعي هو "مختلف الادوار والحقوق والمسؤوليات الراجعة للنساء والرجال والعلاقات القائمة بينهم ولا يقتصر المفهوم الاجتماعي على النساء والرجال وإنما يشمل الطريقة التي تحدد به خصائصهم وسلوكياتهم وهوايتهم من خلال مسار التعايش ألاجتماعي

 

تعريف العنف ضد المرأة

ويعرف صندوق الامم المتحدة العنف  الذي يكون فيه الرجل والمرأة معنيان والذي ينتج عن عدم التوازن في علاقات السلطة بين المرأة والرجل. يكون العنف موجهاً مباشرة ضد المرأة لأنّها امرأة أو أنّه يمسّ المرأة بصفة متفاوتة، وهو يتضمّن وإنما ليس حصراً، الممارسات النفسية والجسدية والجنسية التهديد، التعذيب ، الاغتصاب ، الحرمان من الحرية داخل الأسرة وخارجها وقد يتضمّن أيضاً الممارسات التي تقودها الدولة أو الجماعات السياسية" ويشير الاعلان العالمي للقضاء على العنف بأنه (أي فعل عنيف قائم على أساس الجنس ينجم عنه أو يحتمل أن ينجم عنه أذى أو معاناة جسمية أو جنسية أو نفسية للمرأة، بما في ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل أو الإكراه أو الحرمان التعسفي من الحريـة، سواء أوقع ذلك في الحياة العامة أو الخاصة ،وتشير الوثيقة الصادرة عن المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين 1995 أ"ن العنف ضد النساء هو أي عنف مرتبط بنوع الجنس، يؤدي على الأرجح إلى وقوع ضرر جسدي أو جنسي أو نفسي أو معاناة للمرأة بما في ذلك التهديد بمثل تلك الأفعال، والحرمان من الحرية قسراً أو تعسفاً سواء حدث ذلك في مكان عام أو في الحياة الخاصة". وربط المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان والذي صدر عنه ما يعرف بإعلان وبرنامج عمل فينا (1993) بين العنف والتمييز ضد المرأة، الفقرة (38) على أن مظاهر العنف تشمل المضايقة الجنسية والاستغلال الجنسي والتمييز القائم على الجنس والتعصب والتطرف "كما أن النظريات الخاصة بعلم الدراسات النسوية عرفت عملية العنف ضد المرأة بأنه "عملية إجحاف لحقوق المرأة ناجمة عن الثقافات و الممارسات المرتبطة بسيطرة الرجل على المجتمع والأسرة و المرأة

وفي المؤتمر العالمي الثاني للمرأة المنعقد في «كوبنهاجن» عام 1980، اعتمد قرار بشأن العنف في الأسرة، ودعا هذا المؤتمر إلى وضع برامج للقضاء على العنف ضد النساء والأطفال وحماية المرأة من الاعتداء البدني والعقلي. وتعد الوثيقة الصادرة من المؤتمر أول وثيقة رسمية للأمم المتحدة تتناول العنف ضد المرأة. وفي المؤتمر العالمي الثالث الخاص بالمرأة في نيروبي 1985، أشير إلى كثير من مظاهر العنف، مثل: الاعتداء في المنزل، البغاء القسري، الإساءة للنساء المعتقلات... وغيرها. واعتبرت الأمم المتحدة أن العنف ضد المرأة يشكل عائقاً أمام تحقيق أهداف المؤتمر، وطالب المؤتمر باتخاذ إجراءات وقائية وتدابير قانونية للحد من العنف ضد المرأة.

 

أنواع العنف الواقع على النساء

(1 العنف الجسدي: وهو أشد وأبرز مظاهر العنف،وهو سلوك موجه ضد الجسد ويمارس هذا العنف من خلال وسائل مختلفة كاستخدام جسد المعنف في الاعتداء او ادوات حاده ووسائل تصل لحد القتل حيث يتراوح من أبسط الأشكال إلى أخطرها وأشدها: (الضرب، شد الشعر، الصفع، الدفع، المسك بعنف، لوي اليد، الرمي أرضا، اللكم، العض، الخنق، الحرق، الدهس، ... الخ)، ويستخدم بهدف التعبير عن القوة الجسدية، وغالبا ما تكون الضحية الشخص الأضعف مثل المرأة وقد تقع احيانا على الرجل ، ويمكن تمييز العنف الجسدي عن طريق العلامات التي تترك أثرا على الجسم كاحداث تشوهات وكدمات وكسور .

2 ) العنف الاقتصادي وهو حرمان النساء من التمتع بالموارد او إجبارها على العمل والاستيلاء على مواردها ومنعها من الاستمرار في عملها، عدم كفاية النقود التي تعطى لها، الاستيلاء على ممتلكاتها، تهديد ممتلكاتها الشخصية، عدم إعطائها احتياجاتها من النقود ، الاستيلاء على راتبها، إجبارها على التنازل عن حقوقها في الميراث، ... الخ

 (3 العنف التعليمي: ويعني بأبسط أشكاله حرمان الفتاة من التعليم، أو إجبارها على ترك مقاعد الدراسة، تهديدها بإيقاف تعليمها، إجبارها على تخصص معين.

4 ) العنف النفسي: وهو أي فعل مؤذ نفسيا لها ولعواطفها دون أن تكون له آثار جسدية (الشتم، الإهمال، المراقبة، عدم تقدير للذات، التحقير، النعت بألفاظ بذيئة، الاحراج، المعاملة كخادمة، توجيه اللوم، الاتهام بالسوء، إساءة الظن، التخويف، الشعور بالذنب اتجاه الأطفال

 

(5  العنف الجنسي: وهو استخدام الإكراه من خلال التهديد أو التغرير أو الترهيب أو استخدام القوة الجسدية أو الإيحاءات الجنسية سواء من خلال تعابير الوجه أو اللفظية أو الحركية.إما لتحقيق الاتصال الجنسي مع الفتاة، أو استخدام المجال الجنسي في إيذائها (التحرش الجنسي، الشتم بألفاظ نابية، الهجر من قبل الزوج، الإجبار على ممارسة الجنس، الإجبار على القيام بأفعال جنسية لا تحبها المرأة

 (6 العنف الاجتماعي: وهو أكثر الأنواع ممارسة ضد المرأة في المجتمع العربي، وهو أبسط معانيه... محاولة فرض حصار اجتماعي على الفتاة وتضييق الخناق على فرص تواصلها وتفاعلها مع العالم الاجتماعي الخارجي، وهو أيضا محاولة الحد من انخراطها في المجتمع وممارستها لأدوارها: تقييد الحركة، التدخل في الشؤون الخاصة، تحديد أدوار المرأة، عدم السماح بزيارة الصديقات والأهل، عدم السماح باتخاذ القرارات، عدم الاستماع لها أمام الآخرين، عدم دعم أهدافها في الحياة،.

 

مدخل سيكولوجي ( نفسي ) للظاهرة

ذكرت الدكتورة مسعودة خنون ابرز الاسباب العنف الممارس من قبل الرجال ضد النساء من منطلق سيكيولوجي ( نفــسي ) قائله : (  يذهب أصحاب هذا المدخل إلى تفسير ظاهرة العنف بإرجاعها إلى أسباب كامنة في شخصية الفرد، وليست خارجة عنه. ويؤكد أصحاب هذا المدخل أن الطفل يمر في حياته بتجارب قاسية، تولد لديه سلوكيات عدوانية لها تأثير هام على سلوكه في المستقبل، لتصبح هذه السلوكيات العدوانية -مع مرور الزمن- جزءا لا يتجزأ من شخصيته. ويرى أصحاب هذا المدخل أن السبب يعود في كثير من الأحيان إلى فقدان الطفل في المراحل الأولى من حياته الحب والحنان من طرف الوالدين، الأمر الذي يولد عنه سلوك عدواني يعوض من خلاله هذا النقص العاطفي. إذن فالتجربة غير السوية التي يمر بها الطفل هي أساس الانحراف، حيث تخلق لديه اضطراب واهتزاز في شخصيته )

فالمرأة التي يمارس عليها العنف منذ الصغر يصبح لديها اعتقادا أنها إنسان يستحق التصرف معه بالعنف، وتتدعم هذه الفكرة من خلال الثقافة والمعتقدات السائدة. إلا أنه يمكن القول أن ممارسة العنف لا يرتبط  في كل الأحوال باضطرابات في شخصية الفرد، فكثيرا ما تساندها ثقافة المجتمع ولا تقف ضدها. من هنا فإن محاولة المدخلين السابقين في تفسير ظاهرة العنف ضد المرأة تبقى قاصرة ومنقوصة بسبب إهمالهما للعوامل الثقافية والاجتماعية التي تشكل أساس الفهم السوسيولوجي لظاهرة العنف ضد المرأة.

 

احصائيات العنف عربيا وعالميا

الأردن

كشفت دراسة مختصة أعدها المجلس الوطني لشؤون الأسرة هذا العام، أن أكثر أنواع العنف الأسري ممارسة هو العنف الجسدي، الذي بلغت نسبته 86 في المائة وتشمل أكثر حالات التعنيف الأسري ممارسة الضرب ثم الشتم والتحقير، وصولا إلى الحرمان من  المال.

 

المغرب

وبحسب إحصائيات رسمية فإن أكثر من 4 ملايين امرأة يتعرضن لعنف جسدي منذ بلوغهن سن الـ 18، واحتلت المرأة المعنفة على يد زوجها الصدارة في الترتيب بنسبة تجاوت الـ 50 في المائة.

 

تونس

تبلغ نسبة النساء اللواتي يتعرضن للعنف بشتى أنواعه 47 في المائة غالبيتهم في الأرياف يشار إلى أن الدستور التونسي الجديد الذي صدر هذا العام، يضم مادة تنص على مسؤولية الدولة بأخذ التدابير اللازمة لحماية النساء من العنف.

 

مصر

فقد أوردت الأمم المتحدة في دراسة العام الماضي أن أكثر من 99 في المائة من النساء يتعرضن للتعنيف، مدرجة التحرش الجنسي كنموذج صارخ لذلك.

وفي لبنان، فقد تم إقرار قانون حماية أفراد الأسرة من العنف، لا سيما أن هذه الظاهرة تؤدي إلى مقتل أكثر من 12 امرأة سنويا.

ولقي هذا القانون اعتراضا من بعض الجهات، مطالبين بتخصيص النساء بالقانون لتوفير الحماية لهن بشكل شخصي.

 

سوريه

أعاقت الحرب المستمرة في سوريه منذ أكثر من ثلاثة أعوام، الحصول على إحصائيات رسمية، غير أن التعنيف النفسي والجسدي ضد المرأة ازداد في الآونة الأخيرة بسبب الأوضاع الأمنية السيئة التي دفعت العائلة إلى التشتت وتغيير أماكن سكنهم.

بقى أن نذكر أن ظاهرة العنف ضد المرأة ترصد ما نسبته 7 في المائة من جميع النساء، اللاتي يلقين حتفهن ما بين سن الـ 15 والـ 44 في جميع أنحاء العالم، بحسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية.

 

الخلاصة

مهما تعددت المداخل في تفسير ظاهرة العنف ضد المرأة، إلا أنه لا يمكن النظر إليها من زاوية واحدة، فالظاهرة معقدة ومتشابكة الأمر الذي يتطلب الوقوف على مختلف المتغيرات المرتبطة بها، والمؤثرة فيها. إلا أن أهم عامل يكمن في تأثير أساليب التنشئة الاجتماعية على ظاهرة العنف، وخاصة العنف ضد المرأة. ومن ثم ضرورة إعادة النظر في الأساليب التربوية بما يتماشى وفق الحقوق الإنسانية لكل فرد مهما كان جنسه. ولن يتم ذلك إلا من خلال صياغة مفاهيم وأساليب تربوية تعزز مكانة كل فرد في الحياة الاجتماعية سوى كان ذكرا أو أنثى، ونشر ثقافة السلم والأخوة والرأفة بين الأفراد حتى تساهم المرأة والرجل في بناء الحضارة الإنسانية  .