آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-09:14ص

أخبار وتقارير


محلل سعودي : نقل العاصمة اليمنية إلى عدن يضع الجنوبيين أمام حلم طالما راودهم

الخميس - 12 مارس 2015 - 11:04 ص بتوقيت عدن

محلل سعودي : نقل العاصمة اليمنية إلى عدن يضع الجنوبيين أمام حلم طالما راودهم

الرياض ((عدن الغد)) صحيفة الرياض:

 قال محلل سياسي سعودي ان تحويل العاصمة اليمنية إلى عدن يعزز فرص استقلال الجنوب و مع الوقت ربما يجد الجنوبيون أنفسهم أمام حلم طالما روادهم وحان وقت تحقيقه.

وقال المحلل السعودي "ايمان الحماد" في تحليل سياسي نشرته صحيفة الرياض السعودية يوم الخميس تحت عنوان تداعيات اعتبار عدن عاصمة مؤقتة ان اعتبار عدن عاصمة موقتة كما قال الرئيس عبدربه منصور هادي، وإن كان ذلك التصريح شكلاً من أشكال الدعاية للداخل اليمني، فهو أمرٌ خطير على المدى الإستراتيجي، خصوصاً مع الزيارات الرسمية وتوافد المسؤولين الأجانب إلى المدينة، وقرار دول الخليج نقل سفاراتها إلى المدينة الساحلية، كل تلك المظاهر يجب أن لا تعطي انطباعاً أو تؤدي إلى اعتبار عدن عاصمة ولو موقتاً.

 

وأضاف الحماد :" كان هروب الرئيس هادي من مقر إقامته الجبرية في صنعاء ضربة للحوثيين، الذين أرادوا قطع الرئيس الشرعي للبلاد من التواصل مع المحيط المحلي والدولي، حتى يتسنى لهم إكمال المخطط الانقلابي، واعتبار احتلالهم أمراً واقعاً على العالم التعامل معه كحالة طبيعية لما أطلق عليه الحوثي "استمرار الثورة"، وجاءت لاحقاً الضربة القاصمة للتنظيم الحوثي بهروب رجل الجيش الأول اللواء محمود الصبيحي الذي يحظى باحترام كبير على مستوى الجيش والقوات المسلحة عموماً ويمتلك خبرة في المجال الميداني العسكري.

 لكن انتقال أهم رجلين في الحكومة الشرعية إلى عدن لا يعني بالضرورة اعتبارها عاصمة فالأمر يحتاج لتعديل دستوري في الأساس، وليس من السهل القيام بذلك وقبل هذا يعتبر تصريح الرئيس هادي محفوفاً بمخاطر جمة تستهدف وحدة اليمن، فلماذا لا يمكن اعتبار عدن عاصمة موقتة؟

 

ينطوي على هكذا طرح خشية أن يتجه اليمن إلى حالة من التشظّي، تشبه الحالة الليبية التي ذهبت إلى حكومتين إحداهما في طبرق والأخرى في طرابلس، وذلك ينذر بتقسيم البلاد التي تشهد حالة من الاقتتال والتناحر الداخلي.

 

والأمر مرشح للحدوث إذا ما ذهبت النخب اليمنية إلى تكريس عدن كعاصمة، مع انكفاء الحكومة الشرعية في الجنوب وطول بقائها هناك، خصوصاً أن ذلك يأتي في ظل وجود نزعة انفصالية لدى المواطن في الجنوب اليمني، الذي لطالما نادى به، ورأى في الوحدة ظلماً لحقوقه، على الرغم من رفض كثير من قوى الجنوب حالياً أي تفكير في اتجاه هذه الخطوة، لكن مع الوقت ربما يجد الجنوبيون أنفسهم أمام حلم طالما روادهم وحان وقت تحقيقه.

 

ثم إن الرئيس هادي في أساسه هو شخصية تنتمي إلى الجنوب اليمني كما هو الحال للواء محمود الصبيحي، وفي ذلك تحفيز لتلك النزعة التي سوف تتعزز كثيراً في حال حدث أي صدام عسكري بين مليشيات الحوثي داخل مناطق الجنوب، التي يتحدث الحوثيون عن قرب اجتياحها يقابله توعّد من جهة قبائل الجنوب الرافضة للانقلاب.

 

يمكن أن تكون عدن كمدينة حضرية تاريخية مقراً للحكومة اليمنية خلال هذه الفترة، لكن الذهاب إلى أبعد من ذلك يخدم كثيراً مخططي الانقلاب الذين يجدون الفرصة مواتية لتحفيز تلك الرغبة، الأمر الذي من شأنه في النهاية تحقيق مسعى الحوثيين ومن خلفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يريد إعادة البلاد إلى ما قبل وحدة اليمن عام 1990، وهو بذلك يبعث رسالة إلى المنطقة أن بمقدوره توحيد اليمن أو تقسيمه.