قال السفير والباحث احمد حجاج الأمين العام السابق للجمعية الأفريقية مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الأفريقية أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح كشف في تصريحاته الأخيرة تخوفه الفعلي من عقوبات مجلس الأمن الدولي ضده والتي طالب برفعها عنه وعن عائلته .
جاء ذلك في لقاء له الأحد مع برنامج (فنجان قهوة) الذي تقدمه المذيعة المصرية نوال الحضري من قناة (القاهرة والناس) الفضائية معرباً عن يقينه بأن مجلس الأمن الدولي لن يتراجع عن قراره .
وأضاف أن صالح كما هي عادته يلعب على الحبلين فقد وضع كل رهانه على جماعة الحوثيين ولم يكن يتوقع أن تقوم بعض الدول العربية بتنظيم العملية العسكرية (عاصفة الحزم) في مواجهة تغلغل وتمدد الحوثيين .
وعن شكل التعامل العربي مستقبلاً مع إيران أوضح أن النظام الإيراني فوجئ هو أيضاً برد الفعل الحازم المتمثل بعملية (عاصفة الحزم) وكان يعتقد أن الحوثيين سيستولون على مفاصل الدولة في اليمن دون أي مواجهة عربية لكن رد الفعل العربي هذا وضع إيران بين نارين أولاهما أن تقوم بدور مؤيد علانية في وقت تقترب فيه المفاوضات بينها وبين الدول الخمس زائداً واحد الخاصة بأنشطتها الذرية من نهايتها فتعرض تلك المفاوضات للتهديد بالتدخل علانية في شؤون اليمن ، وثانيهما أن تترك حلفاءها الحوثيين بدون أية مساعدات .. ولذلك فضلت التقدم بالمساعدات سراً عن طريق المطالبة باعادة فتح مطار صنعاء مرة أخرى لتقوم بتسيير الطيران المدني بحسب اتفاقها مع الحوثيين الخاص بتنظيم خط طيران 4 مرات يومياً بين طهران وصنعاء .
وفيما يتعلق برد الفعل الإيراني المتوقع أفاد أن إيران في وضع لا يحسد عليه فهي تواجه أزمة اقتصادية طاحنة بسبب العقوبات الدولية وكذلك بسبب انخفاض عائدات النفط لذا ستحاول القيام ببعض العمليات العسكرية هنا وهناك كمساعدة الحوثيين في اليمن ومساعدة بعض الحركات التي تسميها ثورية في المنطقة ولكن لن يعوض ذلك اقتصادها أو انتشاله من وضعه .
وبشأن الدور البحري في تأمين مضيق باب المندب قال إن جماعة الحوثي حاولت الوصول والسيطرة على هذا المضيق لكنها لم تستطع .. وتأمين باب المندب لا يهم الدول العربية وحدها وإنما يهم العالم ولا يمكن للقوى الدولية أن تسمح لقوة إرهابية أو خاصة أن تسيطر على هذا المضيق الذي يخدم التجارة العالمية ، مشيراً إلى أن مصر والسعودية تملكان اسطولين بحريين كبيرين يستطيعان القيام بمهمة التأمين ومنع وصول أي أسلحة مهربة إلى الحوثيين عبر السواحل اليمنية الطويلة .
وتطرق السفير احمد حجاج في ختام اللقاء إلى إمكانية شن عمليات برية فقال كل شيء جائز في الحرب لكن في الوقت الراهن سيتم تركيز (عاصفة الحزم) على العمليات الجوية والبحرية إلاّ إذا اقتضى الموقف ذلك وأصبح أمن الدول المجاورة لليمن مهدداً فإن الدول المشاركة لن تتردد في شن عمليات برية .
