آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

فن


المغربية كريمة الصقلي تغني «بُردة» الإمام البوصيري بألحان مصطفى سعيد

الأحد - 29 مارس 2015 - 09:22 م بتوقيت عدن

المغربية كريمة الصقلي تغني «بُردة» الإمام البوصيري بألحان مصطفى سعيد

(عدن الغد) الحياة

تعكف المطربة كريمة الصقلي، صاحبة أحد أجمل الأصوات المغاربية في أداء الأغاني الصوفية، على مشروع غنائي جديد يحتفي بالإمام البوصيري، وقصيدته البُردة التي ستقدمها صاحبة الصوت البديع في ١١ تموز (يوليو) المقبل. وغناء «البردة» بصوت الصقلي هي فكرة الملحن المصري مصطفى سعيد و»مجموعة أصيل» التي تقدم أغاني بالعربية الفصحى بطريقة المعاصرة. وتتكون «أصيل» من موسيقيين لبنانيين ومصريين، وغربيين من المركز الثقافي باربيكان في لندن.

ويأتي هذا العمل المشترك بعدما سجلت الصقلي أخيراً عمل «ليلى» بتوزيع جديد لمولاي رشيد الرجراجي، وهو من ألحان الفنان سعيد الشرايبي. و»ليلى» الذي تعمل الصقلي على اختيار شركة لتوزيعه، هو «رمز الحب الانثوي الذي اتخذه الصوفيون للتعبير على العشق الإلهي»، كما تقول. ويأتي بعد «مقام الحب» الذي يضم قصائد لشيوخ الصوفية ابن عربي وابن الفارض وأبو الحسن الششتري، لحنها عازف الناي رشيد زروال. واستُقبل العمل برحابة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما قدمته الصقلي في مناسبات دولية ووطنية.

الصقلي التي افتتحت «مهرجان طنجة لمولديات البوغاز»، وشاركت أخيراً في حفلة إعلان نتائج الدورة الأولى من جائزة «تميّز للمرأة المغربية» في الدار البيضاء، تقول لـ «الحياة» إن هذا العمل المشترك الذي سيتمحور حول قصيدة البُردة، سيكون له تأثير كبير على رؤية العالم للموسيقى العربية الفُصحى (الكلاسيكيّة) المعاصرة. وتضيف: «هو بمثابة تكريم لصاحب أحد أشهر القصائد في مدح النبي محمد عليه الصلاة والسلام، والتي كتبها محمد بن سعيد البوصيري في القرن الثالث عشر الميلادي، وأجمع معظم الباحثين على أن هذه القصيدة من أفضل قصائد المديح النبوي، وأُدّيت بأكثر من لحن، ومن أبرز أشكالها الشكل الأندلسيّ التقليدي».

وتشرح المطربة انه في مطلع القرن العشرين، كتب الشاعر أحمد شوقي قصيدته «نهج البردة» التي عارضت «بُردة» الإمام البصيري، لكن رغم المعارضة والنهج، تميّزت قصيدة شوقي بالمعاصَرةِ مع الأصالة. وتفيد بأن «رياض السنباطي لحّن قصيدة «نهج البردة» بعد ما يزيد على عقد على رحيل أحمد شوقي، وغنّتها أمّ كلثوم، وبهذه الصيغة سأغنيها شخصياً».

وعن اللون الغنائي الذي تتميز الصقلي به، باعتباره لوناً يحضر بقوة في المهرجانات العالمية ولا يروّج له بالشكل المطلوب على مستوى التلفزيونات العربية وبالتالي على المستوى الشعبي، تقول السمراء التي يعتبر صوتها من أجمل الاصوات التي غنّت لأسمهان، إنها تود من كل قلبها أن تتقاسم هذه الطقوس مع جمهور أوسع، داخل البلاد أو خارجها. وتضيف: «سبق لي أن قدمت نموذجاً من الغناء الصوفي في حفلة افتتاح مهرجان موازين على خشبة النهضة التي تحتضن آلاف الجماهير، وتلقاه الجمهور بكل حب وسكينة».

وتعد كريمة الصقلي، مرجعاً في مجال الموسيقى الكلاسيكية العربية. فمنذ صباها الباكر، تربت على الإنصات إلى الموسيقى الأندلسية والملحون، وتحظى هذه الفنانة الاستثنائية بفضل صوتها البلوري وأدائها الرائع، بإعجاب جمهورها الواسع في المغرب والخارج. وعلى رغم انها لم تخض تجربة الفيديو كليب، لكنها ليست ضد التعاون في هذا الصدد مع الطاقات الشبابية المبدعة.

وهي تستعد لإطلاق ألبوم جديد مع شباب موسيقيين منفتحين على ثقافات مختلفة.

وترى أن جميع الملحنين والفنانين الذين تعاملت معهم أضافوا الكثير الى مسيرتها، بشكل مباشر أو غير مباشر.

واعتبرت «أسمهان المغرب» كما تُلقّب، ان العمل المعنون «على هدى السراج المنير» والذي يتخذ ثيمة موسيقية اشتغلت عليها عبر جولات روحانية في دول العالم، شاركها فيه أربعة موسيقيين مرموقين هم: عازف الناي رشيد زروال، وعازف البيانو منصر حمالة، وعازف الكمان يونس خزان، وعازف الايقاع طارق بنعلي. وبحسب الصقلي، «على هدى السراج المنير» هو «بمثابة عشرات العروض الناجحة والسعيدة من الغناء الصوفي والتي قدمت لجمهور متنوع تقاسمنا معه لحظات روحانية قوية بغض النظر عن أديانهم ولغاتهم وجنسياتهم، لغة واحدة تجمعنا هي موسيقى المحبة».

وعن العمل المشترك الذي أعلن عنه الفنان مارسيل خليفة في إحدى دورات مهرجان أصيلة، أفادت الصقلي بأنها لا تزال على اتصال مباشر بخليفة لتنفيذ المشروع وهو توزيع بعض الأعمال الفنية العربية للموسيقى العالمية، وكذلك الاشتغال على أنماط وأعمال جديدة من ألحان الفنان اللبناني وبعض الأعمال من أشعار محمود درويش. إلا أن «المشروع لم يحظ بالمؤسسة التي قد تتحمل الإنتاج بكل الإمكانات المادية الضرورية»، كما تفيد الصقلي. ولا تستبعد الفنانة المغربية ان يكون هناك عمل موسيقي مشترك مع زياد الرحباني، وهو مشروع أعلنته في بيروت منذ سنوات ولم ينفّذ بعد.

وعلى رغم التألق الموسيقي للفنانة كريمة الصقلي في الغناء الصوفي والطربي، فهي تعتز بمشاركتها في الموسيقى التصويرية لفيلمي «فاندام» و»فول لوف» مع الملحن المغربي يوسف كزوم، بعدما سبق لها الغناء في فيلم «السر المطروز» لعمر الشرايبي. كما شاركت كممثلة في فيلم «ملائكة الشيطان» لأحمد بولان. واختيرت أخيراً عضواً في لجنة تحكيم مهرجان الفيلم في طنجة. فالسينما هي الحياة بالنسبة إليها، وهي على استعداد لخوض التجربة مرة أخرى، إذا كان الدور قريباً من شخصيتها.