آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:24م

حوارات


فيما تواجه الحرف اليدوية شبح الانقراض .. صانع التحف أحمد علي سويد .. اربعون عاما من الابداع المتواصل

الإثنين - 30 مارس 2015 - 11:29 ص بتوقيت عدن

فيما تواجه الحرف اليدوية شبح الانقراض .. صانع التحف أحمد علي سويد .. اربعون عاما من الابداع المتواصل
الزميل مروان اليزيدي أثناء لقاءه مع صانع التحف أحمد علي سويد

المكلا ((عدن الغد)) خاص:

في كل صباح يستهل العم احمد سويد يومه بممارسة عمله الفني من نحت وتصميم الأشكال الرائعة المصنوعة يدوياً ، بمحله الواقع بجانب مدخل المعلم الأثري قصر السلطنة القعيطية ، ومعظم هذه التحف و الهدايا التي يقوم بصنعها هي عبارة عن مجسمات لمعالم تاريخية و أثرية في محافظة حضرموت مثل حصن الغويزي و سدة المكلا و بنايات ناطحات السحاب التاريخية بمدينة شبام و منارة المحضار الأثرية بمدينة تريم و سفن خشبية تراثية و أدوات حرفية قديمة وغيرها من المصنوعات اليدوية الجميلة ، و أيضاً يقوم بعملية تحنيط بعض الكائنات البحرية التي يشتهر بها بحر المكلا مثل جراد البحر ( الشروخ) و سرطانات البحر ( الباحيشي) و القواقع البحرية المختلفة وبعد الانتهاء من صنعها يضع هذه الأعمال الإبداعية بداخل صناديق خشبية مصممة بشكل متقن بواجهات زجاجية تبدو على شكل تحفة فنية في غاية الروعة و التميز الفريد بحيث تعبر عن شيء يرتبط بحضرموت .

 

التقاه / مروان اليزيدي

 

كانت لنا زيارة للعم أحمد سويد في محله وأفاض لنا بما عنده والمعاناة الكبيرة التي تواجهها هذه المهن الحرفية التراثية فهو برغم تقدمه في العمر وعمله المضني الذي يتطلب الكثير من الصبر في صناعة المجسمات ، و الجهد والتركيز الكبيرين أثناء تحنيطه الكائنات البحرية حيث يتطلب التعامل الحذر والحرص الشديد مع بعض المواد الكيميائية الخطرة في التحنيط مثل مادة الفورمالين ، والوقت الكثير الذي تستغرقه  مراحل تصميم والتصنيع التحف ،  يقدم العم احمد سويد تحف فنية فريدة متكاملة المظهر وبتناسق في اللون والشكل و تعطي معنى يشبه إلى حد كبير واقعها الحقيقي و الحي .

 

وتواجه مهنة صناعة التحف التي يمتهنها ويتقن فنها العم احمد سويد منذ أربعين عام  ومازال يمارسها إلى الآن  تحديات ومعوقات عديدة أبرزها ارتفاع كلفة المواد الأساسية المستخدمة في عمله ، و قلة العائد المادي ، وضعف الإقبال على شراء المنتجات الحرف اليدوية فقد أصبحت منتجاتها راكدة ، لا سوق لها، خاصة في ظل توفير البديل الذي تنتجه الآلة الحديثة ، بالإضافة إلى الظرف المعيشي الصعب الذي يمر به المواطن أو الزبون مما يدفعه لشراء المواد المستوردة رخيصة الثمن دون الالتفات للجودة والمتانة أو مواصفات المواد المستخدمة التي تعتبر ارخص مقارنة بمثيلاتها المحلية المصنوعة يدوياً.

 

محل العم سويد ورغم أهمية ما يحتويه من حفظ لتراث حضرمي أصيل إلا أن وضعه الحالي يرثى له حيث يقول بأن ومنذ شهرين كاملين لم يشتري احد من محله أي تحفه  ومع ذلك يستمر في العمل لأداء رسالة واضحة ولحفظ مهنة هامة تربى عليها ، إضافة لتذكره لذكريات جميلة في حياته تربطه بالقصر السلطاني للدولة القعيطية .

 

ويرى المتابعون أن تلك الحرف اليدوية أصبحت في خطر التلاشي وتواجه شبح الانقراض من الأسواق المحلية ، وذلك بسبب كثرة الخيارات لدى المواطن مما يحويه السوق من التحف والهدايا المستوردة والمقلدة بأقل جودة ذات أسعار زهيدة مقارنة بالمنتج المحلي .

 

العم أحمد سويد وغيره الكثير من المبدعين والفنانين يعانون تهميشا كبيرا وإقصاء كبيرا من جميع فئات المجتمع بدء بالسلطات الرسمية والمختصة ومرورا بالجمعيات والمؤسسات وغيرهم ومع ذلك فتجدهم مستمرون في إبراز التراث الثقافي لدولة حضرموت قديما ، فالعم سويد قضى جل سنين عمره في هذا الفن وهو بانتظار للفتة كريمة واهتمام نظير ما قدمه ومازال في خدمة هذا البلد .