آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:58م

ملفات وتحقيقات


لماذا يتخلى صالح عن الحوثيين؟

الأربعاء - 15 أبريل 2015 - 04:10 ص بتوقيت عدن

لماذا يتخلى صالح عن الحوثيين؟

عدن (عدن الغد) مصر العربية :

لماذا قد يتخلى صالح عن الحوثيين؟.. سؤال يجول بخاطر الكثيرين منذ خروج التسريبات التي تؤكد سعي الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح لطرح مبادرة سياسية لحل الأزمة في اليمن.

صالح والذي خاض 6 حروب ضد جماعة الحوثي، تحالف معهم مؤخرا لإسقاط حكم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، واختلطت ميلشياته المسلحة مع عناصر الجماعة واستطاعوا السيطرة على العديد من المدن.

وبعد انطلاق عاصفة الحزم، والتي استطاعت وأد التقدم الحوثي، ومع الحديث عن التدخل البري، بات مصير صالح ينحصر بين الأسر أو القتل، وهو ما دفعه، وبحسب المراقبون، للتخلي عن الجماعة الحوثية وإعلان مبادرة سياسية للإفلات من الملاحقة القانونية.

وكانت قد كشفت مصادر يمنية أن الدكتور أبو بكر القربي، الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر، يحمل مبادرة من الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، سعيا للعب دور سياسي في اليمن.

الشعور بالخطر

قال محمد محسن أبو النور المحلل السياسي والباحث المتخصص في العلاقات الدولية، إن علي عبد الله صالح نموذج صارخ للرجل البراجماتي الذي يرفع شعار "أنا وليذهب العالم للجحيم".

وأضاف أبو النور لـ"مصر العربية" أن الأوضاع الحالية تشير إلى أن القوات الموالية لعلي عبد الله صالح هي ذات الكفة الأرجح في القتال الدائر، ما يعني أن انسحاب صالح يعني تلقائيا خسارة الحوثيين ورجوعهم جبريا إلى طاولة المفاوضات.

وتابع: العامل المهم يتوقف على ما قدر استحواذهم على أسلحة الجيش اليمني؟.. والإجابة على هذا السؤال تحكمها التقارير المعلوماتية التي يبني عليها صناع القرار مواقفهم الحاسمة.

وعن الأسباب التي قد تدفع صالح للتخلي عن الحوثيين، قال أبو النور، إنه شعر بالخطر، كما أن مصالحه الاقتصادية قد تطولها عقوبات دولية في مجلس الأمن، وقد يتعرض هو وابنه للمحاكمة الدولية بتهم جرائم الحرب أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

مصالح شخصية

ومن جانبه قال الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية إن الحديث عن تخلي الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح عن جماعة الحوثي أمر وارد، مؤكدا أنه قد يتخلى عن جميع حلفاءه في سبيل مصالحه الشخصية.

وأضاف غباشي لـ"مصر العربية" أن أبن علي صالح زار السعودية قبل عاصفة الحزم بيومين وعرض توليه الرئاسة وضمانات لعدم ملاحقة والده جنائيا مقابل فك التناغم بين حلفاءه وجماعه الحوثي، الأمر الذي رفضته المملكة.

وعن السبب وراء تخلي صالح عن الحوثيين، قال غباشي إن الرئيس اليمني السابق كان من أكثر أعداء جماعة الحوثي، وخاض ضدها 6 حروب، إلا أن تحالفهم جاء بمنطق المصلحة، ومن السهل التخلي عنهم مقابل مصالح شخصية.

وأكد أن عاصفة الحزم نجحت بشكل كبير في وأد تقدم الحوثيين، ومع الحديث عن التدخل البري، بات مصير صالح محصور بين القتل أو الأسر، ومن ثم يبحث عن طريق لتأمين نفسه.

مبادرة صالح

ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" عن مصادر يمنية خاصة، أن الدكتور أبو بكر القربي، الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر، يحمل مبادرة من الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، سعيا للعب دور سياسي في اليمن مع اشتداد عمليات "عاصفة الحزم”.

وأضافت المصادر أن القربي يحمل مبادرة لوقف الحرب عن طريق الاتفاق على وقف كل العمليات العسكرية وخروج كل الميليشيات المسلحة من الوزارات والمؤسسات الحكومية في صنعاء وعدن.

كما تشمل المبادرة تعهدا بـ إخراج الميلشييات المسلحة من عدن أيا كانت لأي طرف، وتسليم السلاح إلى المكونات العسكرية التي لم تشارك في القتال أو من يُتفق عليه.

وأكدت المصادر أنه من المرتقب أن يطرح القربي تشكيل لجنة عسكرية يتفق عليها لتنظيم القوات المسلحة وتسلُّم المعدات الثقيلة والمتوسطة من كل الميلشييات.

وتعد هذه الخطوة تخليا عن الحوثيين المتشبثين بالسلاح، كما أن المبادرة تشمل طرح فكرة تنظيم القوات المسلحة مع إمكانية الاستعانة بخبرات عربية للمساعدة في إعادة التنظيم.

وتشير المصادر إلى أن صالح يسعى إلى طرح فكرة انطلاق الحل السلمي من المبادرة الخليجية ومن اتفاق السلم والشراكة والملاحق الأمنية بما ينسجم مع مخرجات الحوار الوطني، وإعادة حكومة خالد بحاح باعتبارها جزءا من الشرعية.

كما تشمل المبادرة الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسة من خمس شخصيات يكون رئيسه بحاح، ويكون من بينهم شخصيات جنوبية وشمالية، وأن تبقى هذه الحكومة لمدة عام ويكون تشكيلها مناصفة بين الشمال والجنوب.

وستكون الحكومة الانتقالية لديها ثلاث مهمات هي الإعداد للدستور وطرحه للاستفتاء، والإعداد للانتخابات الرئاسية، وإجراء مصالحة شاملة لتهدئة النفوس، وأن يترك موضوع الإقليم للسلطة التشريعية (البرلمان) للاتفاق على إقليم أو اثنين أو 12 أيا كان».

كما تضمن المبادرة إنشاء صندوق للإعمار، وتقديم الدعم المناسب للشعب اليمني لتعويضه عما لحق به من أضرار، بسبب المعارك المشتعلة في كل الجبهات.

كما لفتت المصادر إلى أنه بعد نزع سلاح الميلشييات، يمكن استيعاب عدد من الحوثيين في الجهاز المركزي للمحاسبات وفقا للأنظمة المعمول بها، بحيث تكون الشخصيات التي يتم اختيارها متخصصة في الشأن، وأن يتم التوقيع النهائي على الاتفاقية برعاية المملكة العربية السعودية في مدينة مكة المكرمة أو أي دولة خليجية.

وأوضحت المصادر أن هذه الأفكار يتم تداولها بين عدد من العواصم، وهناك أفكار أخرى تتحدث عن خروج كل أدوات الصراع عن دائرة الحل السياسي.

وبدوره، أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، عن إيفاده لوفد إلى خارج اليمن. وقال موقع «المؤتمر نت» الإلكتروني التابع للحزب إن الوفد يترأسه القربي ويتكون من قيادات في الحزب وفي أحزاب التحالف الوطني الصغيرة المؤيدة لحزب المؤتمر سياسيا.

وأضاف الموقع أن الوفد سيقوم بزيارة سلطنة عمان وروسيا الاتحادية ومصر، إضافة إلى الأمم المتحدة في نيويورك والعاصمة الأميركية واشنطن.

العودة للمشهد

وبدوره قال عبد الله إسماعيل، المحلل السياسي اليمني، إن مطالب صالح بحل سياسي في اليمن تثبت أنه كان يريد أن ينتقم من الشعب اليمني لما حدث له عام 2011، مؤكدا أن تحالفه مع الحوثيين للعودة مرة أخرى.

وأضاف المحلل اليمني، في تصريحات صحفية، أن صالح أدرك فشل تعامله مع الحوثي بعد عاصفة الحسم، ومن ثم طالب بحل سياسي، مشيرا إلى أن صالح يعتزم العودة مجددا للمشهد اليمني.

ومنذ فجر يوم 26 مارس الماضي، تواصل طائرات تحالف تقوده السعودية ويشارك به البحرين، قصف مواقع عسكرية لقوات موالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، ومسلحي جماعة "الحوثي" ضمن عملية "عاصفة الحزم"، التي تقول الرياض إنها تأتي استجابة لطلب هادي بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية".