آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:29ص

ملفات وتحقيقات


الأوضاع المعيشية في اليمن تتدهور إلى مستويات غير مسبوقة

الجمعة - 17 أبريل 2015 - 11:54 م بتوقيت عدن

الأوضاع المعيشية في اليمن تتدهور إلى مستويات غير مسبوقة

صنعاء (عدن الغد) متابعات :

تشهد الأوضاع المعيشية والإنسانية في صنعاء والمدن الرئيسية الأخرى تفاقماً مطرداً جراء استمرار التصعيد العسكري لجماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع، ورفضهم التراجع عن الانقلاب المسلح والتسريع بمعالجة الأوضاع الأمنية في البلاد .

وتسبب الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي عن صنعاء وعديد المحافظات الرئيسية الأخرى، جراء اعتداء الحوثيين على خطوط نقل الطاقة، وتصاعد المواجهات المسلحة بينهم وبين قبائل مأرب في محافظة مأرب، في فرض معاناة إضافية على كاهل السكان في العاصمة صنعاء والعديد من المدن الرئيسية الأخرى .

وشهدت صنعاء تعليقاً قسرياً للكثير من مظاهر الحياة العامة جراء التزامن المنهك لأزمة شحة الوقود مع الانقطاع المتواصل لخدمة الكهرباء، وهو ما قلص امكانية اللجوء إلى خيارات بديلة من قبيل الاستعانة بالمولدات الكهربائية وخازنات الطاقة الكهربائية، والاستعاضة عن وسائل النقل الخاصة بخيارات أخرى متاحة كوسائل المواصلات العامة المنخفضة الكلفة والأقل احتياجاً لمصادر الطاقة، كالدراجات الهوائية التي بدأت في الظهور في الشوارع العامة بشكل لافت في مشهد يختزل حدة الأزمات المعيشية الطارئة .

وتشهد معظم المحافظات اليمنية مظاهر الاكتظاظ الصاخبة للسيارات في محطات بيع الوقود والمشتقات النفطية، وتحولت عديد الشوارع الرئيسية إلى ما يشبه "المرآب" المفتوح، جراء الاصطفاف المتزايد لأسراب المركبات والشاحنات المتوقفة الأمر الذي تسبب في خلق اختناقات مرورية غير معهودة، وصعد من المعاناة اليومية للكثير من الأوساط الشعبية .

واعتبر الخبير الاقتصادي اليمني عبدالواحد إسماعيل الفسيل في تصريح ل"الخليج"، أن التصعيد العسكري القائم في اليمن والناجم عن انقلاب الحوثيين والرئيس المخلوع صالح على الشرعية الدستورية، ورفضهم التراجع وتنفيذ القرارات الدولية لتطبيع الأوضاع في البلاد، تسبب في تصاعد معاناة اليمنيين جراء التداعيات الاقتصادية والإنسانية الناجمة عن استمرار حالة التصعيد للأوضاع العسكرية في البلاد.

وأشار الفسيل إلى أن مغادرة معظم المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية الناشطة في مجال الإغاثة الإنسانية للبلاد، جراء تصعيد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق لانقلابهم المسلح، وتفاقم الأوضاع الأمنية والعسكرية ضاعف من حدة التداعيات الاقتصادية والإنسانية، معتبراً أن الحوثيين والرئيس السابق يتحملون بشكل منفرد مسؤولية هذه التداعيات التي تعصف بحياة الكثيرين في اليمن .

وتشهد محافظتا "تعز وإب" تصاعداً غير مسبوق للأزمة المعيشية والإنسانية جراء تصعيد الحوثيين والقوات الموالية لصالح لعملياتها العسكرية وتحركاتها المستهدفة استعادة السيطرة على المحافظتين اللتين تتصدران، إلى جانب محافظة مأرب بشرق البلاد قائمة المحافظات الشمالية الأكثر مناهضة للحوثيين، التي دشنت فيها مجاميع شعبية وقبلية واسعة المقاومة المسلحة الهادفة إلى دحر الانقلابيين وقطع خطوط إمدادهم .

وفي محافظة الحديدة الساحلية أسهم تصاعد التداعيات الصحية الناجمة عن ارتفاع الحرارة والرطوبة كنتاج كارثي لتفاقم أزمة شح الوقود والانقطاعات المطولة للكهرباء، واستمرار سيطرة الحوثيين على المحافظة التي تعرضت العديد من المواقع العسكرية التابعة للحوثيين والقوات الموالية لصالح لضربات جوية من طائرات عاصفة الحزم، في تعقيد مظاهر الحياة اليومية نتيجة الارتفاع القياسي لأسعار المواد التموينية الرئيسية والمشتقات النفطية التي سرعان ما تحول العديد منها إلى سلع باهظة الكلفة تتداولها وتحتكر بيعها السوق السوداء .